Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2017

ما الدور الصيني القادم عبر البوابة السورية؟ - د. شهاب المكاحله

الراي -  مع وصول قوات خاصة صينية إلى ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك من أجل محاربة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام دولية أخيراً في الوقت الذي تستعد فيه القوات الروسية والأميركية لمغادرة سوريا، فإن هناك تساؤلات كثيرة حول سر توقيت انسحاب واشنطن وموسكو من سوريا مع نهاية الشهر الجاري وقدوم قوات خاصة صينية؟

إن من شأن المشاركة الصينية الجديدة في سوريا أن تؤدي إلى مزيد من المنافسة بين واشنطن وبكين.
ويعود السبب إلى أن الصين شعرت بقلق بالغ ازاء العدد الكبير من المسلحين من أصل صيني والتي تعرف بـ (حركة تركمانستان او ما يسمى الإيغور) الذين انضموا إلى «داعش» فى كل من سوريا والعراق على الرغم من أن الصين لا تتدخل فى أي دولة ما لم تكن لها مصالح اقتصادية.
واليوم ومع وصول وحدتين من القوات الخاصة الصينية المعروفة باسم «نمور سيبيريا» و»نمور الليل» لمحاربة الفصائل الإرهابية في الغوطة الشرقية (ضواحي دمشق) فإن بكين تسعى إلى محاربة هؤلاء خارج أراضيها خشية عودتهم لأن هؤلاء ممن ينتمون لـ «حركة تركستان الشرقية الاسلامية» التي تتواجد في إقليم شينجيانغ يشكلون خطراً وجودياً على وحدة الأراضي الصينية.
ويقدر عدد المسلحين الصينيين الذين يقاتلون إلى جانب الجماعات الارهابية في سوريا بنحو 5 آلاف شخص. لذلك فإن مشاركة الصين في العمليات العسكرية ضد هؤلاء المسلحين تعود إلى المصالح الصينية الخاصة في سوريا ناهيك بالمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية. فعودة هؤلاء المقاتلين الصينيين من سوريا إلى الصين بإيديولوجيتهم المتطرفة والإرهابية والجهادية يعني خطراً أمنيا وعسكرياً كبيراً على الاقتصاد والمجتمع الصيني. وعلاوة على ذلك، فإن مشاركة الصين في الحملة اليوم ضد الإرهابيين تأتي لحماية مصالحها في سوريا اقتصادياً إذ تستثمر الصين عشرات البلايين من الدولارات في البنية التحتية السورية.
لا تريد الصين أن تصبح سوريا ملاذاً أو مركزاً للإيغور لشن هجمات إرهابية ضد المواطنين والمصالح الصينية في الخارج. وبسبب تفجير السفارة الصينية في قرغيزستان في 30 أغسطس / آب 2017 ،والذي تبنته حركة «تركستان الإسلامية» وموله تنظيم «النصرة» في سوريا، كان ذلك مبرراً للقوات الصينية للتوجه إلى سوريا لأن حركة «تركستان» لن تتوقف عند هذه المرحلة، بل ستضاعف من هجماتها ضد المصالح الصينية أينما وجدت. ويرى بعض المحللين السياسيين أن مشاركة قوات روسية وصينية في سوريا تشبه إلى حد كبير مشاركة القوات الأميركية في أفغانستان في عام 2001 لحرمان «القاعدة» من القدرة على شن هجمات ضد أهداف أميركية.
فعلى الرغم من أن الإحصاءات الصينية تظهر أن هناك 5000 من الإيغور ممن يقاتلون في صفوف «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى فى سوريا فإن مشاركة الجيش الصيني في سوريا جاءت متأخرة في نظر بعض الخبراء ولكن عدداً من الاقتصاديين يرون أن مشاركة الصين اليوم تحمل بعداً اقتصادياً لقطع الطريق على الغرب في الحصول على نصيب من إعمار سوريا وأن المساهمة الكبرى ستكون للصين.وما يبرهن على ذلك هو ما طلبه عدد من المسؤولين السوريين ممن زاروا الصين في السنوات الماضية إذ طلبوا المزيد من الدعم الاقتصادي الصيني لسوريا، كان آخرها إعلان الصين عن استثمار أكثر من 6 مليارات دولار في سوريا بشكل مباشر.
وحسب تصريحات المسؤولين الصينيين، فإنه وبعد زوال الأعمال المسلحة في سوريا، ستستثمر بكين في سوريا بشكل كبير في قطاع الطاقة والبنية التحتية. أما من الناحية السياسية فستسعى الصين الى التنسيق مع كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بمستقبل الجمهورية السورية.