Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Apr-2018

دولة نتنياهو - اوري مسغاف

 

هآرتس
 
الغد- إن الذي استغرب من الانشغال بالشعلة الشخصية لبنيامين نتنياهو، لا يعرف ببساطة القصة التي يمثلها. لا توجد أي صلة لهذا بالميل المفهوم، لأن نعتبر مراسيم الشعلات استعراض رائع مملوء بالتفاخر، وفي نفس الوقت ليس فيه معنى عميق. الأمر يتعلق بحادثة وطنية تقليدية استثمر فيها الكثير من الموارد، وهو حادثة رمزية ورسمية. لذلك لا يوجد أفضل منها للتدليل والتوضيح إلى أين يريد نتنياهو أخذنا. إن سيطرته بالقوة والاكراه على مراسيم الاستقلال تشبه حملة استعراضية لاعادة احتلال عنتيبة وامثلة اخرى في السنوات الاخيرة، هي فقط مقدمة للقصة الكبيرة: تحطيم مؤسسات الدولة. افراغ الديمقراطية من المضمون لصالح قشرة اجرائية فارغة. اخضاع الدولة لنظام فرد توجد له صلاحيات- وطني- شعبوي على نمط رجب طيب اردوغان والاصدقاء الجيدين لنتنياهو في الحكومات الفاشية الجديدة في شرق ووسط أوروبا.
نتنياهو صمم على دور أساسي في الاحتفال، لأنه يقوم بسباق ضد الزمن. ساعة التحقيقات ولوائح الاتهام تتكتك، ومن اجل الثورة التشريعية التي ينوي القيام بها من اجل تحييدهم، يحتاج إلى فوز ساحق في الانتخابات، وإلى شرعية بروح "الدولة هي أنا". في البداية طلب أن يلقي خطاب، خلافا للبروتوكولات. وعندما رفض طلبه توجه إلى مسار التفافي على نمط مراسيم الشعلات. 
في البداية دس إلى هناك بذريعة واهية رئيس هندوراس، الدولة الهامشية التي في 1947 لم تؤيد في التصويت في الأمم المتحدة على اقامة الدولة اليهودية، ولا يوجد لإسرائيل سفير دائم فيها. عندما تبين أنه لا يوجد تأكيد على أنه حتى وصول رئيس هندوراس يحتاج إلى مشاركة نتنياهو الفعالة في الاحتفال. تم اجراء تغيير دراماتيكي في جدول الاحتفال: رئيس الحكومة يشعل الشعلة و"يلقي خطاب بروح وثيقة الاستقلال".
هذه الفكرة مشوهة ومدحوضة. هذا الأمر يشبه شركة تمنح جائزة لعامل المثالي السنوي للمدير العام، أو منح جائزة إسرائيل لرئيس الحكومة الحالي. مراسيم المشاعل هدفت إلى تمجيد عمل مواطنين عاديين، أو منظمات من القطاع غير الرسمي. في كل سنة يتم اختيار عنوان عام بناء عليه يتم اختيار من سيشعلون الشعلة (في السنة السبعين للدولة تم اختيار موضوع "الحداثة"). 
لجنة خاصة اسماء الاعضاء فيها سرية، تقوم باختيار المرشحين. في البداية تطلب من الجمهور تقديم مرشحين مع تحديد الموعد النهائي لتقديم اسمائهم، بعد ذلك تقوم بمناقشة الاقتراحات والاعضاء فيها يصوتون ويبلورون قائمة نهائية تتكون من 12 شخص مشعل للشعلات – على عدد اسباط إسرائيل. اللجنة أيضا تختار مرشحين احتياطيين كي يحلا في مكان من يرفض المشاركة أو لا يستطيع المشاركة في الاحتفال.
هذه القواعد والاجراءات تم تحديثها عدة مرات بقرارات من الحكومة ومن اللجنة الوزارية لشؤون المراسيم والرموز، المسؤولة عن الاحتفال، ولم يتم اتباع أي من هذه القواعد في حالة نتنياهو، لذلك، كمخرج نهائي، قدمت التماس للمحكمة العليا في الاسبوع الماضي. وقد تم رفض الالتماس لأنه في وقت تقديمه بالضبط تم تمرير تعديل في الحكومة وفي لجنة شؤون المراسيم بشكل سريع، يقضي بأن يقوم رئيس الحكومة بإشعال شعلة خاصة في كل ذكرى عشرية لاقامة الدولة باسم حكومات إسرائيل السابقة. 
وتم اعتبار الشعلة "شعلة رمزية" وكأن باقي الشعلات الـ 12 ليست رمزية. لكنها حقا رمزية جدا: للمرة الاولى في تاريخ الدولة سيطر رئيس الحكومة بشكل فظ وبواسطة أنصاره على احتفال رسمي، الأمر الذي لم يطلبه لأنفسهم أشخاص مثل بن غوريون واشكول وبيغين ورابين وشارون وزملائهم الآخرين في هذه المناصب السامية – هذا الامر سيتحول مساء الغد إلى واقع جديد. ومن يعتقد أن هذا سيتوقف في جبل هيرتسل فليعافيه الله.