Monday 11th of November 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2024

قواعد اللعب تغيرت

 الغد-إسرائيل هيوم

يوآف ليمور  27/10/2024
 
في إسرائيل يجملون الهجوم على إيران؛ نجاح عملياتي مع إمكانية كامنة مهمة لتغيير إستراتيجي في المعركة بين الدولتين. لقد كانت أهداف الهجوم محدودة منذ البداية، فقد اختارت إسرائيل ألا تضرب مواقع النووي أو أهدافا للبنى التحتية بل مجرد أهداف عسكرية كي تبقي على معادلة واضحة حيال إيران، وأساسا كي تقلص دافعها للرد. وعليه، فقد نفذ الهجوم في الليل في ظل الامتناع عن الإصابة بالمواطنين.
 
 
من منشورات في وسائل الإعلام الدولية يتبين أن أهداف الهجوم كانت من نوعين: أولا – بطاريات الدفاع الجوي الأكثر تطورا لدى إيران، من طراز اس 300. والثاني – مصانع لإنتاج صواريخ أرض أرض – من الطراز الذي أطلق على إسرائيل في 1 أكتوبر وفي 14 نيسان. والسبب للتركيز على هذين الهدفين واضحا: بدون بطاريات الدفع الجوي (التي أصيبت احداها في هجمة الرد من سلاح الجو في نيسان والباقي في ليل السبت) بقيت إيران مكشوفة، وإسرائيل يمكنها عمليا ان تهاجمها مرة أخرى متى تقرر، بعد أن قلصت التهديد الأساس على سلاح الجو؛ اما الضربة لمنظومات انتاج الصواريخ فستجعل من الصعب على إيران الإبقاء على وتيرة عالية من التسلح وستلزمها بتقنين الذخيرة في المعركة في الهجوم القريب.
في إسرائيل استعدوا لرد إيراني فوري على الهجوم ومنظومات الدفاع الجوي دخلت في حالة تأهب قصوى. لكن كلما مرت الساعات تبين أن طهران لا ترد من البطن، وتأخذ الوقت كي تقرر اذا ما وكيف سترد. البيانات التي صدرت عن طهران في أنه تم اعتراض معظم الهجوم وان طائرات سلاح الجو لن تتسلل الى المجال الجوي الإيراني استهدفت خلق مجال للنفي يسمح لإيران أإلا ترد أو أن ترد بشكل محدود.
من المتوقع أن تبقى حالة التأهب على حالها حتى في الأيام القادمة الى أن تتبين نوايا إيران. من خلف الكواليس، تمارس الولايات المتحدة ودول أخرى ضغطا شديدا على طهران للامتناع عن الرد لاجل عدم الانجرار الى تصعيد إقليمي. في واشنطن يخشون من اشتعال عشية الانتخابات للرئاسة، واساسا – من ارتفاع في أسعار النفط في حالة التصعيد.
رغم أنه من السابق لأوانه إجمال جولة الضربات هذه، يمكن لإسرائيل أن تتشجع منها حتى الآن، لخمسة أسباب: الأول لأن سلاح الجو نجح في أن ينفذ إحدى العمليات الأكثر نجاحا في تاريخه، والذي ضم نحو 140 طائرة من أنواع مختلفة. اما الهجوم نفسه فاستهدف 20 موقعا، وحسب التقارير يبدو أن بعضها ضرب من بعيد وبعضها الآخر من مسافة قريبة، أي، بخلاف الزعم الإيراني، أثبتت الطائرات الإسرائيلية تفوقا جويا مطلقا في سماء إيران بينما طائرات سلاح الجو الإيراني أبقت على مسافة آمنة وامتنعت عن الدخول الى معارك جوية.
السبب الثاني هو الضربة العميقة والناجحة لمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، التي لم تمكن من إعادة بناء البطاريات المصابة او تلقي جديدة غيرها لأن روسيا تبقي الآن كل بطاريات الـ "اس 300" لنفسها كي تدافع عن نفسها ضد أوكرانيا. وهذا يبقي الإيرانيين مع منظومة دفاع جوي محدودة، من المعقول أن قسما منها أيضا دمر الآن.
السبب الثالث هو التعاون المكثف والناجح مع الجيش الأميركي. في الجانب الهجومي، كان سلاح الجو مطالبا بان يمر عبر سماء "أميركية" (في العراق أساسا) كان مطلوبا تنسيق عملياتي بين الطرفين منعا للخلل. تجربة الماضي تفيد بان مثل هذا التنسيق تضمن أيضا أشكالا أخرى من التعاون في مجالات الاستعلامات والإنقاذ دون صلة بنشر بطاريات الدفاع الجوي ضد الصواريخ من طراز فاد في إسرائيل.
السبب الرابع هو الإسناد الدولي الواسع الذي أعطي لإسرائيل للهجوم. معقول أنهم في جميعها صفقوا لإسرائيل وأملوا بنجاحها. يمكن لإسرائيل أن تجير هذا الدعم لخطوات أوسع ضد إيران، إذا ما هاجمتها هذه مرة أخرى.
السبب الخامس هو أن الهجوم خلق ظاهرا الظروف لقطع العلاقة المباشرة بين إيران والقتال في لبنان وفي غزة. فقد كان هذا هو احد الأهداف الأساس التي وضعتها إسرائيل لنفسها: ان تضرب إيران وتردعها دون الانجرار الى حرب شاملة وواسعة ضدها. إذا امتنعت إيران بالفعل عن الرد أو ردت بشكل محدود يمكن لإسرائيل أن تجمل هذا كإنجاز. أما منشآت النووي فستكون مطالبة بأن تعالجها بشكل منفرد في المستقبل، بشكل مباشر وبالتنسيق مع الإدارة الجديدة التي ستنتخب في واشنطن.