الأنباء - 

الصورة النمطية المعروفة عن المدن والدول تسيطر على أذهان الناس فتدفعهم نحو موقف محدد يخضع لشروط الصورة التقليدية، الشائعة، التي تخفي، بالضرورة، حقائق لا يعرفها الآخرون. فالصورة الشائعة لدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ترسمها وسائط الترويج السياحي والإعلامي تصورها على انها إمارة تعج بالأسواق الكبيرة والسلع الحديثة وترتفع فيها ناطحات السحاب وتتكاثر فيها الفنادق ويؤمها السياح من كل صوب. أما الواقع الذي يعيشه الناس بعيدا عن الإعلام والترويج فأسطر بعضه في هذه العجالة كي أوضح بعض ما يجري في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ركبت (المترو) بصحبة صديق وأوصلته إلى مطار دبي، وقفلت إلى موعد اخر مستعينا بتطبيق (وجهتي) المخزون في هاتفي والذي أرشدني (إلكترونيا) إلى أقرب محطة للحافلات. كما أخبرني (مشكورا) ان الحافلة المطلوبة رقم (كذا) ستصل بعد 4 دقائق. وفي الحافلة حيث تتوافر خدمة الإنترنت بالمجان، طلب مني (التطبيق) النزول في محطة (كذا) وانتظار الحافلة رقم (كذا) التي ستصل بعد 5 دقائق، وبالفعل وصلت الحافلة في موعدها المحدد. وحين سألت التطبيق أين ومتى اصل وجهتي النهائية رد بانها محطة (كذا) وتصلها بعد 15 دقيقة. وهكذا أكملت مشواري بهدوء ودقة متناهية رغم الازدحام البشري الكثيف المعتاد في ساعات الذروة. والفضل في ذلك يعود إلى (هيئة الطرق والمواصلات في دبي) التي تسير القطارات والتكاسي والحافلات والـــزوارق في انتـظام يفوق الوصف.

ان كانت (حرية التنقل) واحدة من الحقوق الإنسانية المكفولة بالقوانين والدساتير والتي أشار إليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة رقم 13. فإن (رفاهية حرية التنقل) وضمان شروط الأمن والسلامة والراحة للركاب وانضباط المواعيد واحترامها. جميعها حقوق مكفولة ومطبقة ومتوافرة للمواطنين والوافدين في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تصر على الاستمرار بتقديم الأمثلة الجميلة، النبيلة من العطاء المدهش والمتميز الذي يحدث في دولة خليجية يتوهم البعض أنها (حضارة اسمنتية)! وهي في حقيقتها تقدم لسائر سكان الكوكب أمثلة تحتذى ودروسا نافعة.