Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

وقد أغير إيقاعي لأسمع صوت قلبي واضحاً! - د.اسمهان ماجد الطاهر

الراي -  نحب ولا نعرف ما هو الحب! أتراه وهماً يطل فتضطرب الأرض تحت أقدامنا كما قال الشاعر محمود درويش. لم أكن يوماً بارعة في تفسير المشاعر. لكن شيئاً تغير بي عندما رأيت عظمة الحب تتجلى أمامي في مشهد أم وأب يركضان بلهفة للقاء ابنتهما الخارجة من الأسر في السجون الإسرائيلية.

رأيت الفيديو الذي تم نشره في المواقع الأجتماعية عن لحظة لقاء احدى الأسيرات بوالديها وهي تبلغ من العمر سبعة عشر ربيعاً رأيت اللهفة ولوعة الفراق تنزاح جانباً وتتنحى لهيبة الشوق والمحبة
الحقيقية الصادقة.. عندها فقط أستطعت تفسير معنى الحب والشوق وتضرعت الى االله أن لا يخلو
قلب منه وأن لا تقهر أم أو أب على فلذات أكبادهم.
لقد كررت مشاهدة الفيديو كثيراً وفي كل المرات سقطت الدموع حارة على وجهي وكانت النفس تهمس لي ويحنا أين نحن من هؤلاء الأبطال! كم أعشق تلك العيون التي تشع براءة وشجاعة وعزة. شابة يافعة ترتدي شالها الأحمر بلون الورد تم تقييد حريتها لسنوات لأنها ناضلت من أجل الوطن. ما أجمل قوتها وعنفوانها. من أجلك يا فلسطين يهون العمر وتتساقط السنوات على أرضك الطاهرة.
أردت أن أتحدث عن ذلك لأني أتعامل بشكل يومي مع الشباب بعمر الورد ويؤلمني ما يمرون به من ظروف فرضتها السياسة وقررها الأقتصاد. شبابنا في الأردن الذين لم ينسوا يوماً قضية فلسطين وأوجاع الوطن العربي وجراح المنطقة الاقليمية التي يعيشون بها والتي ألقت بظلالها على ظروفهم وقلصت فرصهم ورمت بشباك الأحباط أحياناً على توقعاتهم وأسلوب حياتهم.
شبابنا أن ما تبذلونه من جهد في التعليم هو جهاد أيضاً وعزة وكرامة. أنتم أيها الشباب من سيحمل مشكاة ومصباح الوعي. أنتم الطاقة والقوة ويعول عليكم في مجابهة الأخطار المحدقة بالمجتمع حيث العديد من التحديات يستخدمها الأعداء مثل العرق والدين والطائفة والمستوى الأجتماعي والدخل المالي ليبقوا على التصادم ويطيلوا عمر التفرقة ولينشروا البغضاء والكراهية. بالعلم والثقافة تستطيعون ازالة العتم بعيداً.
شبابنا لا تسمحوا للقهر والظروف الصعبة أن تتملك منكم لأنكم أقوى من كل الظروف. أنتم فرسان التغيير ومن يُحدث الآثر والتأثير.لا نريد لأي شاب أو فتاة أن يعيش دون فكرة محددة أو هدفاَ حقيقياَ يسعى للوصول إليه فحياتكم لن تتغير دون تعب.
لا يكفي أن ترغب بالنجاح ويبقى مجرد رغبة ما لم تكتشف أهمية ما تقوم به وتؤمن به وتعتقد بأهمية دورك وأثرك داخل المجتمع الذي تعيش به. لا تستسلم أبداً فأنت قادر على العطاء وتملك القدرات والموهبة ورغم كل شيء ستنجح وتحقق ما تريد. لا تفقد الحماس واستمر بالإنجاز وإياك والوهم ومذهبات العقول.
في ظل عالم يمتاز بالقسوة وبيئة تمتاز بظروف متغيرة ومضطربة عليكم أيها الشباب أن تفقدوا الشغف بمعنى محبة الأشياء التي تقومون بعملها وحرياً بكم أن تحبوا العلم وتقبلوا على مدارسكم أو جامعاتكم بمودة ورغبة حقيقية بتحقيق التطور والنجاح والأصرار على الإنجاز.
ما تضعونه لإنفسكم من معايير هو ما سيقرر مستوى حياتكم وتطوركم فلا تضعوا أنفسكم تحت مظلة المعايير الضعيفة بل انظروا الى العلى وارتقوا سلم التميز. أن كلمة لا قد تحتمل ربما وقد تتحول إذا أردنا الى نعم فلتغيروا الإيقاع لتسمعوا صوت قلوبكم واضحاً.
أعلموا أن مهارة التقاط ما هو جوهري في الواقع والأمكانات هو شيء يتم التدرب عليه ويتم أكتسابه مع الوقت والعمل الجاد. إذا وثقنا بأنفسنا وقدراتنا وتبعنا الحلم وامتلكنا الأصرار على تحويله لواقع وحقيقة حتماً سننجح.
 
اقتربوا من والديكم فهم الحب والتضحية والخير. اسمعوا النصيحة منهم ولا تتركوا مسافات بينكم وبين الحضن الحقيقي الصادق الذي يتمنى لكم الأفضل. لا تبخلوا على والديكم بمبادلتهم العاطفة الصادقة وهبوا لهم الفرح الذي هو حصولكم على أهم ضمان وأمان وسلاح وهو العلم. وأخيراً يحكى أنه ذات يوم كان الفرح يركض حول بيت متدفق مثل نهر صاف ممتد من العتم الى الضوء ومن البداية الى اللانهائيات كان ذلك فرح أب وأم بأبنائهم.