Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2017

أزمة الاستفتاء الكردي: «الكونفدرالية»... تُطِل بِرأسِها - محمد خروب
 
الراي - فيما فشلت دبلوماسية «الجنازات» التي لجأ اليها نائبا الرئيس العراقي إياد علاوي واسامة النجيفي, عندما التقيا رئيس اقليم كردستان «المنتهية ولايته كما يجب التذكير» مسعود برزاني, ورَفض بغداد الحاسم لدورهما هذا, كون المسألة ليس من اختصاصهما بل هي من صميم عمل الحكومة والبرلمان. وفيما جاء رد اطراف الائتلاف المشارِك في حكومة العبادي غاضباً على المساعي التي قام بها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في اربيل. وفيما تتواتر انباء عن قمة «ثُلاثية» تُعقَد في بغداد بمشاركة رئيسي ايران وتركيا ورئيس الوزراء العراقي, الذي رَفَضَ الالتحاق بقمة روحاني اردوغان التي التأمت في طهران قبل ايام، كون الموضوع «عراقِي» بالدرجة الاولى, ما يعني ان «القرارات» يجب ان تصدُر من بغداد. وفيما تتسرب انباء عن قبول عراقي باقتراح وضع خاص لمدينة «كركوك» يتولى «اهاليها» حكم انفسهم ولكن بتوَلّي الحكومة العراقية مسؤولية الأمن فيها، كحل وسط لوضع المدينة المُتنازَع عليها والتي ترفض بغداد سيطرة الكرد عليها منذ الثاني عشر من حزيران 2014 عندما احتلّ داعش الموصل, واجتياح الكرد كركوك باسطين سيطرتهم الكاملة عليها. وفيما تزداد الازمة الاقتصادية والمخاوف الشعبية داخل اقليم كردستان, وتتنامى المعارضة لخيار الاستفتاء الذي لجأ اليه برزاني في الخامس والعشرين من ايلول الماضي, ولاقى معارضة شبه شاملة اقليمية ودولية, محمولة على اجراءات عقابية كإغلاق الحدود والتهديد بمنع تصدير نفط الاقليم عبر ميناء جيهان التركي, واغلاق الاجواء وغيرها من العقوبات التي يمكن للدول المجاورة للإقليم ان تلجأ اليها بهدف خنقه (وهي عازِمة على ذلك, إلّا اذا خرج احد الاطراف الثلاثة المعنية على الإجماع المُعلَن)..
 
في خضم ذلك كله وبعد ان حسمت بغداد (حتى الان) امرها واشترطت الغاء الاستفتاء والعودة الى خطوط 12/6/2014 (سيطرة الكرد على كركوك) والتزام الدستور الاتحادي وقرارات المحكمة الاتحادية، برز الى السطح اقتراح مثير ولافت يدعو الى قيام «كونفدرالية» رآه عبدالله ورتي عضو مجلس القيادة السياسية الكردية, الذي حلّ محل مجلس الاستفتاء ووصفته ارملة الرئيس الراحل جلال طالباني بانه (مجلس قيادة ثورة), ان اقتراح الكونفدرالية يُعتبَر افضل حل للوضع السياسي الحالي في العراق واقليم كردستان(..).
 
فهل ثمة فرصة لِحل كهذا؟
 
يقول احد انصار برزاني: ان مقترح الكونفدرالية طُرِحَ من خلال الطرف «الثالث» المُتمثِّل بدول الجوار وبعض دول العالم الاخرى، وتبنّاه قِسم من الحكومة والاطراف السياسية العراقية, لكنه حتى الان لم يُطرح بشكل «رسمي». هذا الكلام يستبطن موافقة كردية كون الكونفدرالية «ترتقي» بصيغة الإقليم الحالية(الفيدرالية) الى استقلال ناجز ومُعترَف به, حيث الكونفدرالية تقوم بين دولتين (او اكثر)مستقلتين, تمنح لاحدهما أو كليهما «الفيتو» وعدم الالتزام بقرارات لا تعجبها, فضلا عن كونها تمنح كل «دولة» في الكونفدرالية الحرية في اقامة علاقات عديدة مع دول اخرى، ليس بالضرورة ان توافِق عليها الدولة الاخرى (حتى لو كانت مركزية, كما هي حال العراق الآن).
 
لا تُعرَف حتى الان مواقف الاطراف الرئيسية وبخاصة بغداد من مقترح كهذا, شق طريقه فجأة الى مشهد الازمة المتدحرجة، والتي تبدو وكأنها مرشحة لمزيد من التصعيد, بعد ان اكد الرئيس التركي اردوغان: ان بلاده ستقاوِم «حزام الارهاب» الذي يسعى البعض لتطويق تركيا من العراق وسوريا «.. فضلا عن رد فعل حكومة بغداد والمكوِنات السياسية والحزبية وخصوصا المتشددة منها, التي انتقدت في تصريحات لاذعة محاولات علاوي والنجيفي وخصوصا الجبوري لتفكيك او حلحلة الازمة, وتمهيد الطريق لحوار بين بغداد واربيل, تُصرّ كل منها على تلبية شروطها وبخاصة اربيل التي تُبدي استعدادا للحوار ولكن دون شروط مُسبقة، فيما لا تتزحزح حكومة العبادي عن شروطها والتي يقف في مقدمتها إلغاء الاستفتاء واعتباره كأنه لم يكن.
 
الازمة في اقليم كردستان تتفاقَم, وسط انتقادات متصاعدة ومعارضة تبديها الاحزاب والهيئات المعارِضة لرئيس الاقليم وبخاصة بعد تداعيات تشييع الرئيس الراحل جلال طالباني وما رافق لفّ جثمانه بالعلم الكردي,من جدل لم يتوقف بعد, الامر الذي ادّى الى غضب في اوساط حزب الرئيس الراحل (الاتحاد الوطني) وتحميل مسؤولية انسحاب الوفود والشخصيات العراقية من التشييع لكوادرالحزب الديمقراطي الكردستاني(حزب بارزاني), ناهيك عما يرشح من ان برزاني يريد استثمار غياب الشخصية الكارزمية في قيادة الحزب المنافِس الاكبر لحزبه كي يسعى الى تمزيق هذا الحزب وإضعافه, وهو امر إن حدَث – وبخاصة بعد انشقاق القيادي فيه برهم صالح وتشكيله حزبا جديداً ـــ فانه سيمنح حزب برزاني (الديمقراطي الكردستاني) ريح إسناد, هو في حاجة اليها بعد ارتفاع الاصوات المعارِضة والمنتقِدة لخطوته المتسرعة وغير المحسوبة باجراء الاستفتاء, والتي تُنذِر بفقدان كل المكتسبات التي حققها الاقليم منذ ربع قرن وخصوصا منذ الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 وارتفاع أسهم الاقليم لدى دول عديدة رشّحته ذات يوم بان يكون «دبي» العراق, لكن الاستفتاء وضع حدا لأحلام كهذه, أقلّه في هذه المرحلة.
 
... هل يشق مقترح الكونفدرالية طريقه الى رأس جدول الاعمال العراقي الجديد؟.
 
.. الانتظار لن يطول, وبخاصة ان «عين»برزاني على الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في الأول من الشهر... الوشيك.
 
kharroub@jpf.com.jo