Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2018

عرس انتخابات المدارس*رمزي الغزوي
الدستور - 
ليس من منطلق المثل الشعبي: (خذوا أسرارهم من إزغارهم)، حاولت أن أحيط بالانتخابات البرلمانية في مدارسنا التي أجريت الأسبوع الماضي. لأن المرايا الصادقة لا وجود لها في عالم الواقع، فحتى المرايا المستوية ليست صادقة تماماً، فهي تعطينا اليمين شمالاً، والشمال يميناً.
لا أنظر إلى هذه الانتخابات كصورة مصغرة لاية انتخابات برلمانية في البلد. فلكل حيثياته وأسراره وخباياه. ويبقى الأساس على التربية والتأصيل والبناء التركيمي.
 عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني التي دبجها الآباء والأمهات لأبنائهم الفائزين في هذه الانتخابات. وهذا امتداد طبيعي للزوميات (الكشخة) و(التباهي)، التي تضعنا دائماً في صورة أن البرلمان تشريف. وتشريف ونصف كمان.
 لن نتحدث عن التسرب الطالبي من المدارس في ذلك اليوم، الذي تم وصفه من قبل بعض مدراء المدارس بالعرس الوطني أيضا. فالتسرب انعكاس لأمر هام هو العزوف وعدم الرضى. ولو لم تكن المشاركة إجبارية؛ لكانت نسبة المشاركين بحدود العشرين بالمائة.
 الطلبة يشعرون باللا جدوى من هذا الشكل الديمقراطي الصّوري. فغالبية الطلبة الذين التقيتهم قالوا إن المجلس لا شغل له، ولا أثر له. نحن لا نقرر شيئا، ولا نحقق شيئاً.
 واحد من الطلبة، وهو عضو برلماني سابق. أخبرني بأنه لم يرغب المشاركة هذا العام لأن الإدارة خذلته، فهو لم يستطع أن يحقق شيئا من الوعود التي قطعها على قاعدته الانتخابية، بسبب القوانين الصارمة، وأخذ الإدارة لعملنا مأخذ الهزل وليس الجد. البرلمان المدرسي صورة مش أكثر.
 ولهذا يحق للطلبة إذن أن يتسربوا ويحجموا عن المشاركة، لأن الواقع يبرهن هذا التوجه، فهو برلمان لا يقدم ولا يؤخر، وإدارات المدارس تتخذه (برستيج)، ولا شأن له في العملية التعليمية التعلمية ولا التربوية.
 المستطلع لنتائج الانتخابات سيجد أن الطلبة لم يختاروا الأفضل في الصف الدراسي، فستجد طالبا غير مجد يحصل على أصوات زملائه، ويسقط المتفوق. وكأن الطلبة المتفوقين في العادة لا شعبية لهم. 
الأمر اللافت أن البراطيل أو الوعود الانتخابية التي تشبه الرشاوى كانت شائعة، ولها حضورها اللافت أمام بصر الإدارات المدرسية. وهذا أخطر الخطير. من منطلق أن من يسرق بيضة سيسرق دجاجة أو جملا حينما يكبر.
 أحد الناجحين أخبرني بأنه فاز لأنه وعد طلاب صفه بمنسف كبير لحم بلدي يحضره لهم إلى المدرسة. وبالمناسبة هذا الطالب في ذيل القائمة الطلابية من حيث التحصيل العلمي.
 واحدة من الطالبات فازت باكتساح؛ لأنها وعدت زميلاتها بحبة شوكولا (جلاكسي) حال فوزها. والقضية الخطيرة المريبة، أنها كتبت هذا الوعد على شكل لوحات إعلانية ثبتتها مع صورتها في أرجاء المدرسة.