الدستور
مهدي نصير
(1)
صديقي
رحلتَ بعيداً
وقد كنتَ أقربنا للحياةِ
وقد كنتَ أبسطَنا
كنتَ أعمقنا
كنتَ أقربَ للوردِ من عطرهِ
كنتَ أقربَ للأرضِ – شاعرَنا – قبلَ غرسِكَ
كالسنديانِ على تلِّها .
صديقي
رحلتَ بعيداً وخلَّفتَ خلفَكَ أرضاً يباساً
وقوماً عِطاشاً
وأعداءَ يقتسمون البلادَ
ويفترشونَ الفِجاجا.
(2)
صديقي
ستبكي عليكَ هنا معَنا كلُّ ورداتِ هذي السهول
وكلُّ سنابلِ هذي الحقول
وكلُّ أغاني البلادِ الحزينةِ
تلكَ التي كنتَ تعشقُ عزَّتَها
وتقطفُ أنجمهَا للخيول الأصيلةِ – تلكَ التي لم تزلْ تتغنى بها ولها –
وتجدِّلُ تاجاً لطلِّتها وصهيلِ حناجرهِا في المساءِ العتيقِ المضمَّخِ
بالعزِّ والشُّهداء.
(3)
صديقي
رحلتَ بعيداً
إلى رحمةٍ واحدٌ أحدٌ ربُّها
وهو يمنحها للذين اصطفاهم
من النبلاء.
(4)
صديقي
لروحكَ واسعُ رحمتهِ
فعليكَ السلامُ
عليكَ السلام.