Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2018

مخيم جرش: طلاب المدارس يجمعون أطنان النفايات المتراكمة

 

صابرين الطعيمات
 
جرش –الغد-  لجأ أهالي مخيم جرش إلى حث طلاب المدارس بمختلف المراحل التعليمية، على تنظيف شوارع المخيم وجمع النفايات من أمام منازلهم ومدارسهم، بعد تقليص وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينين "الاونروا" لعدد عمال النظافة في المخيم، لمواجهة العجز في موازنة الوكالة والذي يقدر بـ 77 مليون دولار.
وقال أحد سكان المخيم وهو محمد الغزاوي أنه تم دعوة طلاب المدارس في المخيم يوم الجمعة الماضي لاحضار كل واحد مكنسة وكيس نفايات لغايات كنس الطرقات وجمع النفايات بالأكياس، بعد أن تحول المخيم إلى مكرهة صحية جراء تراكم أطنان من النفايات، منذ مطلع العام الحالي، خاصة وأن عمال النظافة ممنوعين من كنس الطرقات بقرار من الوكالة، لقلة عددهم.
وأوضح الغزاوي أن هذه المبادرات التي استهدفت مختلف الفئات في المخيم تهدف إلى الحفاظ على نظافة المخيم، الذي يعيشون فيه، لعدم توفر أي خيارات أخرى تخفف من حدة المشكلة التي قد تتحول إلى كارثة بيئية قريبا، إذا ما استمر الوضع كما عليه الآن.
بدوره قال الناشط محمد الخطيب أن أهالي المخيم يثبتون بمبادراتهم الفردية والجماعية، أنهم يعيشون في مخيمات نظيفة وجميلة، ولا يقبلون تراكم أطنان النفايات أمام منازلهم وفي شوارعهم وأسواقهم.
وبين الخطيب أن كل أهالي المخيم يقومون بالتنظيف يوميا، بالإضافة إلى الطلاب الذين تم دعوتهم إلى المشاركة في تنظيف المخيم، لتنمية القيم الخلاقة فيهم، وتعويدهم على تنظيف المكان الذين يعيشون فيه مهما كانت ظروفهم.
إلى ذلك قال إبراهيم الجلاد إن الطلاب هم شريحة كبيرة في المخيم، ومساهمتهم في تنظيف المكان الذين يعيشون فيه جزء من عاداتهم وتقاليدهم وتحملهم للمسؤولية، مشيرا إلى انهم قاموا بجمع كميات كبيرة من النفايات وتنظيف الطرقات والأزقة وأمام المدارس التي هي بيوتهم الثانية.
وقال الجلاد إن أبناء المخيم مستمرين في تحمل مسؤولية تنظيف المخيم يوميا، من خلال تنفيذ حملات فردية وجماعية، بيد أن الجلاد أكد أن هذه المشكلة تحتاج إلى حل جذري ودائم ولا تقبل الحلول المؤقتة، خاصة وأن درجات الحرارة توالي ارتفاعها بينما النفايات تتراكم وتتعفن ما قد يسبب كارثة بيئية ويفاقم من مشكلة القوارض والحشرات والذباب والبعوض وإنبعاث روائح كريهة جدا.
ويعتقد أن القيام بعميات جمع النفايات يحتاج إلى معدات خاصة وتوفر وسائل السلامة العامة، لان الجمع العشوائي للنفايات من قبل المواطنين وبمركبات غير مجهزة قد يؤدي إلى نقل الأمراض والأوبئة بينهم.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عودة أبو صوصين أن عدد العمال الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في المخيم من قبل الوكالة بسبب العجز في موازنتها والذي بلغ 77 مليون دولار بلغ 11 عاملا،  فيما عدد العمال المتبقي هو 14 عامل، 8 منهم فقط يعملون فعليا بشكل يومي في المخيم، الذي لا يقل عدد سكانه عن 15 ألف نسمة، مرجعا ذلك إلى أن الآخرين يحصلون على اجازات متنوعة.
وأضاف أن الخيار الوحيد أمام أبناء المخيم هو جمع النفايات بأنفسهم بشكل فردي وجماعي، على الرغم من عدم توفر وسائل السلامة العامة التي تمنع انتشار العدوى بينهم، سيما وأن موضوع النظافة لا يمكن التهاون فيه ولا يستطيع أبناء المخيم أن يعيشوا في المخيم بهذا الشكل.
وأوضح أن لجنة خدمات المخيم تقوم حاليا بمخاطبة كافة الجهات المعنية، بهف تصويب الوضع في المخيم لتجنيبه الوصول إلى كارثة بيئية محتمة، لا يمكن علاجها فيما بعد.
ولجأ أبناء مخيم جرش ومخيم سوف إلى دعوة بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحشد بعضهم وحثهم على جمع النفايات المتراكمة فيه منذ أسابيع، والتي تسببت في إنبعاث روائح كريهة جدا بعد تعفن النفايات، كون أبناء المخيم هم الأكثر تضررا من قرار الوكالة بتخفيض عدد عمال الوطن.
إلى ذلك تقوم سيدات من مخيم جرش يوميا بجمع النفايات من الشوارع القريبة من بيوتهن وكنس الطرقات وجمع النفايات المبعثرة، للحد من المشاكل البيئة والصحية الناجمة عن تراكم النفايات في طرقات المخيم وفق فاطمة أبو جودة.
وتمنت أبو جودة من جميع سيدات المخيم المشاركة في جمع النفايات يوميا، وتنظيف المنطقة التي تحيط ببيتها، حتى يتم السيطرة على وضع النظافة في المخيم، سيما مع عدم توفر أي خيار آخر لسكان المخيم وإصرار الوكالة على تخفيض عدد عمال الوطن والذين يقدمون أفضل خدمة بيئية للمجتمع.
وكانت "الاونروا" قامت بتقليص عدد عمال الوطن في مخيم جرش من 25 عاملا إلى 14 عامل فقط، بعد توقف دول عن دعمها، في الوقت الذي تقدم فيه خدمات بيئية وصحية وتعليمية للاجئيين.