Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2018

قوّتنا بوحدتنا - فيصل عاكف الفايز
 
الغد- بكل أسف، يطل علينا بين فترة وأخرى، من يحاول العبث بنسيجنا الاجتماعي المتماسك، ووحدتنا الوطنية الراسخة، لخلق حالة من الفوضى داخل الوطن، وبين مختلف مكوناته الاجتماعية.
إن الحفاظ على الوطن والحرص على مستقبله، ليس بإثارة النعرات الإقليمية، والعبث بنسيجنا الاجتماعي المتماسك، فحماية الوطن تتطلب من كل الأردنيين، السعي إلى تعزيز هويتنا الوطنية الجامعة، وتكريس وحدتنا الوطنية، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، فمن غير المقبول والمعقول، حالة الانكفاء وعدم التصدي بحزم وقوة لكل مثيري الفتنة من مختلف مكوناتنا الاجتماعية والسياسية، فلم يعد مقبولا السماح باستمرار مثل هذه الممارسات، على حساب الوطن وأمنه واستقراره، فما يقوم به البعض يدعو للدهشة ويثير الاستغراب، باعتباره على الأقل يأتي في وقت نحن أحوج فيه إلى لغة جامعة تغلب المصلحة الوطنية العليا، وتؤمن بقبول الآخر، ولا تكرس لغة التخوين والتشكيك. أليس من الأجدى أن نتوحد جميعا لمواجهة أي تخوفات، جراء ما يثيره البعض من وجود مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية، على حساب الأردن وهويته الوطنية، بدلا من الاستمرار في بث خطاب الفتنة والكراهية.
إنني أرى فيما يكتبه البعض ويتحدثون به هذه الأيام، عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تركيزهم على قضايا تتعلق بمن هو الأردني وبمن هو الفلسطيني، وغير ذلك من خطابات الفتنة هو بمثابة المؤامرة على الوطن، وتخدم فقط من يسعون إلى حل القضية الفلسطينية على حسابه، خاصة وأنها تأتي في الوقت الذي يجري فيه الحديث عما يسمى بصفقة القرن، بهدف زعزعة نسيجنا الاجتماعي، وخلق بيئة رخوة داخل الوطن لتنفذ أجنداتهم، وللحد من دور جلالة الملك عبدالله الثاني القوي والمدوي في كل أصقاع العالم، دفاعا عن القضية الفلسطينية وحق شعبها بإقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس، وللحد من دور جلالته في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فهذا الدور الكبير الذي يقوم فيه الأردن بقيادة جلالته لا يرضي الكثيرين، لذلك لا يستكينوا عن إحاكة مثل هذه المؤامرات البائسة.
إن هذا الحمى العربي الهاشمي، سيبقى عصيا على الأعداء والمتربصين به، وإن الأردن سيبقى أردنا هاشميا عروبيا قوميا، وملاذا لأحرار العرب والمستضعفين، وإنني أوكد وبشكل واضح، على أن وحدتنا الوطنية تمثل أهم مرتكزات الأمن الوطني، وأن الأوطان لم تكن في أي يوم من الأيام حصصا ومكاسب، وإنما هي قيم عظمى، يشترك الجميع في صنعها وإعلاء شأنها، وفي الدفاع عن وحدتها وأمنها واستقرارها، فالأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في أي دولة، لا يدرك أهميته إلا من كان فاقدا له، فهو من أهم الأركان الأساسية والمقومات المهمة للعيش، في ظل حياة كريمة آمنة مستقرة.
إننا في الأردن؛ قيادة وحكومة وشعبا، كنا دوما الأقرب إلى فلسطين وشعبها، فالقضية الفلسطينية كانت على الدوام في سلم أولوياتنا، لم نساوم عليها يوما، ولن نساوم مهما غلى الثمن، ومثل هذا الموقف الأردني الهاشمي العروبي، إنما يأتي انطلاقا وإيمانا من مواقفنا المبدئية، التي التزمنا بها في مناصرة قضايا الحق العربي، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، ومن الالتزام الأردني بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وهذا شرف لنا وموقف نعتز فيه.
وجلالة الملك عبدالله الثاني، هو قائدنا ورمزنا الذي نفديه بدمائنا، وهو فخرنا وعزنا وحامي وطننا، وهو سر تماسكنا ووحدتنا وقوتنا، كما أن الحفاظ على أمن الوطن، وقيادة الوطن، من ثوابتنا الوطنية، وأن تجاوز هذه الثوابت، من قبل أي جهة أو طرف، مهما كبر شأنه أو صغر، ممنوع تحت أي مبرر كان.
وإنني ومن منطلق إيماني بوطني، وولائي للعرش الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أقول وأؤكد بأن جلالة الملك في قلوب الأردنيين جميعا، يفدونه بدمائهم وأرواحهم، وسيبقى على الدوام مرجعيتنا جميعا، وهو صمام الأمان لوطننا الذي نحميه بأهداب عيوننا، وجلالته هو الحافظ لهويتنا الوطنية الجامعة ووحدتنا المقدسة.
إن الأردنيين، وفي مختلف مواقعهم، ومهما تنوعت انتماءاتهم، الاجتماعية والسياسية والفكرية، مطالبين اليوم بالانحياز إلى صف الوطن، في ظل الظروف الحرجة والحساسة التي تمر بها أمتنا، وفي ظل ما نواجه من تحديات أمنية واقتصادية، فالكل مسؤول عن أمن الوطن واستقراره، فبلدنا في ظل الفوضى من حولنا ولمواجهة مختلف التحديات بحاجة إلى كلمة سواء، كلمة تجمع ولا تفرق، كلمة تعزز نسيجنا الاجتماعي وتماسكه، وتمتن وحدتنا، لهذا أدعو الجميع إلى الاندماج في عملية العطاء للوطن، وتكريس معاني الانتماء الحقيقي له، ليبقى والوطن أمنا مستقرا عصيا على أعدائه.
والمطلوب منا جميعا، أن نؤمن بأن قوة الأردن قوة لفلسطين وشعبها، وقوتنا تتمثل في الحفاظ على نسيجنا الاجتماعي، وتمتين جبهتنا الداخلية، والاستمرار في بناء الأردن القوي المنيع، والتصدي بحزم لأي جهة تحاول الإساءة له، أو تهدد أمنه ووحدته، وعلينا ان نتعامل مع الأوضاع المحيطة بنا، بمنتهى الحكمة والشعور بالمسؤولية، لتفويت الفرصة على أي عابث باستقرارنا وأمننا الوطني، ولا يريد الخير لبلدنا.
 
 
* رئيس مجلس الأعيان