Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2019

انهيار استراتيجية نتنياهو نحو إيران!*د. موسى شتيوي

 الغد-بعد قيادة اسرائيل لعشر سنوات متتالية، يحاول نتنياهو تشكيل حكومة ائتلافية برئاسته حتى يتجنب السجن في حالة إدانته بثلاث تهم متعلقة بالفساد بدأ التحقيق بها. زعامة حزب الليكود وإسرائيل ليست الشيء الوحيد الذي يبدو أنه يتهاوى هذه الأيام، وإنما أيضاً استراتيجيته نحو إيران التي قادها لسنوات وحارب من اجلها.

لقد حاول نتنياهو، ونجح الى درجة كبيرة في السنوات الماضية، في إقناع الولايات المتحدة ودول عربية وازنة بأن الخطر الأكبر في الشرق الأوسط ليس اسرائيل والاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية العربية والعدوان الاسرائيلي على دول الجوار، بل هي إيران النووية التي تهدد المصالح الأميركية ودول الخليج والمنطقة عموماً.
لم يستطع نتنياهو وبعض الدول العربية إقناع الولايات المتحدة برئاسة اوباما بذلك، والتي وقعت الاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة للدول العظمى الاخرى بالرغم من كل المحاولات. لكن لم يستكن حتى بعد توقيع الاتفاق النووي، حيث استمر في محاولة إقناع العالم والولايات المتحدة بأن إيران لا تحترم الاتفاقية، وأنها تمضي قدماً بتطوير الأسلحة النووية.
لقد ساعد التدخل الإيراني في دول الاقليم وبخاصة سورية ولبنان والعراق واليمن في تقوية حجة نتنياهو بعدوانية السلوك الإيراني، وضرورة وضع حد لهيمنتها على دول الإقليم.
بعد الفشل في إقناع أوباما بذلك، وجد ضالته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تبنى وجهة نظر نتنياهو وبعض الدول العربية التي كانت تشارك الموقف من إيران، وقام بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني من طرفه وفرض عقوبات اقتصادية قد تكون الأقسى بالتاريخ في محاولة لإضعاف إيران وإعادة التفاوض معها حول اتفاقية جديدة. حجة ترامب في ذلك هو ان الاتفاقية المبرمة لا تضع قيوداً كافية على إيران، وأنها سوف تطور الاسلحة النووية في نهاية المطاف، علاوة على أن وجهة نظره أن الاتفاق مكن إيران من التوسع في الإقليم وزاد نفوذها في عدد من الدول العربية.
اسرائيل لا تستطيع مواجهة إيران عسكرياً وحدها لذا فقد حشدت تأييداً عربياً وأميركياً لاستراتيجيتها. من جانبها، استمرت اسرائيل في محاولة ردع النفوذ الإيراني في سورية والعراق، ولكن المواجهة الكبرى تحتاج لتحالف أكبر برئاسة الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، أي أن اسرائيل تريد ان يحارب الآخرين من أجلها.
لكن التطورات في الأشهر الماضية تدل على تغيير كبير في استراتيجية الولايات المتحدة ودول الخليح على إيران.
في ذروة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، اسقطت إيران طائرة بدون طيار أميركية ولم تقم الولايات المتحدة بالرد على ذلك بحجة أنه لا يوجد خسائر بشرية، بالإضافة لاحتجاز إيران لعدة سفن أجنبية في المياه الإقليمية دون رد أميركي أو أممي على ذلك. أخيراً جاء الهجوم الحوثي بالطائرة المسيرة وصواريخ كروز على آبار شركة أرامكو بالسعودية، والذي يمكن اعتباره أخطر تصعيد عسكري ضد السعودية مع فشل ذريع للمنظومة الدفاعية أميركية الصنع في التصدي لهذه الهجمة. هناك إجماع بأن إيران كانت خلف هذا التصعيد، ولكن أيضاً لم يكن هناك رد عسكري على ذلك.
بعد ذلك، تمت إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي بولتون، وأعلن ترامب رغبته في البدء بمباحثات مباشرة مع إيران لمناقشة كافة الملفات، وبالرغم من أنه لم يتم لقاء أو مفاوضات مباشرة بين البلدين، إلا أنه من المرجح وجود مفاوضات غير مباشرة بينهما. كذلك الحال بالنسبة للسعودية، فقد أعلن ولي العهد السعودي رغبة بلاده في حل المشكلات مع إيران من خلال المفاوضات وليس المواجهة والذي لقي ترحيباً إيرانياً، ويبدو أنه تم تكليف عمران خان رئيس وزراء الباكستان بالقيام بالوساطة بين البلدين.
الضربة التي قد تكون الأهم لاستراتيجية نتنياهو نحو إيران هو التحقيقات التي تجري بالكونغرس للبدء في إجراءات عزل الرئيس الأميركي، وبغض النظر اذا تم عزل الرئيس أم لا، فإنه قد يصبح كالبطة العرجاء خاصة مع قرب الانتخابات الأميركية.
من المرجح أن استراتيجية نتنياهو نحو إيران تتهاوى، وأن كل من نتنياهو ودونالد ترامب يخضعان لتحقيقات بالفساد بحالة نتنياهو، وخرق الدستور بالنسبة لترامب، وأنه من غير المرجح خروجهما سالمين، لا بل قد تكون بداية النهاية لمستقبلهما السياسي وبالتأكيد نهاية استراتيجيتهم نحو إيران.