Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2019

الأردن والعراق...*بسام ابو النصر

 الدستور

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي عمق العلاقات بين الدولتين ووقوف الاردن مع العراق وربما ينظر البعض لهذا الاتصال على انه عرف دبلوماسي اعتاد عليه رؤساء الدول ولكن ان حدث كهذا مع العراق فربما يكون لهذا التواصل معنى مختلفا  فما بين العراق والاردن يختلف تماما عما اعتاد عليه زعماء الدول فالعراق كان قريبا للاردن والعكس صحيح مهما اختلف شكل الحكم في الدولتين فقديما تأسست الدولة العباسية وعاصمتها بغداد  انطلاقا من الحميمة في جنوب الاردن التي فيها تنازل ال علي بن ابي  طالب لال العباس  في الخلافة الثالثة والتي آل الحكم جغرافيا من دمشق احدى عاصمة بلاد الشام الى بغداد  التي اسسها بناها بنو العباس،  وقبل ذلك كان خالد بن الوليد ينتقل بامر الخليفة من فتح العراق الى فتح الشام مرورا بالبادية الاردنية ليكون الرابط الجغرافي ممهورا بالدين كما هو ممهورٌ بالجوانب الاخرى،  وحين كتب للهاشميين ان يقودوا ثورة العرب قبل مئة سنة قيض الله للعراق  والاردن قيادتين هاشميتين وملكين عربيين  هما عبدالله الاول وفيصل الاول اللذين انجبا فيمن انجبا الحسين وفيصل الثاني اللذين اسسا الاتحاد العربي الهاشمي  وتنازل عندها الحسين عن العرش ليتيح مجالا لمملكة العرب ان تبدأ من ارض العراق والاردن، ولكن الاستعمار وهذا ديدنه لا يريد لهذه البلاد ان تكون موحده عزيزة فجاء عبدالكريم قاسم ليبدد حلم الاردنيين والعراقيين بالوحدة ويبدا فصلا جديدا من حياة العراقيين ويبقى الاردن  مع العراق رغم كل التشظي.  وعندما وقفت بغداد تدافع عن شرف الامة امام المد الايراني كان الاردن اول الداعمين  ووقفنا في الاردن جنبا الى جنب مع عراق الذي دافع باسمنا جميعا عن المحاولة الايرانية البائسة للسيطرة على مقدرات الامة، وانتصر العراق ودخل في اتون حرب الخليج التي كانت خلافا عربيا عربيا تحول الى تدخل دولي في شأن العراق وفي شأن العرب  ولم  يكن الاردن متراجعا عن العراق  فقد وقفنا ربما لوحدنا مع العراق وكنا له خير الناصحين لان الاردن يفهم ماذا يعني ان يبقى العراق  صامدا متماسكا ولكن ما حصل كان بعكس الاماني فانهار العراق ونزح كثير من العراقيين ليجدوا الاردن وطنهم وبلدهم الثاني ويستضيفهم الاردنيون في بيوتهم وحواريهم ويبقى الاردن منفذا اثناء الازمة لدخول الغذاء والدواء الى العراق ويبقى الاردنيون دعاة التصالح بين العرب فيما جرى وبين العراقيين انفسهم،  ويعود العراق من جديد بايديولوجيا مختلفة للمرة الثالثة على التوالي ويعود الاردن مع العراق  ليجد العراقيين الشرفاء في الاردن سندا جديدا وربما هذا ما يبعث العراقيين الى الظهر العربي دون اي ظهر اخر  في الشرق او في الشمال وهذا عائد الى الحضن الدافئ الذي وجده العراقيون في الاردن وربما كان الاردن بوابة العبور للعراقيين الى كل الاقطار العربية، فعلينا في الاردن ان نفتح لهم حدودنا حتى لا  يجدوا الدولة التي تغلغلت في الجسد العراقي واوهنته وحاولت دون جدوى ان تبعد العراق عن ظهرها العربي الذي يستند الى الاردن ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ومن هنا جاء الدعم الذي يقدمه الاردن قيادة وجيشا وشعبا الى الشقيق العراقي الذي يجد في وطننا وطنا ويجد في شعبنا اهلا وفي اقتصادنا رديفا  ويطمئن العراقيون وهم يبنون خطا لتصدير النفط العراقي عبر الاردن من البصرة الى العقبة ليكون خطا آمنا من الامان الذي ينعم به الاردن،  حمى الله الاردن والعراق وكل بلاد العرب والمسلمين من حقد الحاقدين وانعم علينا جميعا  بقيادة حكيمة كحكمة الهاشميين.