Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2019

ورقة ترامب بدأت تصفرُّ*كمال زكارنة

 الدستور-سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الصدامية مع جميع دول العالم تقريبا، وانسحابات الولايات المتحدة الامريكية المتتالية في عهده من العديد من المنظمات والهيئات والجمعيات والمحاكم والمجالس المختلفة العالمية والدولية، لاسباب غير مبررة وغير مقنعة، ومن الاتفاقيات الدولية التجارية والاقتصادية والعسكرية، وما تمخض عنها من توترات وتشنج في العلاقات الدولية، ومحاولاته زعزعة استقرار النظام العالمي وتقويض مباديء وثوابت السلم والتعايش الدوليين، وغير ذلك من ممارسات وسلوكيات تتجاوز الحدود البروتوكولية بين الدول، احرجت امريكا واستفزت الرأي العام الامريكي، مثلما اوجدت نفورا عالميا من تلك السياسة التي اصبحت تشكل كابوسا يرقى الى حالة الخطر الداهم الذي يتهدد العالم وينذر بانفجار عالمي في عدة مناطق مرشحة لذلك، مثل الشرق الاوسط، حدوث مواجهة عسكرية امريكية ايرانية، وفي امريكا الجنوبية الازمة الفنزويلية والتدخل الامريكي المباشر فيها، والتوتر في العلاقات الامريكية الكورية الشمالية وتبعاته، والمشاكل الحدودية مع المكسيك، والصدام التجاري والضريبي مع الصين، كلها اصبحت نقاط وبؤر توتر نتجت عن سياسة ترامب الاستقوائية التي تتخذ طابغ الفرض والجبرية دون اية اعتبارات لقواعد ومباديء العلاقات الدولية .

السلوك الترامبي طوال العامين الماضيين وحتى الان، اوصل الولايات المتحدة الامريكية الى حافة الهاوية في علاقاتها الدولية، مما اثار حفيظة الحزبين الكبيرين الرئيسيين في امريكا الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، والمؤسسات التابعة لهما في ادارة الحكم، ويشهد الشارع الامريكي حراكا مناهضا لادارة ترامب وتحديا قويا مرتقبا، من قبل الحزب الديمقراطي المنافس التقليدي للحزب الجمهوري، خلال الانتخابات الرئاسية العام المقبل، واللافت اكثر بروز مرشحين جمهوريين لخوض غمار تلك الانتخابات اعضاء الحزب الجمهوري نفسه، رغم ان حملات واستعدادات الديمقراطيين تتسم بالتحدي والاصرار على الفوز هذه المرة .
التقاء الديمقراطيين والجمهوريين في مربع منافسة ترامب في الانتخابات القادمة، يشير الى ان توجها امريكيا عاما بدأ يتشكل لعدم منح ارئيس الامريكي فرصة لولاية ثانية، فيما تتصاعد الاصوات من قلب مؤسسات امريكية مهمة تنادي وتدعو الى عزل ترامب حتى قبل موعد اجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل، مما يعني ان ورقة ترامب اخذت تصفرّ وتنشف استعدادا للسقوط ومغادرة البيت الابيض.
المغامرة الاكثر خطورة التي يسعى ترامب الى خوضها بدفع مباشر من نتنياهو، الصدام العسكري مع ايران التي ستعيد المنطقة الى العصور الحجرية ان حدثت.
لم تشهد العلاقات الامريكية الدولية سوء وتوترا مثل الذي تعيشه في حقبة ترامب، الذي ينزلق بها من مطب الى آخر، من غير ان يحدد الاهداف التي يسعى للوصول اليها او تحقيقها، فهو يعتمد التعامل مع المستجدات بعيدا عن الاستراتيجيات متوسطة وطويلة الامد.
يستمتع الرئيس الامريكي في نقل التوترات من منطقة الى اخرى، واحيانا يتابعها واحيانا اخرى يشغل شعوبا مستقرة بها، وكل شيء حاضر في حياة ترامب الا الدبلوماسية فهي غائبة تماما عن اجنداته العملية.