Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2019

وقد طفح الكيل !!*م. باهر يعيش

 الراي-قبل أيام ترحّم «قائد الوطن» على عامل وطن زهقت روحه نتيجة حادث سير غير مسؤول. من هذا المنطلق وعطفاً على مقالات كثيرة شكوت بها لطوب الأرض مشاكل السير في وطننا، رأيت أن أكتب لعاشر مرّة.. فقد يكون هناك ردّ فعل. (السّياقة فن وذوق) شعار تراه في كلّ مكان. قاله إنسان ليس من كوكبنا لكنه، نسي الأخلاق في شعاره. من (اجترح) هذا الشّعار، قضى نحبه كمدا, معزولاً منبوذاً, وربّما تحت إطارات مركبة نجح سائقها في فحص السّياقة.

 
الكثيرون منّا، يعشقون فروسيّة «عنترة الدّعسي». هو مَثَلهم الأعلى. أدبيات السّياقة في عرفهم غريبة عجيبة: المجتمع وجد لخدمتي (أنا),هي (الأنا): محراك الشّر وجلّابة المصائب. من لا أدبيّات السّياقة في ديدن الكثير منّا: تجاوز السّرعة المقرّرة, تعدّ على دور غيرك ولو سرت عكس السير, لا تك ذّيلا, إضرب المشاة على ممرّاتهم والكهل بطيء الحركة أرحه, أوصله نعشاً طائراً لمبتغاه الأخير. قُد بسرعة ألف عقدة, فأنت تحبّ العقد, أجب من يطلبك على هاتفك رقماً صعباً أو مهفهفًا!. مركبتك, إركنها ثلاث ورباع, والحزينون الصابرون يتحرّقون غيظاً، فيهم المريض والساعي لرزقه بل قد يكون فيهم من إذا تحرّك قد ينقذ حياة إنسان. هؤلاء البشر؛ لا في العير ولا في النّفير.. نكرات هم في عرفك!.
 
أنتِ على تقاطع ضيَّق, ممنوع الالتفاف. أنت «ابن جلا», وقتك من ذهب. تلفّ, دقائق طويلة ثقيلة كما في ظلّك, تعيق عشرات المركبات, تبتسم ببلاهة بنمرده.. تمضي منتصراً. عامل وطن يكنس الطريق, ألق نفاياتك.. يا نظيف من النافذة, أو اضربه فهو يعيق طيرانك. تقود (طوربيداً) ميكروباصاً تسابق حتفك لتكسب راكباً بعشرين قرشاً. تهفّه وقد تقتله أو تبيد عائلة بأكملها من أجل حفنة قروش (الرّزق يحبّ..الخفيّة)؟! منتهى الرّخص. خلف القضبان ماذا ستقود!.
 
القيادة في كلّ مناحي الحياة, حتى لمركبة (أخلاق وفن وذوق). المسؤوليّة الكبرى يتحمّلها الأهل والمربين في دور العلم من الحضانة حتى الدكتوراة. من قد يفقدون أحبابهم، في السجن أو ضحيّة حادث. المسؤوليّة الأعظم تلحق (الفاحصين المدرّبين المراقبين المحاسبين والمعاقبن)!. العقاب يا سادة يأتي بعد التربية الصحيحة والتّعليم, لكن هل هناك من عقاب كاف!! لا أرى ذلك! كثيراً من مخالفات السير تنظم غيابياً بدون أن يدري المخالف ما هي مخالفته, بل جلّها يتركّز في مخالفات الوقوف في غياب العدد الكافي من المواقف. أين التّركيز على الأصول والأخلاق في تعليم السّياقة. سويّة مع المهارة العمليّة, بل قبلها؟ ماذا عن وضع الحاصلين على براءة السّياقة تحت التّجربة وسط تعاظم أخطائهم وخطاياهم من جزّ الرّقاب وخلق ذوي عاهات؟ ماذا عن مساءلة ممتحن أو مدرّب ألقى بجيل من خطّائين خطرين في طرقاتنا.
 
حتفك وحتف حبيب، أسرع من طرفة عين سهت، مجّة من لفافة تبغ وسط إغلاق العيون، آلو على هاتفك أو تطنيشه لأصول وأخلاقيات المرور.
 
أخيرًا, الموضوع فائق الأهميّة والخطورة ويشكّل همّاً وطنياً وخسارة كبرى للنفس والمال. من هنا أدعو إلى مؤتمر وطني، يحوي (شتّى الأطياف) لا المسوؤلين فقط، لدراسة الموضوع ووضع الحلول المناسب يكون شعاره (السياقة أخلاق وذوق وفنّ) فالأخلاق... قبل الخبز أحياناً.