Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Feb-2020

كيف مُهد لصفقة القرن منذ عقود؟*د. شهاب المكاحله

 الراي

كُتب لمنطقتنا العربية أن تعيش على صفيح ساخن بدءاً من غزو العراق مروراً بما اصطلح عليه بالربيع العربي إلى مرحلة الصدام العربي -العربي. ومن المستفيد؟ إسرائيل. فلو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء قليلاً لوجدنا ما يلي: منذ العام ١٩٨٠ بدأ التحضير لإضعاف الجيوش العربية القادرة على ردع إسرائيل وهي العراق وسوريا مع تمسك القوى الكبرى بأمن إسرائيل في ظل سعي إسرائيلي للتطبيع الكامل مع العرب بالمجان من أجل إنشاء شرق أوسط جديد يقوم وفق تقارير استخباراتية على تقسيم الشرق الأوسط الحالي إلى أكثر من ٤٢ دولة متناحرة ومتنافرة فيما?بينها. وهنا تسعى الدول الغربية إلى تمكين التيارات الدينية في الحكم وخلق جبهة سنية لمواجهة إيران الشيعية للتخلص من إيران كقوة إقليمية وفق ما خلص اليه مؤتمر (هرتزيليا) في العام ٢٠١٣ حيث أوصى بضرورة إشعال شرارة حرب سنية شيعية تضعف الطرفين والقيام بإذكاء الفتنة بين الدول العربية ذاتها وفي مرحلة لاحقة بين الدول العربية وتركيا.
 
كما نص المؤتمر فيما بعد على إفشال الحركات الثورية ومواجهة الجيوش العربية بحركات ذات طابع إسلاموي وبهذا تحولت الجيوش النظامية العربية إلى وحدات مكافحة الإرهاب وتحولت العقيدة العسكرية للجيوش العربية من إسرائيل إلى الإرهاب عبر تشكيل داعش وأخواتها في الشرق الأوسط العربي لضمان أمن إسرائيل وإشعال حرب ضمن حدود تلك الدول.
 
فما يجري في سوريا والعراق وليبيا واليمن ما هو إلا نتاج دراسات وأبحاث وتوصيات تقدمت بها مراكز الأبحاث لتلك الدول الكبرى لإحداث حرب محدودة في الكثير من الدول العربية يمكن فيما بعد احتواء تلك الحروب والسيطرة عليها عبر التحكم بمنافذ بيع السلاح من أجل ضمان تقسيم المنطقة بما يضمن أمن إسرائيل ذات التأثير الكبير في كل دول العالم بما في ذلك حلفاء العرب شرقاً وغرباً.
 
ما يراد في الفترة القادمة أن ينشغل العالم العربي بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية للابتعاد عن القضايا المصيرية والسياسية والأمنية ليصار إلى مخطط التقسيم والتجزئة لكل من يرفض قرارات الدول الكبرى أو يريد العمل على التصدي لتلك المحاولات أو المخططات التي رسمت للمنطقة منذ أمد عبر خلق المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية وتهديد الأمن القومي لتلك الدول بدعم جماعات إثنية ودينية وطائفية من أجل ثني أنظمة الحكم فيها عن المقارعة أو التفكير في ذلك.
 
فما دخلت فيه الدول العربية من أزمات وحالة عدم استقرار سياسي واقتصادي وأمني مع انعدام الاستقرار الاجتماعي أثار الشعور لدى الكثيرين بالرغبة في هجرة الأوطان وهذا هو نتاج تلك الضغوط التي وللأسف ساهم الكثير من السياسات الخاطئة لعدد من تلك الدول الشرق أوسطية بمفاقمتها حتى وصلت في بعض مراحلها إلى إنهاء الهوية الوطنية في تلك الدول.