الغد
يديعوت أحرونوت
بقلم: بن – درور يميني 19/10/2025
شيء مما حصل هنا في الأسابيع الأخيرة، وأساسا تحرير المخطوفين ووقف النار ما كان ليحصل دون ضغط أميركي. ليس بالضبط ضغط. إملاء. فرض. اثنان وصلا إلى جلسة الحكومة، ويتكوف وكوشنر كي يشرفا على الا تكون أي مفاجأة. حقيقة أن هذا بالضبط ما كانت تريده أغلبية الإسرائيليين – لا يغير حقيقة أن القرارات لم تتخذ في القدس. هي اتخذت في واشنطن.
في 14 آب (أغسطس) الماضي نشر ديوان رئيس الوزراء (خمسة مبادئ لإنهاء الحرب: 1. نزع سلاح حماس. 2. إعادة كل المخطوفين – الأحياء والأموات على حد سواء. نحن لا نتنازل عن أي واحد. 3. تجريد القطاع من السلاح – ليس فقط نزع سلاح حماس، بل الضمان الا ينتج سلاح في القطاع وإلا يهرب سلاح الى داخل القطاع. 4. سيطرة أمنية إسرائيلية في قطاع غزة، بما في ذلك في الحزام الأمني الفاصل. 5. حكم إداري بديل ليس حماس وليس السلطة الفلسطينية – أناس لا يعلمون أولادهم على الإرهاب، لا يمولون الإرهاب ولا يرسلون الإرهاب. هذه المبادئ الخمسة ستضمن أمن إسرائيل. هذا معنى كلمة "نصر". حتى هنا، اقتباس دقيق عن البيان الرسمي. الشروط ظهرت المرة تلو الأخرى في لحظات ظهور نتنياهو في وسائل الإعلام أيضا.
نتنياهو لم يعتزم جعل نفسه أضحوكة، فيخرق في غضون أسابيع قليلة الشروط التي حددها. لكن هذا بالضبط ما حصل. الشرط الأول، نزع سلاح حماس، لم يتم والأيام ستقول إذا كان ثمة على الإطلاق احتمال لان يتم؛ الشرط الثاني تحقق في قسمه الأساسي. المخطوفون الأحياء عادوا. الأموات – بعضهم سقط.
تجريد القطاع من السلاح بالضبط مثل الشرط الأول – مشكوك أن يتم؛ سيطرة أمنية في القطاع – لا يفترض أن تكون حسب الاتفاق أيضا؛ وأخيرا السلطة الفلسطينية، في كل حال ستكون شريكا في إدارة القطاع.
إذن لماذا يحتفل معظم الإسرائيليين؟ لأن الشروط التي وضعها نتنياهو كانت ستتسبب بمواصلة الحرب لأشهر طويلة أخرى، وحتى عندها، يمكن الافتراض بان الأهداف ما كانت لتتحقق، المخطوفون كانوا سيقتلون، معظمهم أو كلهم، والى جانبهم مئات آخرون من الجنود. ولكن مع الأخذ بالحسبان إستراتيجية نتنياهو منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ثمة تخوف بانه بالذات قصد كل كلمة. حرب بلا توقف.
إذن لماذا وافق نتنياهو على كل ما عارضه؟ ولماذا وافق على التوقيع على اتفاق يتضمن في البند 19 منه اعترافا بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والدولة؟ لأنه بخلاف كل الإعلانات الهاذية، الإدارة الأميركية لم تعطي "يد حرة" لنتنياهو لان يفعل ما يشاء. العكس هو الصحيح. اوقفته. فرضت عليه. لقد جعل هو إسرائيل جمهورية موز. فأول امس فقط قال ويتكوف وكوشنير في مقابلة مع "60 دقيقة" انه في أعقاب الهجوم في الدوحة، شعروا بانهم تعرضوا للخيانة وان "الإسرائيليين يفقدون بعض الشيء السيطرة على افعالهم". هذا ليس الإسرائيليين. هذا نتنياهو. فأخذوا هم السيطرة.
هذا جيد موضعيا، لان الفرض الأميركي ينسجم مع ما تطالب به اغلبية أو كل القيادة الأمنية، وبالطبع أغلبية الإسرائيليين أيضا. لكن ما ينبغي أن يعمل من أجل مصالح إسرائيل ليست الإدارة الأميركية. حكومة إسرائيل يفترض أن تفعل هذا. ليس قسرا. بل انطلاقا من رؤية استراتيجية، انطلاقا من الفهم.
لقد أدت التسوية المفروضة إلى ارتفاع مكانة دولتين، قطر وتركيا. توجد لهما وللولايات المتحدة مصالح مشتركة، اقتصادية وأمنية، لا نهاية لها. لكنهما ما تزالان دولتي الإخوان المسلمين. قطر هي لا تزال الدولة التي تستثمر مالا طائلا في التشهير بإسرائيل في الجامعات في الولايات المتحدة ومالا طائلا في العلاقات العامة مع فرع وصل حتى إلى مكتب رئيس الوزراء. هكذا بحيث أنه ليس واضحا أي ملابسات بالضبط ستنشأ لاحقا. بالتأكيد يحتمل أن تنشأ سابقة تفرض فيها الولايات المتحدة على إسرائيل خطوة تتعارض ومصالح إسرائيل. وبالتأكيد يحتمل انه بخلاف ما حصل في الأسابيع الأخيرة، في المرة التالية فليس الحكومة فقط بل وأغلبية الجمهور أيضا ستعارض الخطوة المفروضة.
المشكلة هي ليست في انه توجد ضغوط من جانب دول كان يفترض أن تكون صديقة على الإطلاق ومن جانب الولايات المتحدة على وجه الخصوص – هذا جزء لا يتجزأ من العلاقات الدولية. المشكلة هي أن نتنياهو خلق سابقة خطيرة. تضارب مطلق بين شروطه لإنهاء الحرب وبين ما حصل بالفعل. سابقة اكراه استجيبت بطاعة تامة. سابقة تجعل إسرائيل جمهورية موز.
هذا حصل لان نتنياهو لم يعقل لان يفعل بنفسه ما هو خير لإسرائيل. المصالح السياسية داست على المصالح القومية. ترامب ظهر مع حبل نجاة. لكن المشكلة ما تزال على حالها. من جعل إسرائيل جمهورية موز حين يكون هذا خير لإسرائيل خلق سابقة من شأنها أن تؤدي بنا إلى لحظات ظهور أخرى لجمهورية الموز، حتى عندما يكون هذا شرا لإسرائيل.