Tuesday 7th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2024

مركز تقدم للسياسات: أردوغان في العراق: أعراض المنافسة التركية الإيرانية وأدواتها
 مركز تقدم للسياسات :
 
د. محمد قواص،
ملخص تقدير موقف
 
تقديم: إثر الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق، ينظر المراقبون إلى إمكانات أن يشكل الحدث حساسية بين أنقرة وطهران بشأن ما قد تشكله السياسة التركية في العراق من منافسة مع النفوذ الإيراني. ويطرح الحدث أسئلة بشأن أن يفاقم هذا التنافس حدّة الانقسام السياسي في العراق ويرفع من مستوى الاستقطاب الطائفي الذي قد تستفيد منه تركيا وإيران وتساهم في تسعيره.
 
ولرصد مفاتيح الحدث حريّ التوقف عند النقاط التالية:
-       أتت زيارة أردوغان للعراق، الاثنين، بعد أيام من عودة رئيس الوزراء العراقي من زيارة إلى الولايات المتحدة وصفت بالمهمة وأسست لقواعد العلاقات المقبلة بين بغداد واشنطن. وأتت الزيارة أيضا قبل أسابيع من الزيارة المزمع أن يقوم بها الرئيس التركي إلى واشنطن في 9 مايو المقبل.
 
-       الزيارة هي الأولى لأردوغان منذ 13 عاما وأدت إلى توقيع البلدين على 26 مذكرة تفاهم طاولت قضايا رئيسية بما في ذلك الطاقة والأمن وإدارة المياه والتجارة، وقدمت "خارطة طريق للتعاون المستدام" بين العراق وتركيا، وفق تصريحات الرئيس العراقي، و "ستكون نقطة تحول في العلاقات بين العراق وتركيا"، وفق تصريحات الرئيس التركي.
 
-       رعى أردوغان والسوداني توقيع اتفاقيات أولية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات بشأن مشروع طريق سريع وسكك حديدية بطول 1200 كيلومتر يعرف باسم مشروع "طريق التنمية"، والذي من شأنه أن يربط دول الخليج بتركيا وأوروبا عبر العراق.
-       تُمكّن هذه الاتفاقات، وخصوصا فيما يتعلّق بـ "طريق التنمية"، تركيا من أن تكون شريكا متقدما للعراق بما سيشكّل منافسة للنفوذ الإيراني في البلد، وفق تقرير لـ "صوت أميركا"، ما يثير أسئلة بشأن كيفية تصرّف إيران وحلفائها في العراق حيال هذا التطوّر.
-       تلفت بعض التحليلات إلى أن القترة المتبقية المحدودة لحكومة السوداني قد تضعف طموحات أردوغان. وتذكّر هذه التحليلات أنه لم يتبق للسوداني سوى عام واحد في منصبه وسط توقّع بأن فرص بقائه في المنصب منخفضة. كما أن عدم تخصيص ميزانيات للمشاريع العراقية التركية يجعل تنفيذها رهن إرادة نفوذ طهران لدى نخب العراق السياسية.
-       لا يرقى التعهد التركي بإمدادات مائية لمدة عشر سنوات إلى مستوى اتفاق استراتيجي مع العراق بعدم قطع المياه أو إنشاء السدود، بل إنه من المحتمل إذا غادر إردوغان منصبه ألا يلتزم خلفه بالاتفاق. وطبقاً لوزارة الموارد المائية فإن العراق لا يتلقى سوى عُشر التدفق الأصلي من إيران، وثلثه من تركيا.
-       مقابل اعتماد إيران على القوى الشيعية والفصائل المسلحة، بدا أن الرئيس التركي يسعى لتطوير نفوذ منافس بالتعويل على تطوير العلاقات مع القوى السنيّة والتركمانية. فقد التقى في بغداد، في اجتماعين منفصلين، مع ممثلي تركمان العراق وقادة أحزاب سنّية في البلاد. أثار الاجتماع جدلا بشأن دور تركي محتمل في الخلافات السُّنية حول منصب رئيس البرلمان، وبشأن المقاربة الفئوية التي تحرج السنّة وتثير قلق الشيعة.
-       تفاقم الانقسام بين القوى السنّية خصوصا بعد إقالة رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، من منصبه في نوفمبر 2023 من قبل المحكمة العليا العراقية بسبب مزاعم التزوير. والانقسام قد يعرقل مساعي أردوغان خصوصا أن القادة السنّة متعددو الحسابات ومنقسمون في العلاقة مع السعودية وتركيا وحتى الأردن. يظهر ذلك في عدم ظهور إجماع لملء منصب رئيس البرلمان.
-       على الرغم من اتفاق البلدين، وفق تصريحات أردوغان، على تنسيق جهودهما ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، غير أنه من غير المرجح أن تدرج بغداد الحزب على لوائح الإرهاب وستستمر في اعتباره "حزبا محظورا". وترى تحليلات أن مساعدة العراق لتركيا ضد حزب العمال الكردستاني صعبة، لأن القضية لها أبعاد جيوسياسية وإقليمية. وتلفت هذه القراءة أن العمليات العسكرية المحتملة لتركيا داخل العراق، وخاصة في مدينة سنجار، حيث يعمل حزب العمال الكردستاني وقوات الحشد الشعبي في وقت واحد، يمكن أن تؤدي إلى تدخل مباشر من إيران.
-       أشار موقع "ترك برس" إلى أن تطبيق الاتفاقيات المبرمة وتعاون بغداد مع أنقرة في محاربة حزب العمال الكردستاني "سيكشف مدى تحقيق تلك التطلعات"، لأن توقيع الاتفاقيات لا يعني بالضرورة أنه سيتم تطبيقها، وأن "هناك معوقات، مثل النفوذ الإيراني والنفوذ الأمريكي، قد تجعل كافة تلك الاتفاقيات حبرا على ورق".
 
خلاصة
** لا يمكن قراءة زيارة أردوغان إلى العراق عن سعيه لتموضع تركي جديد في الشرق الأوسط على نحو يرتب كثير من الملفات قبل لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن في شهر مايو المقبل.
 **يسعى أردوغان إلى تعزيز نفوذ تركيا في العراق على خلفية إعادة انتشار للقوات الأميركية في المنطقة قد تشمل العراق، وبمقاربة موقع إيران المتحوّل في الشرق الأوسط، والسعي إلى فرض خرائط في شمال العراق وسوريا لمكافحة حزب العمال الكردستاني PKK.
**من المتوقع أن يُقابل الطموح التركي في العراق بمقاومة إيرانية مدافعة عن نفوذ طهران في هذا البلد. ومن المرجح أن تُسهل خطط أردوغان في التقرّب من التركمان والقوى السنّية سُبل عرقلة إيران للنفوذ التركي من خلال تحالفاتها مع القوى الشيعية.
**بعد الحديث عن مداولات خلفية كثيفة بين واشنطن وطهران على خلفية المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، يسعى أردوغان لتثبيت موقعه تركيا شريكا في مآلات المنطقة وما تقدمه باتجاه الملف العراقي وقبلها ملفات أخرى في المنطقة إلا جزء من تحرك جديد كان أبرزه تنشيط علاقة أنقرة مع حركة "حماس" والإيحاء بدور في الوساطة في ملف غزّة.