Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2019

عودة «داعش» واخواتها*د. راكز الزعارير

 الراي-ترجح التقديرات العسكرية والأمنية عودة مرتقبة تنبئ بظهور جديد لتنظيم داعش في المنطقة بعد الحملة العسكرية والأمنية للتحالف الدولي لمحاربة الاٍرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي نفذتها قوات التحالف على تنظيم داعش منذ عام ٢٠١٤ ولغاية العام ٢٠١٨ حيث أعلنت قوات التحالف هزيمة داعش، تلتها قرارات أميركية من الرئيس ترمب بسحب جزء كبير من الجيش الاميركي المشارك بالعمليات والإبقاء فقط على بعض الوجود لدعم قوات التحالف خاصة القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

 
التقديرات والتقييمات العسكرية والأمنية أكدت منذ العام ٢٠١٨ ان نتائج العمليات العسكرية لم تحقق نصرا حاسما بالقضاء على التنظيم بل أكدت بانها أضعفت التنظيم، ومكنت الحكومات المركزية في العراق وسوريا من استعادة السيطرة جغرافيا على حوالي ٩٥٪ من الاراضي التي كانت تخضع لتنظيم دولة داعش.
 
وفي ظل هذه النتائج للحملة العسكرية برزت عدة مستجدات تتعلق بالتنظيم أهمها أن الانتصار العسكري الذي تحقق كان بانهاء السيطرة الجغرافية للتنظيم على مساحات كبيرة من أراضي كل من العراق وسوريا ولكن فكر وايدولوجية التنظيم العابرة للحدود وعقيدته القتالية لم تهزم لا بل توسعت بالانتشار بالرغم من الجهود الرسمية في العديد من الدول المعنية لمكافحة التطرف الفكري الذي تنبثق عنه هذه التنظيمات، ومن نتائج الحملة العسكرية ايضا لجوء حوالي عشرة آلاف من عناصر التنظيم الى المناطق النائية على الحدود العراقية السورية من اصل ٣٥ ألفا من عناصر التنظيم حسب التقديرات الدولية عند بداية العمليات العسكرية بقيادة التحالف عام ٢٠١٤،ثم اعادة انتشار لإعداد اخرى من العناصر وانتقالهم الى دول اخرى اكثر امنا الى شمال افريقيا خاصة نيجيريا التي ينشط فيها تنظيم بوكو حرام الذي بايع داعش ويعتبر احد فروعه النشطة في افريقيا،وكذلك الى اليمن وأفغانستان وأيضا الى سيناء المصرية التي تشهد نشاطاً قويا متمردا على الحكومة المركزية في القاهرة، اضافة الى عودة بعض من عناصر التنظيم الى موطنهم بطرق سرية او علنية، ومن ابرز المستجدات ايضا عودة تنظيم القاعدة الى واجهة الأحداث في محاولة من قيادات القاعدة للاحلال مكان داعش وخطف الاضواء منه في رسالة الجهاد العالمي الذي يشكل أيدولوجية هذه التنظيمات بمختلف مسمياتها، وبمختلف المصالح الدولية الداعمة لها ولابقائها على الوجود لأسباب لا يتسع لها هذ المقال.
 
من اهم المستجدات ايضا بان التنظيم تبنى الاعتماد في تنفيذ عملياته على أسلوب تحريك خلايا نائمة له او أسلوب الذئاب المنفردة، وهي عمليات يرتبط ويؤمن منفذوها بفكر التنظيم دون ان يكون لهم ارتباط تنظيم مباشرمع قيادته المركزية، و من المستجدات المتوقعة ايضا ظهور مجموعات جديدة متفرعة عن هذه التنظيمات واخواتها وبمسميات جهادية اخرى وخاصة بعد مقتل أعداد كبيرة من قيادات هذه التنظيمات وبروز قيادات اخرى اكثر تشددا وتطرفا بهدف خطف الاضواء ممن سبقوهم من قادتهم.
 
كل هذه التقييمات والتقديرات تؤشر وترجح على ان المنطقة والعالم سيكون أمام حالة مستجدة من موجات التنظيمات المتطرفة والإرهاب تحت غطاء مصطلح الجهاد العالميwater، وذلك في ظل بقاء نفس الأسباب والمبررات التي تحرك بذرة التطرف والإرهاب لدى الأعداد المتزايدة من الأجيال الحالية والقادمة.