Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2019

ولا تزال النكبات تتوالى*كمال زكارنة

 الدستور-واحد وسبعون عاما والنكبة الفلسطينية تكبر وتتعاظم، وفصولها تتواصل وتنتشر، لكن صمود وتحدي الشعب الفلسطيني لم ينكسر ولم ينحنِ، بل الاصرار على الحرية والاستقلال واسترجاع الحقوق المغتصبة والعودة الى الوطن، يتجسد ويزداد وينتقل من جيل الى جيل وتستمر المسيرة بكل ما يرافقها من معيقات وعثرات ومؤامرات.

خلال العقود السبعة الماضية التي تشكل عمر النكبة الفلسطينية، تضاعف عدد ابناء الشعب الفلسطيني تسع مرات وتجاوز الثلاثة عشر مليون نسمة نصفهم في الداخل والنصف الثاني في الخارج، ولم يتوقف النضال الفلسطيني من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
 في العامين 1947 و48 ارتكبت عصابات الاجرام الصهيوني اكثر من سبعين مجزرة في مدن وقرى فلسطين التاريخية، وقتلت اكثر من خمسة عشر الف شهيد فلسطيني، وشردت اكثر من ثمانمائة الف فلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وازالت مئات القرى والتجمعات الفلسطينية عن الوجود، والان تغتصب «اسرائيل» اكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 الف كيلومتر مربع، ويعيش فيها قرابة سبعة ملايين محتل صهيوني.
المشروع الصهيوني لم يكتمل بعد في فلسطين التاريخية، لان المخطط لهذا المشروع الاحتلالي الاحلالي يستهدف الاستيلاء على كامل مساحة فلسطين، واقامة الدولة اليهودية احادية القومية وترحيل جميع ابناء الشعب الفلسطيني من ارضهم وممتلكاتهم، وتتفرع الحرب الاسرائيلية الشاملة حاليا على الشعب الفلسطيني في ثلاثة اتجاهات، الجغرافي والديمغرافي والمالي -الاقتصادي، والهدف واحد هو اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، فقد تواصلت عملية اغتصاب الاراضي الفلسطينية في جميع انحاء فلسطين المحتلة، مع التركيز على القدس المحتلة، ولم يتبق في ايدي الفلسطينيين الا كانتونات ضيقة جدا من المساحات تحيط بها المستوطنات الصهيونية والجدران العنصرية من جميع الاتجاهات، وفي الحرب الديمغرافية التي تشكل محرك الرعب الحقيقي للاحتلال الصهيوني، استطاع الاحتلال ان يزرع في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 اكثر من سعمائة الف مستوطن صهيوني، وما تزال الهجمة الاستيطانية مستمرة وبشراسة غير معهودة وغير مسبوقة، للاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية وزرع المستوطنين فيها، كل هذا يترافق مع الحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه سلطات الاحتلال الصهيوني والادارة الامريكية المتصهينة على الشعب الفلسطيني، بهدف انجاز المشروع الصهيوني في فلسطين من النهر الى البحر، ومن ثم التمدد من النيل الى الفرات وفقا لاستراتيجيتهم السياسية والتوراتية التلمودية.
الشعب الفلسطيني على موعد مع نكبة جديدة خلال الاشهر الثلاثة القادمة، تحت مسمى صفقة القرن، وقد بدأ تنفيذ تلك النكبة منذ العام الماضي، لكن ما ستحمله الاشهر الثلاثة المقبلة هو استنكمال فصول النكبة الجديدة، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، بالتعاون والتنسيق المباشر والدائم بين الاحتلال الصهيوني والادارة الامريكية المتصهينة برئاسة ترامب، وتواطؤ البعض.