Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2018

لهذا نرفض إستقبال «مهجري» سوريا الجدد - صالح القلاب

 الراي - ليس إعتراضاً على أيٍّ كان ... ولكنْ ألمْ يكن من الأفضل يا ترى لو تمت إضافة سبب آخر لرفض إستقبال «المهجرين» السوريين من درعا ومناطقها على الأراضي الأردنية فحجة محدودية الإمكانيات لا شك في أنها معقولة ومقبولة وهذا السبب هو أنَّ فتح حدود الأردن أمام هؤلاء الأشقاء اللاجئين سيعني أنه لا عودة لهم إلى وطنهم سوريا على الإطلاق وأنَّ رحلتهم هذه ربما تكون في إتجاه واحد وإلى الأبد. إن طبيعة القصف، الذي قام به هذا النظام ومعه حراس الثورة الإيرانية والميليشيات الطائفية المستوردة من كل حدبٍ وصوب والذي شاركت فيه القاذفات الإستراتيجية الروسية المنطلقة من قاعدة «حميميم»، تدل على أن الهدف هو إبعاد أهل هذه المنطقة إلى خارج الحدود السورية وإن المقصود هو إستكمال عملية التغيير السكاني «الديموغرافي» هذه واحلال محل هؤلاء المستوردين على أسس مذهبية وطائفية من إيران والعراق وأفغانستان ودول أخرى معروفة.

لقد بات واضحاً أن ما سماه بشار الأسد :»سوريا المفيدة» قد تم إنجاز الجزء الرئيسي منه في مناطق متعددة
فعمليات التهجير،بلا عودة ، قد شملت أجزاء رئيسية من حلب وحمص وحماه والشريط الممتد من العاصمة إلى إدلب وهذا بالإضافة إلى الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك ثم ولعل ما بات مؤكداً أنَّ عمليات الإستيطان المذهبي قد شملت الأجزاء القديمة من دمشق .. من باب توما وحتى المسجد الأموي وأن اللغة المتداولة في هذه المناطق باتت هي اللغة الفارسية .
لقد أصبح هناك نحو خمسة ملايين سوري من «الطائفة السنية» خارج وطنهم سوريا ثم وإن الواضح مما جرى
ولا يزال يجري في درعا ومناطق «حوران» الأخرى إن هدف كل هذا القصف المدمر هو إرغام سكان هذه المنطقة «السنة» على النزوح والهروب إلى الخارج للحاق بمن سبقهم وهذا كان يجب أن تأخذه الدول المجاورة بعين الإعتبار منذ البدايات فعذر شح الإمكانيات المالية لا شك أنّ فيه الكثير من الصحة لكن الأكثر صحة هو أنه إذا سمح لهؤلاء المهجرين بالخروج من بلدهم فإن المؤكد أنهم سيلتحقون بقوافل الذين سبقوهم وأنهم قد لن يعودوا إليها إطلاقاً .
كان يجب أن يكون تحركنا على أساس مواجهة مواصلة عمليات التفريغ السكاني هذه التي كانت قد بدأت
في سوريا منذ البدايات وأنه إذا كان لا بد من استقبال هؤلاء الذين يهجرون من مدنهم وقراهم في درعا وضواحيها ومن منطقة حوران كلها فيجب أن يكون إستقبالهم على الأراضي السورية وكما حصل بإقامة مخيم «الركبان» والحجة هنا وهي حجة صحيحة وأبعادها وطنية وقومية وهي أنه إذا خرج هؤلاء من ديارهم
فإنهم قد لن يعودوا إليها إطلاقاً وأنها ستصبح دياراً للمستوْرَدين على أسس مذهبية وطائفية وعلى غرار
ما جرى في بعض مناطق دمشق .. ومناطق أخرى في هذا البلد الذي لا زلنا نعتبره : «قلب العروبة النابض» .