Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2020

أين توارى “كورونا” في خضم الأحداث العالمية؟

 الغد-حمزة دعنا

 سحبت الأحداث العالمية المتجددة البساط من تحت فيروس كورونا، لتنصب جل المعلومات حول ما يحدث في الولايات المتحدة الاميركية، ما دفع الفيروس للتراجع خطوة للخلف، بحسب سياسيين.
ويبقى السؤال: أين توارى الفيروس، مع هجمة الحوادث السياسية؟
أكد رئيس لجنة الاعلام والتوجيه الوطني بمجلس الاعيان صخر دودين، قال ان ذروة الموجة الاولى من جائحة كورونا مرت، وبدأت بالانحسار، مع تراجع اعداد المصابين والوفيات في غالبية دول العالم، بدليل اعادة فتح معظم القطاعات الحيوية في الدول، وتزامن هذا الانحسار، مع حدث جلل على الصعيد الاميركي الداخلي، فجّر احتقانات عديدة، ظلّت متّقدة كالجمر تحت الرماد، في لحظة تاريخية حاسمة، اجتمعت فيها المشاعر الغاضبة لكثيرين جراء سلبية إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في التعامل مع كورونا.
وبين دودين، أن هذه العوامل جعلت اميركا، البؤرة الاكبر وبائيا على وجه الارض، مع اكبر عدد وفيات في العالم، مات أجج مشاعر غضب عارمة لعدد كبير من الاميركيين، ومشاعر سخط وغضب من معظم الاقليات، نتيجة سياسات ترامب، المبنية على تفوق العنصر الابيض والعنصرية تجاههم.
وبين دودين، ان قرب موعد الانتخابات الاميركية، والسباق المحموم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي للفوز بموقع الرئيس المقبل، واستخدامهما للادوات الاعلامية المتاحة في حشد التأييد لمرشح كل منهم، والنيل من المرشح الآخر، اجتمعت لتحرف البوصلة الاعلامية عن جائحة كورونا، وتوجهها نحو الاوضاع المضطربة والاستثنائية التي تعاني منها اكبر- وربما اقوى دولة في العالم، في مفصل تاريخي قد يغيّر من سياسات التفرد والانكفاء والعزلة والإقصاء التي تمارسها الادارة الاميركية الحالية في الداخل الاميركي وعلى مستوى العالم.
وفسّر وزير الداخلية الأسبق رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة سمير الحباشنة، ما يجري من أحداث كبرى في العالم الى شطرين؛ الأول، والذي يتعلق بالمنطقة العربية، وعلى رأسه، تصعيد اسرائيل ونواياها في ضم أراض عربية، وهي مرتبطة بحالة من الضعف والانكفاء العربي الداخلي، ليأتي فيروس كورونا ويعزز هذا الضعف، نتيجة التفكير بالشأن الداخلي وتراجع الخزائن المالية العربية.
أما الثاني؛ فقال الحباشنة، ان ما يجري في الولايات المتحدة من احتجاجات بعد مقتل مواطنها، “شرارة” عبرت عن التراكم والفصل العنصري والازمة المالية التي تعيشها أميركا، لتخلق حالة اضطراب تعبر عن مرحلة جديدة للرأسمالية والليبرالية الجديدة بعد أزمة كورونا، لتنقلب على نفسها وعلى مفاهيم العولمة لديها.
وختم الحباشنة حديثه بمثل يقول “كلما ضاق الثوب شكا الجسد”، والسياسة الاميركية بدأت تشكو الضيق، ما يكشف عن اختلالات المجتمع الاميركي، لذلك لا بد من وضع الاهتمام بفيروس كورونا بالمرتبة الثانية.
وزير الاعلام الأسبق طاهر العدوان، قال ان الحكومات العالمية تحاول استغلال الفيروس خصوصاً السياسيين، والتركيز على تمجيد أفعالهم، وإبراز أنفسهم بأنهم قادرون على قتل الفيروس، خصوصاً وأن العالم يتعامل مع أطول فترة لوجود الوباء، وتكاليفه الباهظة من ناحية الاغلاقات الاقتصادية العالمية.
وحول تواري الحديث عن الفيروس عالمياً، بين العدوان، ان الحزب الديمقراطي الاميركي، يؤجج حملاته ضد ترامب، مع اقتراب الانتخابات الاميركية، في حين استغلت إدارة ترامب تعميق العداء مع الصين، واصفا إياها بـ”حرب باردة”، مدللا على ذلك بانسحاب أميركا من أي خطوة تجبرها على دفع المساعدات، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
وحول انقشاع اهتمام العالم بالحديث عن الفيروس، بين المحلل الاستراتيجي منذر الحوارات، أنه- ربما لم يعد الحديث والاهتمام بالفيروس كما كان حين بدأ، لكنه ما يزال يشكل أولوية مهمة على جداول اجتماعات واهتمامات صناع القرار في العالم، والمصدر الأول لقلق المجتمعات الإنسانية وخوفها، لكن بدون شك، فقد زخم الحديث عنه، لسببين، الأول لاعتياد العالم عليه، وتطور طرق التعامل معه، وتراكم المعلومات عن كيفية الوقاية منه، ما أوجد ثقة متزايدة في إمكانية التعايش معه وفي الوقت نفسه، تجنب الإصابة به.
والثاني قال، ما أنتجته الإجراءات الصارمة في بدء التعامل مع الجائحة من حجر وإيقاف التواصل المجتمعي والقطاعات الاقتصادية، ما أدى لنتائج كارثية اقتصاديا واجتماعيا، جعلت العالم والحكومات منشغلة في كيفية مواجهتها، كي لا تتحول إلى قنابل موقوته تنفجر في وجه صناع القرار في كل مكان في العالم، وتكون تداعياتها أضعاف ما كان يمكن للفيروس ان يخلفه.
لذلك رافقت الاجندات الاقتصادية، على طاولات نقاش السياسيين والقادة، مما قلل او ربما أشاح بنصف الضوء عن المرض، برغم بقائه كواحد من أهم الكوارث التي قد تواجه الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
أما الاحداث في الولايات المتحدة؛ فقد تكون أشاحت الضوء مؤقتا عن الفيروس، وصحيح انها نتيجة سلوك عنصري من رجال الشرطة، لكن في جانب آخر منها، لا يمكن قصر ردة فعلها الحادة وانتفاضتها الواسعة، وما رافقها من أعمال عنف وتحلل فوضوي من القانون، نتيجة فقط لذلك الفعل المارق، لكن يمكن أيضاً ان يقرأ منها، أنها بداية تنفيس للاحتقان الناتج عن تداعيات الفيروس.
وأضاف ان البطالة في الولايات المتحدة بعد كورونا، وصلت لحدود ما وصلته في الكساد العظيم، وبقوة في هذه التظاهرات، بما خلفه من نتائج كارثية، كما ان سلوك إدارة ترامب في التعامل مع الفيروس، ربما اجج مشاعر الغضب التي كانت تنتظر شرارة إطلاقها، ومع كل ذلك فأي حدث في الولايات المتحدة، اساسي عالميا، ويمكنه سرقة الاضواء من اي حدث آخر وإن مؤقتا.