Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2020

“الصحة العالمية” تؤكد ضرورة الاستثمار بتعزيز دور التمريض لمجابهة الجوائح العالمية

 

إيمان الفارس
 
عمان-الغد-  فيما ركز تقرير أممي توصياته في أول تقرير عن حالة التمريض على مستوى العالم 2020 بمناسبة يوم الصحة العالمي، وسط محاربة العالم واحدة من أشد الأوبئة فتكا، على أهمية الاستثمار بدور القوى العاملة في مجال الصحة عالميا، لم تتوان كوادر الأردن الطبية والتمريضية، عن إثبات قدراتها ونجاحها، وذلك رغم اندراجه ضمن المؤشرات المتواضعة لإقليم شرق المتوسط.
وذكّر التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) بالشراكة مع المجلس الدولي للممرضات وحملة “التمريض الآن”، والصادر احتفالا بيوم الصحة العالمي الذي يتزامن موعده في 7 نيسان (أبريل) من كل عام، بأهمية عمل الممرضات والقابلات، مؤكدا أن قادة العالم أجمع ستذكر الدور الحاسم الذي يقمن به في الحفاظ على صحة العالم.
وفيما دعا التقرير، الصادر في وقت يشهد فيه العالم التزاما سياسيا لا نظير له إزاء التغطية الصحية الشاملة وسط تعرض قدرات التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية لامتحان صعب جراء فيروس كورونا المستجد، والتشرد السكاني الجماعي الناتج عن النزاعات، إلى التصدي للتفاوت الواسع في توزيع كادر التمريض، بين أن 80 % من الممرضين والممرضات على صعيد العالم يتواجدون في دول تضم نصف سكان العالم.
ولتفادي هذا العجز العالمي في كادر التمريض، أشارت التقديرات إلى أنه على الدول التي تواجه نقصا في كوادر التمريض، أن تزيد من مجموع عدد خريجي التمريض لديها بنسبة 8 % سنويا، بالإضافة لتعزيز قدراتها في مجال توظيف الممرضين والممرضات واستبقائهم في النظام الصحي.
إلا أن ذلك لم يمنع أن يدرج الأردن في مصاف دول العالم المتقدمة فيما يتعلق بالإجراءات الصحية اللازمة سواء الوقائية أو العلاجية ومجابهة أخطر التبعات التي فرضتها جائحة “كورونا”، كما أكدتها الطبيبة الأردنية استشارية النسائية والتوليد في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي ليلى الزغل.
الزغل، وهي أول طبيبة قامت بعملية قيصرية لسيدة حامل في الشهر التاسع ومصابة بفيروس “كورونا” على مستوى الدول العربية، شددت، في حديث مع “الغد”، على أهمية الجهد الرئيسي الذي تقوم به كوادر التمريض والقبالة، مشيرة لضرورة تسليط الضوء عليهم وتحسين ظروفهم كونهم الجنود المجهولون في مختلف الظروف الصحية.
وأوضحت الزغل أن الممرضين والممرضات هم من يتولون الدور اللازم بمتابعة مختلف الحالات الصحية، خاصة مايتعلق بمتابعة البروتوكولات الطبية المرتبطة بإصابات “كورونا”، مشيرة لضرورة تحسين الجهات الحكومية المختصة أوضاعهم وظروفهم المعيشية لتمكينهم من إتمام الدور المناط بهم.
وفي سياق إجرائها عملية توليد جراحية لسيدة مصابة بـ”كورونا”، نوّهت الزغل للدور المهم الذي أجراه الطاقم التمريضي بهذا الخصوص إلى جانب الإجراءات الطبية الجراحية في ظرف صحي شديد الخطورة في الأردن والعالم أجمع، لافتة للحاجة نحو تمكين عدد أكبر من الذكور في مختلف الطواقم التمريضية، لا سيما أن نسبة الإناث ترتفع عن نظيرتها من الذكور في هذا المجال، في إشارة لحالات مرضية وصحية مرتبطة بإمكانية وقابلية القدرة البدنية على التحمل، سواء لمرضى ذكور أو إناث.
وبين التقرير الدولي أن نسبة العاملات والعاملين في مجال التمريض بحسب أقاليم منظمة الصحة العالمية، بلغت 78 % إناث في إقليم شرق المتوسط مقابل 22 % ذكور، فيما ترتفع النسبة عن ذلك في إقليمي جنوب شرق آسيا وأوروبا، حيث وصلت نسبة الإناث إلى 89 % مقابل 11 % ذكور، أما في إقليم الأميركيتين، فوصلت إلى 87 % إناث، مقابل 13 % ذكور.
وفي سياق تقرير (WHO)، فقد أوصى بضرورة الاستثمار في تسريع وتيرة التعليم بشكل أكبر في مجال التمريض، وإنشاء 6 مليون وظيفة على الأقل بحلول العام 2030 خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، داعيا لتعزيز المهارات القيادية للممرضين والممرضات لضمان تقلدهم أدورا فاعلة في صياغة السياسات الصحية وصنع القرارات.
وبالنسبة للدول التي تحتاج لمساعدة من المجتمع الدولي، خلص التقرير لضرورة توجيه حصة متزايدة من استثمارات رأس المال البشري لاقتصاد الرعاية الصحية والاجتماعية، مايدفع بعجلة التقدم نحو التنمية المستدامة في مجالات تشمل المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة.
وأضاف أنه رغم مؤشرات التقدم المحرز في أوضاع التمريض بالعالم، نوه لأهمية تسريع وتيرة التقدم في عدة دول ذات دخل منخفض والشريحة الدنيا من الدخل المتوسط في أقاليم أفريقيا وجنوب شرق آسيا وشرق المتوسط؛ لسد بعض الفجوات المهمة التي تعانيها.
وأكد التقرير العالمي أن ذلك لا يعفي الدول ذات الدخل المرتفع والشريحة الدنيا من الدخل المرتفع من بذل الجهد اللازم، موضحا أن العرض المحدود محليا وتقدم سن القوى العاملة في مجال التمريض والاتكال المفرط على التوظيف الدولي، خطر يهدد القدرة على تلبية المتطلبات الوطنية من القوى العاملة في مجال التمريض.
وتوقعت مؤشرات التقرير ذاته، أن تصل الزيادة المتوقعة في عدد العاملين بمجال التمريض في دول شرق المتوسط حتى العام 2030، لنحو 4 %، وهي النمو الأقل مقابل ما نسبته توقعات بزيادة حجمها 43 % في الأميركيتين.
ولفت التقرير في التوجيهات المستقبلية للسياسات بشأن القوى العاملة في التمريض، لضرورة إلزام الدول المتأثرة بزيادة التمويل لتعليم وتوظيف 5.9 مليون ممرض وممرضة إضافيين على الأقل، وتعزيز قدرات الدول في مجال جمع البيانات عن القوى العاملة الصحية وتحليلها واستخدامها، وجوب رصد حراك كادر التمريض وهجرته رصدا فاعلا وإدارته على نحو أخلاقي ومسؤول، وذلك إلى جانب دعواته لضرورة أن تكون برامج تعليم وتأهيل الممرضين والممرضات قادرة على تخريج كادر تمريضي قادر على النهوض بأهداف الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة، وسعي الجهات القائمة على التخطيط والتنظيم لترشيد مساهمات كوادر التمريض، فضلا عن تنسيق إجراءات كل من واضعي السياسات وأرباب العمل والجهات التنظيمية، دعما للعمل اللائق، وسط إقرار الدول خططا مدروسة لتطبيق سياسات مراعية لنوع الجنس في مجال التمريض، والعمل على تحديث مهنة التمريض.
ولفت التقرير لتضمن القوى العالمية العاملة في مجال التمريض لـ27.9 مليون شخص من بينهم 19.3 شخص يمتهنون التمريض، منتقدا افتقار العالم للقوى العالمية العاملة في التمريض التي تتناسب وتحقيق التغطية الصحية الشاملة والغايات الخاصة بأهداف التنمية المستدامة.