Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2019

«أستانا 12».. الاحتمالات مفتوحة؟*محمد خروب

 الراي-جولة جديدة من محادثات أستانا تبدأ اليوم.جدول أعمال النسخة الجديدة التي تلتئم في العاصمة الكازاخية التي باتت تحمل اسم رئيسها المستقيل «نور سلطان», ينطوي ملفات عديدة خصوصاً ملف منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي ما تزال تُراوِح مكانها بعد مواصِلة أردوغان لعبة شراء الوقت والمراوغة التي اعتمدها منذ التوقيع على اتفاق سوتشي, الخاص بإدلب في السابع عشر من أيلول الماضي بين الرئيسين الروسي والتركي، فضلاً عن ملف اللجنة الدستورية الذي يبدو أنه بات جاهزاً, قد يقوم المبعوث الدولي بيدرسون الذي يحضر المباحثات لأول مرة, بإعلان أسماء أعضائها الـ(150) بعد أن تم – وفق التسريبات – التوافُق على قائمة ممثلي المجتمع المدني, التي كانت موضِع خلاف إثر محاولة أطراف غربية وعربية, زجّ بعض الأسماء المُستفِزة لا علاقة لها بالمجتمع المدني السوري.

 
المُشاركون في الجولة الراهنة ممثلو الدول الثلاثي الضامن..روسيا، إيران وتركيا إضافة إلى وفد الحكومة السورية وآخر لمّا يُسمّى هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري, إضافة بالطبع الى المبعوث الدولي وبعض الوفود المراقِبة ومنها وفد أميركي (مراقِب غير رسمي), حيث واشنطن لا تخفي مساعيها الرامية إلى عرقلة بل نسف هذا المسار, الذي لا يُناسِب مخططها الجديد/القديم الرامي تقسيم سوريا وإسقاط دولتها والعمل لإ اقامة منطقة آمنة بالتواطؤ مع حليفها التركي الأطلسي، وذلك تحت ذرائع متهافتة, تزعم «رفضها» أن يكون مسار أستانا بديلاً عن مسار جنيف.
 
إشهار اللجنة الدستورية والإعلان عن أسماء أعضائها الـ(150) مُمثلاً، سيكون إنجازاً بحد ذاته, وسيَسُّد جزءاً من الذرائع التي تقف خلف المحاولات الأميركية والتركية وبعض العربية,لإفشال الجهود الرامية ايجاد حل سياسي للأزمة السورية. وما الحصار الآخذ في الاشتداد على سوريا (أزمة الوقود بعض تجلِّياتِها) ناهيك عن المحاولات التركية لعزل مدينة عفرين وإقامة جدار لعزلها (بعد تتريكها), تمهيداً لضمها إلى الأراضي التركية.جدار إسمنتِيّ يمتد لأكثر من سبعماية كيلومتراً تم الانتهاء من بناء أكثر من خمسماية كيلومتراً منه, كما جدار الفصل العنصري الذي اقامه العدو الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة,فضلاً عمّا يجري في محافظة إدلب نفسها من تنسيق مع هيئة تحرير الشام/النصرة وبقايا مرتزقة الجيش الحر, حيث تخطط أنقرة لاجتياح منطقة شرق الفرات، وكلّها أدلة دامغة على عمق المؤامرة التركية/الأميركية, التي كشف المبعوث الأميركي جيمس جيفري بعض حيثياتها, وهي إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري خالِية من قوات سوريا الديمقراطية «قسد», ما يعني ايجاد «وظيفة أخرى» لـ«كُرد سوريا» أو التخلِّي عنهم لاستمالة أردوغان.
 
نتائج محادثات الجولة «12» من أستانا، ستكون مُؤشِّراً على مدى «التوافُق» بين الدول الضامنة الثلاث, وقدرتها على إحداث اختراق في الجمود الذي طرأ على المسار منذ إنتهاء الجولة رقم «11», وما استطاعَت إحرازه جولتا المباحثات التي أجراها المبعوث الروسي في كل من الرياض ودمشق, كذلك الوزير الإيراني ظريف في العاصمتين..السورِيّة والتُركِية.