Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-May-2023

لماذا لم يتبق مال

 الغد-هآرتس

 أسرة التحرير
يوم الاحد الماضي اجتمعت الحكومة في جلسة احتفالية في نفق المبكى في مناسبة يوم القدس. مثلما في كل سنة، هذه المرة ايضا اتخذت بضعة قرارات تتعلق باستثمارات حكومية في العاصمة. مراجعة هذه القرارات عن كثب تكشف مرة اخرى فشل الحكومة الحالية في التصدي لمشاكل الجمهور الحقيقية في اسرائيل. فبدلا من ذلك تعنى بالامور التافهة، تتصرف بانعدام للمهنية، تضخ الاموال للمقربين وتستثمر في قصة خارجية بدلا من الجوهر.
لقد كان القرار الاهم الذي يفترض أن يتخذ يتعلق بالخطة الخماسية الجديدة لشرقي القدس. فقد اقرت الخطة السابقة في 2018، وكانت الاستثمار الحكومي الاكبر في شرقي المدينة منذ 1967. 2.1 مليار شيكل استثمر في التعليم، في التعليم العالي، في البنى التحتية وفي تشجيع التشغيل. هذه الخطة لم تكن عديمة المشاكل، لكن مع ذلك خلقت تغييرا ايجابيا في عدة مجالات.
طواقم في وزارة القدس تعمل منذ نحو نصف سنة على وضع خطة خماسية جديدة. وقدر المهنيون بانه لاجل الحفاظ على انجازات الخطة السابقة مطلوب على الاقل ميزانية مضاعفة عن السابقة. في اعقاب اعتراض الوزارات الحكومية وعلى رأسها وزارة المالية، ارسلت الاسبوع الماضي خطة أكثر تواضعا: نحو ثلاثة مليارات شيكل من ميزانيات المالية، بلدية القدس والوزارات الحكومية. ليس كالاستثمارات الكبرى المتوقعة في التعليم الحريدي وفي اموال الاحزاب، هذه الميزانية معدة كلها وكليلها لتحسين حياة سكان القدس كلهم، لتعزيز الاقتصاد ولاعطاء فرص للجماعات الاهلية الاكثر ضعفا في المجتمع الاسرائيلي.
 لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزراء آخرين عارضوا هذه الخطة ايضا، وبعد مداولات مكثفة لم تتخذ الحكومة الا قرارا مبدئيا، فارغا من المضمون، بان تحاول الوزارات بلورة توافقات في الشهر القادم. بتقدير معظم الجهات، فان ميزانية الخطة ستتقلص جدا مقارنة بالاقتراع القائم، وبسبب معارضة سموتريتش يحتمل حتى الا يؤخذ فيها بالحسبان التعليم العالي لشبان شرقي القدس.
الى جانب ذلك قررت الحكومة ضخ الاموال لمشاريع ستثري فقط اجساما مقربة منها وتغير سلبا منظومة العلاقات بين سكان القدس. 60 مليون شيكل ستحول الى صندوق لتراث المبكى. وعشرات الملايين الاخرى لمشاريع لجمعية العاد – والتي تأتي منها على حساب سكان فلسطينيين ابعدوا عن اراضيهم.
من جلسة الى جلسة، من قرار الى قرار، تتراكم الادلة على أن هذه هي حكومة هدفها هدم ما هو قائم بالنجاعة والسرعة الممكنتين. على الموظفية المهنية التي ما تزال في الوزارات الحكومية أن تحذر من الاثار الخطيرة لهذه القرارات وان توضح بان خطة خماسية لشرقي القدس ليست مصلحة سكان شرقي القدس وحدهم بل مصلحة اسرائيل كلها.