Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Aug-2018

عمران: الأعمال التي تقرأ الإرهاب ما تزال ضعيفة في ندوة بـ"الفحيص" عن الدراما والواقع العربي
الرأي - فاتن الكوري
 
ضمن فعاليات مهرجان الفحيص السابع والعشرين استضاف المنتدى الثقافي النجمة المصرية روجينا والفنانة الأردنية نادرة عمران في ندوة جاءت بعنوان "الدراما والواقع العربي"، فيما إدار الندوة الاعلامية من قناة "هوا الفحيص" هبة العكشة.
 
وأكّدت روجينا أهمية الدراما كفعل مؤثر جداً في كل بيت، فهي تتأثر وتؤثر، حيث هي محاكاة لكل الوطن العربي وواقعه الذي نعيش ، فالدراما هي فكر اجتماعي يختص بثقافة كل مجتمع، ثقافته من حيث البيئة والحضارة والتاريخ والتطور.
 
ونوهت الفنانة روجينا بأنها سبق وأن زارت الأردن حيث كانت طالبة في معهد الفنون المسرحية وشاركت في أحد الأعمال الفنية وصورته في الأردن وبقيت فيه لثلاثة أشهر، لكنها هذه المرة تزور الأردن كنجمة وقد شهدت التطور الذي حدث في الأردن من عدة نواحٍ، وأعربت عن سعادتها بهذه الزيارة ومشاركتها في المهرجان، مثمنة دور المنتدى الثقافي في تنظيم هذه الندوة.
 
وأوردت روجينا فيلم (أريد حلاً) للفنانة فاتن حمامة، وهو الفيلم الذي استطاع تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، فالدراما رصد وتأريخ وواقع وحياة، حيث تطرقّت الدراما إلى موضوع الفقر ومشكلات أخرى عديدة وكل دولة عالجت تلك القضايا من منظورها الخاص، وكذلك بحثت الدراما مشكلة التعليم، مبينةً أنّ الدراما هي القوة الناعمة التي ترصد، فمثلا مسلسل (ثورة 52) تحدث عن فترة مهمة في حياة المجتمع المصري، والدراما لها وجهة نظر، وأحيانا نكتشف أن الفكرة التي طرحت في عمل درامي ما نتيجة ظرف معين تغيرت في زمن آخر، ومثال ذلك مسلسل الملك فاروق الذي غير فكر المصريين عن تلك الفترة. وأشارت إلى وجود أعمال درامية أثرت في فكر المتلقي ووجهة نظره، فأحيانا تعالج الدراما مواضيع أو تقدم قضايا. ولكن ليس بالضرورة أن توجد الحلول، بل هي ترصد، فهناك أعمال مصرية مثل مسلسل: "ليالي الحلمية" تحدث عن فترة مهمة في حياة المصريين التاريخية، -والذي شاركت فيه- ورصد حقبة تاريخية مهمة جداً، وكذلك هناك مسلسل "باب الحارة" الذي رصد أحداثاً جرت في سوريا وترك انطباعاً وأثراً عند المشاهدين، إضافة الى عمل أردني هام رأت روجينا أنه ترك بصمة في الدراما الأردنية وهو "أبناء الرشيد".
 
وتحدثت الفنانة نادرة عمران عن حال الدراما الأردنية، معربةً عن أسفها لعدم الاهتمام بها، مما يجعلها خارج المشهد ، وقالت: الدراما الآن تتصدرها مزادات صناعية وتصدير للعلاقات المريضة والأشكال الغريبة، البلاستيكية القبيحة.
 
وتطرقت الى ضعف الأعمال التي أشارت إلى الإرهاب، وعن الأعمال التي أخذت تسوغ لقبول (اليهود العرب) وأن ولادة هذه الأعمال في هذا الوقت بالذات غير بريئة على الإطلاق، وأن الدراما الآن في وادٍ والواقع العربي في وادٍ آخر.
 
واستعرضت الفنانة عمران الخلل في إنتاج الأعمال الدرامية التاريخية وقالت إنها تركز على أحداث وشخصيات من التاريخ البعيد والقريب حيث يتم انتقاؤها وإعادة إحيائها، وإن معظم هذه الأحداث أو الشخصيات تُنتفى دون غيرها من أجل المساهمة أكثر في خلخلة الحاضر، حيث الخلط بين الحابل والنابل. وقالت إنّ الدراما الآن بدلاً من أن تكون صوتاً لأسئلة الألم والتوهان وأن تكون نافذة للأحلام والأمل والرؤى النبيلة سقطت في أتون الاستثمارات المالية والسياسية المخدوعة، فأصبحت الدراما الآن القوة الناعقة بدلاً من الناعمة، حيث تنعق في أحشاء هويتنا العربية الشرقية الجامعة وتفبرك هويات من العمى والصدمات، في معظمهما سلعة تجارية وإعلامية تُفرض مع بضائع أخرى فاسدة ومفسدة في سوبر ماركات الفضائيات المسرطنة. وتساءلت الفنانة عمران: أين ابن رشد والفارابي والكندي والقديس أوغسطين وأبو علاء المعري ومحمد عبده وجبران والمنفلوطي وبطرس البستاني والكواكبي وفرح انطون وغيرهم بالآلاف.
 
بدورها قالت مديرة الندوة العكشة إن الدراما لطاما لعبت دوراً مهماً في حياة الشعوب، وعادت بهم إلى الأزمان الغابرة لتذكرهم بشخصيات تاريخية عاشت منذ مئات السنين.