Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

انطلاقة التلفزيون الأردني بحلة جديدة - م. وائل سامي السماعين

الراي - انطلق التلفزيون الاردني بحلة جديدة قبل ايام, وكما فهمنا من مدير التلفزيون في احد لقاءاته ,ان الحلة الجديدة استهدفت الشكل والمضمون, ومن هذا المنطلق تم توظيف كوادر محلية اضافية لما هو موجود من ذوي الكفاءات المميزة وتم تجديد الاستديوهات اذا جاز التعبير. الاعلام بشكل عام اداة فعالة جدا وخصوصا اذا ما استخدمت للبناء لا للهدم.

عندما بدأ البث التلفزيوني لبرنامج يسعد صباحك في عام 1994 كان من اوائل البرامج العربية قاطبة الذي نال شعبية عارمة, حيث استقطب نسبة كبيرة من المشاهدة من الأردنيين والمغتربين منهم وغيرهم من العرب, لتميز محتواه والاخراج الفني الرائع.فقد كان تأثيره كبيرا حتى ان الكثير من السياح العرب وخصوصا من دول الخليج كانوا يبرمجون اجازتهم السنوية الى الاردن ولغايات الاستطباب ايضا بسبب تأثرهم بهذا البرنامج, لما يبث من فقرات مميزة لم يعتد عليها المشاهد العربي من قبل, وكان ربط الفواصل بالأغاني الشعبية الاردنية المحببة الى قلوب الأردنيين ذا اثر كبير.
فركز في حينها على التراث الشعبي الاردني وزارت طواقمه معظم القرى والمدن الاردنية لتسليط الضوء على العادات لكل منطقة , وزار ايضا بعض الدول العربية و بث حلقاته منها والتقى بالأردنيين المتواجدين في الاغتراب, وكان هناك اتصال مباشر وتفاعل مع المشاهدين مما اثرى الحلقات. وكان ايضا يسلط الضوء على الانجازات والكفاءات الاردنية في مختلف المجالات. وكان يخصص فقرة ويستضيف في كل حلقة احد المواطنين كفرسان من اولئك الذين حققوا انجازا فرديا بتخطي كل الصعوبات. ومن اهم الاسباب التي مكنت البرنامج من النجاح الباهر هو انه كان مخصصا للشعب ويلامس حياتهم.
وقد كان للإخراج المتميز للمخرجة فكتوريا عميش رحمها االله وجميع الطواقم الفنية والمواضيع التي تطرح اكبر الاثر في جذب اعداد المشاهدين,بل كان صباح يوم الجمعة يبدأ مع بث يسعد صباحك.
منذ العام 2000 كثرت القنوات التلفزيونية وخصوصا الفضائية عابرة الحدود, واشتدت المنافسة واصبح للمشاهد خيارات كثيرة وفي ظل الاداء الروتيني لمعظم برامجه, فقد التلفزيون الاردني نسبة مشاهدة عالية.
التوقيت والتطوير بالفكرة والمضمون على الدوام عاملان مهمان في الاداء وخصوصا في مجال الاعلام , واما الروتين فقاتل لأي وسيلة اعلامية.دعم مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاردني والفنانين الاردنيين في مجال الغناء او التمثيل من قبل الحكومة امر مهم بالنسبة للمواطن الاردني لانهم سفراء الاردن الحقيقيون, اضف الى انهم شريحة اقتصادية مهمة تدر دخلا الى الاردن من خلال اشتراكهم في الاعمال الفنية العربية.
من الضروري ايضا ان نربط الاداء ونسب المشاهدة بالمكافأة المالية للمذيعين والمذيعات, فكلما زادت نسبة المشاهدة للبرنامج ازداد العائد المالي لهم, وهذه قد تكون فرصة اختبار حقيقية لتحفيز ادائهم.
ومن المهم ايضا ان يكون هناك تقيم حقيقي مبني على دراسات علمية لأداء البرامج التلفزيونية او الاذاعية, وربط ذلك بالتخطيط والتطوير, فالأعلام هو اهم وسيلة تساهم في تشكيل الشخصية الاردنية الحديثة التي تجمع الكثيرين من مختلف الاصول والمنابت, والعائدين منهم من دول الاغتراب بكل ما يحملونه من افكار مجتمعية مختلفة.
فالمجتمع الاردني الحديث يتسارع في تشكيل هويته الوطنية الجديدة كما ان تشكيل الشخصية الاردنية الحديثة هي مسؤولية وطنية بالدرجة الاولى ولا يجوز تركها للأخرين.
ولهذا نرى انه من المهم ان يكون هناك استعانة ببيوت الخبرة في هذا المجال لتقوية اداء الاعلام الاردني الخاص او العام في هذا المجال.
فالتركيز على الهوية الوطنية الاردنية الجامعة والمنفتحة يجب تكون امرا يسمو الى مرتبة القدسية.
waelsamain@gmail.com