الغد-هآرتس
أسرة التحرير
في ليل السبت أول من أمس نشرت حماس شريطا مسجلا يبعث على تخوف عظيم على حياة آريه زلموفتش، من سكان نير عوز ابن 86، الذي اختطف من بيته الى قطاع غزة في 7 أكتوبر. في ذاك اليوم أعلنت حكومة تنزانيا بان كلمنس فليكس متنغا، طالب ابن 22 كان في كيبوتس ناحل عوز وواحد من اثنين من مواطنيها ممن اعتبروا مخطوفين، مات. قبل يومين من ذلك عثر على جثة المخطوفة يهوديت فايس، ابنة 64 من بيري، قرب مستشفى الشفاء: "لم نتمكن من الوصول اليها في الوقت المناسب"، قال الناطق العسكري دانييل هجاري. وقبل بضعة أيام من ذلك عثر قرب الشفاء على جثة نوعا مرتسيانو، مجندة المراقبة ابنة الـ 19 من موديعين والتي قتلت في أسر حماس – بعد أن نشرت حماس شريطا ظهرت فيه على قيد الحياة في الاسر.
يؤكد الواقع ما تصرخ به عائلات المخطوفين بدم قلبها: "كل لحظة تمر هي حرجة". وعلى الرغم من ذلك يبدو أن إسرائيل لا تسارع الى إقرار صفقة لتحرير المخطوفين وذلك أيضا لاعتبارات غير موضوعية – مثل ضغوط سياسية من اليمين المتطرف، وعلى رأسه ايتمار بن غفير، ضد التنازلات لحماس.
شيء كهذا لا يقبله العقل. يوجد في غزة نحو 240 شخصا مخطوفا – وبينهم رضع، أطفال، نساء وشيوخ، وفي نفس الوقت يبدو ان بنيامين نتنياهو قلق اكثر من مسألة بقاء حكومته مما هو قلق على حياتهم. لهذا السبب فانه يفضل تكريس وقته لصور العلاقات العامة التي يلعب فيها جنود ومجندات من الجيش الإسرائيلي أدوارا في حملته، ويهمه أقل ان يلتقي بعائلات المخطوفين (ومع عائلات ثكلى ومع عائلات اخليت من غلاف غزة وحدود الشمال).
في الأسبوع الماضي جرى الحديث عن صفقة سيتحرر فيها نحو 50 مخطوفا، وبعد ذلك نشر ان الولايات المتحدة وقطر تحاولان الدفع قدما بصفقة يتحرر فيها نحو 70 مخطوفا، على دفعتين. لكن في الوقت الذي يبحثون فيه اذا كان مجديا عقد مثل هذه الصفقة او غيرها تتواصل الحرب كل الوقت، وحياة المخطوفين في خطر. ثمة من يقول ان ضربات إضافية لحماس ستجبر يحيى السنوار على ان يوافق على تنازلات اكبر في المفاوضات. غير أن هذه الضربات لحماس من شأنها أن تعرض للخطر حياة المخطوفين. آخرون يخشون من أن الهدنة في القتال ستعطي حماس مهلة للانتعاش. بالتأكيد توجد هنا مخاطرة، لكن هنا المكان لان نذكر بان دور الجيش هو حماية المدنيين (المخطوفين في هذه الحالة)، وليس العكس.
امس كان مهرجان جماهيري امام ديوان رئيس الوزراء في القدس في ختام مسيرة استمرت لاربعة أيام انضم اليها نحو 25 الف شخص أرادوا الاحتجاج من أجل إعادة المخطوفين. ومسيرة واحدة أخرى كانت في ميدان المخطوفين. رسالتهما للحكومة حادة وواضحة: لن تكون صورة نصر دون إعادة المخطوفين. على الحكومة ان تتغلب على الترددات وان تعمل على الفور لاعادتهم الى الديار.