Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2019

بقلم وبـ « أنامل» و « ماوس» أيضاً !!* طلعت شناعة
الدستور -
إذا كان  ابو العلاء المعري  قد حمل لقب « رهين المحبسيْن « ،بسبب فقده لبصره، فقد جعلنا  البرْد الشديد، رهائن البيت ،لا نخرج منه الاّ لحاجة ماسّة، كان تكشف الزوجة أن  الخبز لم يبق منه سوى  « رغيف واحد «. أو أن « الأكلة  ناقصة شيء»  وطبعا،لا بد من الرجل ان يخرج ليأتي بهذا  « الشيء الناقص» ،  حتى يضمن هو والعائلة  غداء طيبا .
ومن فوائد  حبسة البيت ، لكائن مثلي على الاقل،أنه يرجع مثل اي تاجر  مفلس  للدفاتر العتيقة. واعني،الكتب المكدّسة في  مكتبتي الخاصة ،والبحث بينها عن كتاب ربما لم تطله يدي وافلت من  مطالعتي  لسبب او لآخر.
اولادي، كعينة من الجيل الحديث، يتهمونني، ومعهم حق، أنني من الجيل القديم الذي لا يتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بنفس حماسته للكتب والكتابة بقلم الرصاص او الحبر الجاف.
هم،يستعرضون مهاراتهم على  اللاب توب،والآي باد،ويدخلون ويتواصلون مع العالم عبر  الشاشة الالكترونية  ومن خلال  الفار/ الإلكتروني .
كنتُ اُتابع،مواء القطّة،التي اختارت  سور جارتنا  مكانا للتعبير عن  لغة وربما ألم  مجهول ،بالنسبة لنا.
وكونها أُنثى ،شعرتُ بالحنّيّة تجاهها. وحاولت معرفة سبب  موائها . احضرنا لها طعاما وانزلناه بواسطة حبل،لكنها رفضت الاقتراب منه.
وذهبت كل محاولاتنا ادراج الرياح،خاصة في ظل  طقس بارد بلا هوادة .
لاحظتُ وانا اقلب بعض الكتب القديمة، أن بعض المؤلفين والادباء مثل  عباس العقاد  و  مصطفى الرافعي  وغيرهما يبدأون كتاباتهم وكتبهم بعبارة   بقلم...  وتعني تأليف فلان .
ولعل هذه الاشارة التي كانت تلتصق بكتاب المقالات في الماضي،اختفت تماما. خاصة في زمن الكتابة على   الكمبيوتر  بأشكاله وانواعه المتطورة والحديثة.
وخطر ببالي،هل لو أن كائنا مثلي،عاش بين الجيلين،يريد وضع كلمة تسبق اسمه للاشارة الا ان المقال هو لي،هل استخدم عبارة   بأنامل ،أو بأصابع  فلان.
طيب،ماذا عن الذين،يستخدمون  إصبعا واحدا في الطباعة على الكمبيوتر ،هل يحدد  الإصبع  فيقول  بالاصبع الوسطاني  او   البنصر  او   الخنصر  الى آخر اسماء ومواضع الأصابع؟
وهل تأتينا الأيام،بشكل جديد للكتابة،كأن يُقال بعد سنوات بـ نفَس  او بـ «  إحساس»  طلعت شناعة؟
اللي يعيش يا ما يشوف!!!