Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2019

المطلوب من ايران سعوديا : وقف حرب اليمن اولا* سليمان نمر
الأول نيوز – لا أستغرب ان يقوم الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بزيارة الى طهران عشية انعقاد قمة الرياض الخليجية المقررة الثلاثاء المقبل .
 
فالوزير بن علوي تعود ان يقوم بمثل هذه الزيارة الى ايران سنويا قبل كل قمة تعقد لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، لا لينقل رسائل او للتوسط بين بعض دول المجلس التي لها خلافات مع طهران .. بل يذهب الى هناك الاطلاع على مايفكر فيه اهل الحكم في ايران تجاه الاوضاع في المنطقة الخليجية وعلى اخر المستجدات السياسية الايرانية ، وعرض ذلك على القمة الخليجية التي تعقد سنويا .
 
ولكن زيارة وزير الخارجية العماني هذه الايام الى طهران لها اهمية بسبب التطورات السياسية الاخيرة بين الرياض وطهران وما يلوح في الافق من رغبة البلدين المتبادلة و”الحذرة”  في فتح قنوات الحوار.
 
فالرياض تبحث عن مخرج لتورطها في حرب اليمن ، وايران تبحث عن مخرج للحصار الاقتصادي الذي ينهك شعبها .
 
ولاشك ان هذا يعني ان الطرفين السعودي والايراني متعبين من الظروف التي يعيشانها بسبب “صراعهما ” الذي تفاقم خلال السنوات الخمس الماضية ، فالسعودية تعبت من حرب اليمن التي تستنزفها دون ان يبدو في الافق انها من الممكن ان تحقق انتصارا عسكريا حاسما ( كما كانت تتوقع حين بدأتها )، وايران تعبت من الحصار الاقتصادي المفروض عليها والذي ينهكها فعلا رغم “مكابرتها”.
 
وفي اي صراع او حرب حين تتعب اطرافها يبدأ كل طرف بالبحث عن مخارج سياسية لهم تحفظ ماء الوجه .
 
والملاحظ ان طهران تريد مخرجا يحقق مكاسب سياسية واقليمية لها في المنطقة ، وهذا لايمكن ان يتم الا
 
– اولا  بالحد من نفوذ وتواجد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ، ان لم نقل ابعاده . فمن هنا جاءت المبادرة الايرانية باقتراح مايسمى “خطة هرمز للسلام ” .وهي  المبادرة التي تقول ان هدفها هو” تأسيس علاقات ودية واطلاق عمل جماعي لتأمين امدادات الطاقة وضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز عن طريق اقامة تحالف يضم كلا من ايران والسعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت وقطر ودولة الامارات ( لاحظ انه لا يذكر المقترح الايراني  هنا اسم مجلس التعاون الخليجي ) والعراق ، وفتح الباب امام انضمام اليمن الى هذا التحالف بعد انتهاء الحرب اليمنية “
 
– وثانيا احتواء دول المنطقة واحتواء منظومة مجلس التعاون الخليجي عن طريق السعي لعضوية هذا المجلس بمشاركة اليمن والعراق . ويلاحظ ان المبادرة الايرانية عرضت انعقاد قمة تجمعها ودول الخليج الاخرى ” بهدف دراسة وتنفيذ اقتراح خطة هرمز للسلام .
 
ومن هنا عملت المصادر الايرانية على تسريب اخبار عن رغبة طهران بحضور قمة الرياض الخليجية الاسبوع المقبل
 
طبعا الرياض لايمكن ان تقبل بفك تحالفها السياسي والعسكري “الاستراتيجي ” مع الولايات المتحدة حتى ولو ان هذا يكلفها غاليا. وهي ترى ان هذا التحالف هو ضمانتها ضد التهديدات الايرانية  .
 
والرياض ايضا – وحتى جميع دول الخليج الاخرى – لايمكن ان تفبل انضمام ايران الى منظومة مجلس التعاون الخليجي ، فهي لم تضم اليه العراق ولا اليمن فكيف تقبل بانضمام ايران ؟ فهذه المنظومة هي نادي مقصورة عضويته على اعضائه الست ( لاحظ ان النظام الاساسي لمجلس التعاون ينص على انه لاتقبل عضوية اي دولة في المجلس الا بموافقة جميع اعضائه الست ).
 
ونلمس عند الاوساط السعودية شعورا بان ايران – رغم ازمتها – تتصرف بمنطق ” المنتصر ” وهذا  المنطق ، برايهم، لايبعث على الارتياح وعلى ان هناك حسن النوايا عند الايرانيين .
 
 والسعودية ترى ان الاولية الان يجب ان تعطى الى التوصل الى تسوية تنهي حرب اليمن  ضمن حل سياسي شامل ، وان لطهران دور كبير في ذلك حيث انها هي التي دعمت وتدعم الحوثيين في الحرب وجعلتهم يصمدون رغم ماتعرضوا له من نكسات عسكرية .
 
وبرأيي ان الرياض ترى انه اذا كانت ايران جادة في سعيها لاقامة علاقات تعاون مع السعودية ودول الخليج الاخرى فان المنطلق لذلك هو المساعدة على وقف حرب اليمن وايجاد تسوية سياسية تضمن اعادة الحكومة الشرعية الى صنعاء بمشاركة الحوثيين .
 
واي مقترحات اخرى ( مبادرة امن هرمز الايرانبة ) او حضور القمة الخليجية في الرياض او عقد قمة مشتركة ، امور من المبكر البحث فيها
 
والمساعدة بايجاد تسوية لحرب اليمن – برأي السعودية – هي المدخل لأي عودة للعلاقات مع ايران
 
فهل استطاع الوزير العماني يوسف بن علوي اقناع طهران بذلك ؟ ام انه اخذ لها وجهة النظر السعودية تلك، وحصل على الجواب الذي سيعرض على القمة الخليجية الثلاثاء المقبل .