Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Aug-2017

المسيح الدجال - عميحاي أتالي

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- في مساء يوم سبت في شهر اذار(مارس) من العام 1991 دخل بنيامين نتنياهو إلى منزل أهلي في حارة اليهود بالقدس. كنا نجلس في حينه سبعة أيام الحداد على اخي الحنان، الذي قتل قبل يومين من ذلك بطعنات سكين على مسافة غير بعيدة عن البيت، واعتذر نائب وزير الخارجية نتنياهو انذاك ، وقال انه تزوج اول أمس ولهذا لم يتمكن من الوصول إلى جنازة الحنان. 
هذا الاسبوع نشرت هنا رأيا اقترحت فيه على نتنياهو أن يتوقف عن احبولة أن التحقيقات ضده هي محاولة لاسقاط حكم اليمين. ففضلا عن حقيقة أن المفتش العام والمستشار القانوني، الاثنين اللذين يقودان التحقيقات، عينهما نتنياهو نفسه (وبالصدفة او بغير الصدفة، يعتمرا القلنسوة أيضا). غير انه في كل عشر سنواته كرئيس وزراء، لم ينتهج نتنياهو ابدا سياسة يمينية حقيقية. لا في الحرم، لا في التعيينات في المحاكم، لا في المواجهة مع الارهابيين من عرب إسرائيل، ولا حتى في منع تجميد البناء الجاري عمليا في قسم من احياء القدس الموحدة زعما.
على خلفية ما كتبته، تجمعت العصبة الغريبة التي تحتشد في اطراف منزل رئيس الوزراء، وبدأت تسبني وتشتمني بدعوى أنني "يميني للاستئجار". واحدة منها أعلنت  اني عمليا يساري لاني اعمل في "يديعوت احرونوت". ووصفني آخر بالخادم. نائب سابق غرد بانه لا يمكن ان يشترى منى ايديولوجيا.  وأي منهم لم يحلل الادعاءات موضوعيا.
 في المقال الاول امتنعت عن النبرة الشخصية. فأنا حقا أرى نفسي ذرة في تاريخ إسرائيل مقارنة ببنيامين نتنياهو. غير أنه من حيث الحقائق فإن كل ادعاءات طائفة المؤمنين العميان بنتنياهو كانت شخصية حصرية. اما الان فقد حانت اللحظة إلى العودة في الزمن إلى الوراء. 
لا أتذكر كثيرا زيارة نتنياهو اياها عندنا في البيت. بل مجرد احساس الوعد الكبير الذي شكله بعد حكومة شمير دفعنا لان نشعر باننا متروكون لمصيرنا امام ارهاب السكاكين. سرنا وراءه في المظاهرات التي أخذونا اليها من المدرسة الثانوية الدينية للتظاهر ضد اتفاقات اوسلو، واعتقدنا انهم يبيحون دمه حين اتهموه بالتحريض الذي سبق اغتيال رابين، بكينا فرحا حين انتصر في انتخابات 1996 وحين جاء إلى الحائط الغربي بعد بضع ساعات من ذلك اعتقدنا ان المسيح جاء. إلى هذه الدرجة. 
منذئذ لم نتذوق منه الا خيبات الامل اساسا. بعد بضعة اشهر القي القبض على قتلة الحنان. وكان رد فعلي الفوري هو احساس بالقرف. حتى تلك اللحظة لم يكونوا شخصيات واقعية بالنسبة لي وحتى وانا طفل فهمت بانهم سيدخلون الان إلى السجن ليحصلوا على ظروف المدرسة الداخلية برعاية الدولة. يذيع نتنياهو احبولة عن عقوبة الاعدام للمخربين والتي تخلق توقعا لدى عائلة محطمة، ولكن انا من ينبغي ان يقنع باني يميني.  
بعد وقت قصير من انتخابه التقى نتنياهو ياسر عرفات، صافحه ووقع حتى على اتفاق الخليل، كانت هذه ضربة واحدة  اخرى في سلسلة الضربات.
في كفار ميمون، في المظاهرة المركزية ضد فك الارتباط، كنت مسرحا حديث العهد وخريجا من معهد "عتسمونه" في غوش قطيف، وجدت نفسي اقف لاول مرة حيال جندي من الجيش الإسرائيلي. لم نحلم برفع اليد ولا حتى بالجدال. بنيامين نتنياهو كان هو الذي صوت إلى جانب هذه  الخطة البائسة حين وصلت إلى الكنيست. 
بعد ست سنوات من ذلك حرر قتلة الحنان. احد لم يطلعنا على ذلك، وبالتأكيد لم يتشاور. وكان يتعين لي أن اكتشف هذا بنفسي بالبحث في قائمة اسماء المخربين.  لم نتمكن من الفهم كيف أن نتنياهو بالذات هو الذي يقود مثل هذه الخطوة.
منذ انتخابات 1999 لم أفوت اي اقتراع في إسرائيل. في كل المرات التي رشح فيها نتنياهو لاي انتخاب، لم تكن هناك مرة واحدة لم اصوت فيها للحزب الذي تنافس فيه او 
لواحد اختاره لان يشكل معه الائتلاف. 90 % من ابناء عائلتي يسكنون شرقي الخط الاخضر، وأنا أيضا قضيت هناك سنة مع عائلتي منذ وقت غير بعيد حقا. اذا كنت اهم احدا ما، فكنت مستعدا لان اكتب هنا الان خطتي لمكافحة الارهاب، لمواجهة التحريض الفلسطيني ومع ما يجري غير مرة حقا هنا من تحت انفنا في اوساط عرب إسرائيل، لبناء واسع في اماكن مجمدة. اما نتنياهو فلم يفعل شيئا في هذا الاتجاه ابدا. ومحيطه القريب الصغير يعرف هذا جيدا وبالتالي فإن كل ما تبقى لهم هو فقط صرف النار عن نتنياهو، حتى ايلي الصغير.