Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2018

ليلة شعر من أجل اليمن.. - محمد كعوش

الراي -  بلا مناسبة، أمضيت ليلة سمر، أو ليلة شعر، مع الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح، صاحب القصيدة المشهورة «لا بد من صنعاء وان طال السفر.. وهو القائل: «تذبحني سيوف الصمت, تسقط الدماء في ظلي، اخرج شاهرا حرفي ممتطيا صوتي، ارفع حزن الارض عن صدري».

لم ازر اليمن، ولكن قصائد الشاعر حملتني الى هذا البلد الذي له لونه الخاص، تكمن في ثناياه جذور القبائل العربية، فعشقته وحزنت عليه ومن أجله، فهذا البلد العربي يضج بالحضارات القديمة والتراث والتاريخ والسعادة المفقودة.
الحديث عن اليمن أنعش ذاكرتي، واعادني الى أيام ثورة شعب اليمن على عصر الظلام وحياة القرون الوسطى، في بدايات عملي في مهنة الصحافة عام 1962 ،لذلك ما زلت أذكر عناوين الصفحات الاولى في الصحف العربية الحزينة القليلة، التي كانت تؤيد الامام البدر في تلك الفترة، وتكرر نشر عنوان واحد لا يتغيّر يقول «الامام البدر يزحف على صنعاء»، ولكن الامام البدر لم يصل الى صنعاء، لأنه ظل يزحف حتى وصل الى لندن واقام فيها حتى وفاته.
من يقرأ التاريخ جيدا، يتعلم الدروس ويأخذ العبر من طياته، ومن يعرف الطبيعة الجغرافية لليمن وطبائع أهله والتركيبة الاجتماعية والقبلية لهذا البلد السهل الممتنع، يعرف صعوبة وثمن الوصول الى صنعاء. لقد طال السفر التيه وعانت صنعاء كثيرا، لذلك الكل يطلب لها السلام والسلامة ولو في السويد، حيث تجري الجولة الاولى من المفاوضات بين المعنيين بهدف ايجاد حل سياسي سلمي للصراع الذي يتواصل على مراحل منذ ثورة 26 سبتمبر عام 1962 بقيادة المشير عبداالله السلال الذي دعمه الجيش المصري بحوالي 70 الف جندي لكسر مقاومة قوات الامام وحماية الثورة.
الكل يرحب بحل سياسي توافقي لانهاء معاناة الشعب اليمني والحفاظ على وحدة البلاد شعبا وارضا، وعدم تفكيك الدولة. واعتقد أن المفاوضات في السويد وضعت في اولوياتها عدة قضايا في مقدمتها تبادل الاسرى وميناء الحديدة ومطار صنعاء كخطوة اولى تسبق المرحلة الانتقالية.
حسب تصريحات مصادر يمنية من المرجح أن تجري المرحلة الثانية من المفاوضات في دولة الكويت. وأذكر أن العاصمة الكويتية احتضنت أول مفاوضات يمنية–يمنية قبل اربعين عاما، وأنا على يقين بأن حكومة الكويت التى سترعى المفاوضات في مرحلتها الثانية قادرة على لعب دور ايجابي لاحتواء الخلافات وادارتها بمسؤولية عالية.
المهم، بل الأهم، أن مأساة شعب واطفال اليمن بدأت تدق على جدار الضمير العالمي الذي استيقظ على ابشع وافظع ماساة في العصر الحديث، وقرر وقف هذه الحرب، من أجل أن يستعيد هذا الشعب الشقيق روحه وسلامه واحلامه المتواضعة. وأختتم بقول الشاعر المقالح: «انا من بلاد القات مأساتي تضج بها الحقب.. أنا من هناك قصيدة تبكي وحرف مغترب، غادرت سجن الامس ملتحفا براكين الغضب.. أثر القيود على يدي ساقي تنوء من التعب»..
آن للشاعر أن يستريح وبلاده تخرج من سفر التعب.
m.yousefkawash@gmail.com