Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2019

خطة ترمب وورشة كوشنر وتهويمات غرينبلات !!*د. محمد ناجي العمايرة

 الراي-حتى اللحظة تماطل الإدارة الأميركية في الكشف عن خطتها لما تسميه «السلام والازدهار» في «الشرق الأوسط» وبالطبع هي تدعي أنها «الترياق» الذي ينهي الصراع العربي – الصهيوني!

 
آخر تصريحات «غرينبلات» مبعوث الرئيس الأميركي ترمب إلى «الشرق الأوسط» يقول فيها: لن ندفع أحداً لقبول خطتنا التي أطلق عليها الإعلام مسمى «صفقة القرن» مع أننا لم نكشف حتى الآن إلا عن جانبها الاقتصادي في «ورشة البحرين».
 
لكن مستشار الرئيس الأميركي وصهره كوشنر تحدث بعد «ورشة البحرين» فلام الفلسطينيين لأنهم «أفشلوا المؤتمر» الذي حضرته أطراف عربية رسمية على اقل مستوى تمثيلي. وهذا اعتراف بانتصارهم.
 
كان من الطبيعي أن يقاطع الفلسطينيون وبعض الأطراف العربية مثل هذه الورشة التي تضع العربة أمام الحصان، فتقدم الجانب الاقتصادي من خطتها دون الجانب السياسي، وكان طبيعيا أن ترفض الدول والشعوب العربية المشاركة في جهود تدعي الرغبة في «السلام و الازدهار»، في حين أنها تعرض مشروعاً لإنهاء القضية الفلسطينية جوهر الصراع ومحورالأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، بتجزئتها وتفريغها من محتواها كقضية حرية واستقلال وكرامة ووجود وحقوق شعب مشرد عن أرضه، إلى مجرد نزاع حدود ومياه وأرض جرداء!
 
ليس لأحد أن يدعي أن خطة ترمب يمكن أن تحقق الحل المنشود، فحتى القبول الرسمي الفلسطيني والعربي بحل الدولتين لم يتحقق منه شيء ولم يسفر عن نتيجة، وظل الاحتلال الصهيوني جاثماً على الأرض والسكان، ثم أضافت واشنطن مؤخراً اعترافها المشؤوم بالقدس عاصمة لما تسميه «اسرائيل» وزادت على ذلك إهداء «الجولان السوري المحتل» ليكون جزءاً من الدولة الصهيونية!!
 
إن التوقف عند تصريحات غرينبلات يثير الكثير من العجب، من وقاحة التبجح وعقم الرؤية الأميركية إلى طبيعة الصراع، والحل الذي تدعي أنه سيحقق «السلام والأمن والازدهار» بتقديم خمسين مليارا للفلسطينيين وبعض دول المنطقة مقابل توطين اللاجئين فيها.
 
ورغم أن المبعوث الأميركي يراوغ كثيراً في حديثه بشأن تفاصيل الخطة الأميركية (في جانبها السياسي) فإن المكتوب يقرأ من عنوانه، وهو يتجاهل كل الأسس والمبادئ الأساسية التي يمكن أن تقوم عليها خطة سلام منصفة وعادلة وذات مصداقية.
 
وإذا كان الفلسطينييون والعرب قد رفضوا الجانب الاقتصادي للخطة الأميركية، فلا شك أن رفضهم جانبها السياسي، هو أشد وقعاً وتأثيراً، أما المعاناة الفلسطينية التي تحدث عنها «غرينبلات» بإشفاق ودموع تماسيح، فهي أكرم كثيراً من هذه الخطة المشبوهة والمدانة.