Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Aug-2019

رشا الخطيب تتأمل وتدرس «أدب الرحلات.. ورحلات عربية مبكرة إلى الغرب»

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

ألقت الدكتورة رشا الخطيب محاضرة مساء السبت الماضي، في منتدى الرواد الكبار، محاضرة حملت عنوان «إطلالة على أدب الرحلات ورحلات عربية مبكرة إلى الغرب»، أدارتها القاصة سحر ملص، وسط حضور من المهتمين بأدب الرحلات.
مديرة المنتدى هيفاء البشير القت كلمة ترحيبية بالخطيب الحاصلة على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات في العام 2017، مشيرة إلى أن أدب الرحلات يُعدّ من الآداب المميزة بما يحمله في طياته من أسلوب خاص وتوجه معين للقارئ، فهو يتحدث عن رحلة حقيقية للكاتب شاهدها بأم عينه، وتعرض فيها لمصادفات ومخاطر وتضيف الناس الذين صادفهم، والبلدان التي زارها.
من جانبها قالت د. الخطيب، كان للرحلة أهمية كبيرة في التراث العربي من حيث إنها أغنت علم الجغرافيا من خلال كتب المسالك والممالك، وكذلك قدمت للأدب أساليب أدبية وفنية متنوعة في الكتابة السردية والقصصية، وكثير مما أورده الرحالة في مذكراتهم يمكن أن يأخذ سبيله إلى عالم الأدب والخيال كأنموذج على الوصف الحي، وهو يمتاز بشيء نفتقده في أدبنا ألا وهو الانصراف عن الزخارف اللفظية والاهتمام بالتعبير السهل والتجربة الشخصية، مما لا نجده أحياناً عند كبار الأدباء.
ولفتت الخطيب إلى أن الرحلة كانت أحد أعمدة الحضارة العربية الإسلامية؛ لأن الرحلة وسيلة من وسائل جمع المعارف واكتشاف الآخر، وكذلك إثارة الشعور بالمنافسة والرغبة في التفوق «وهذا لم يكن ممكناً والعربي في خيمته»، وتطرقت إلى ثلاثة رحالات هي:»رحلة أفوقاي الأندلسي إلى فرنسا وهولندا 1611-1613»، «ورحلة الأمير فخر الدين المعني إلى إيطاليا 1613-1618»، «ورحلة الخوري إلياس بن حنا الموصلي إلى أميركا سنة 1675-1683»، مشيرة إلى أن هذه الرحلات هي من الرحلات العربية المبكرة إلى الغرب، وهي تجعل الحكم الشائع بأن الرحلات في القرن السابع عشر قد توقفت أو تراجعت إلى حد كبير- حكما غير دقيق. كما يجمعها انتماء الرحالة الثلاثة فيها إلى طبقة خاصة قريبة من الحكام -والأمير فخر الدين هو نفسه حاكم جبل لبنان والشوف والبقاع تحت لواء الدولة العثمانية- .
 وأضافت الخطيب: تشترك ثلاثتها في أنها مكتوبة بلغة متواضعة الأسلوب، بما يكشف عن مستوى التعليم في ذلك العهد، حتى بين من نعتقد أنهم كانوا في وضع يختلف عن عامة الناس، مبينة ان الرحلة في أصل معناها انتقالٌ حقيقي في المكان، وهذا يحدث لكثير من الناس، كما ان الرحلات التي يهتم بها أدب الرحلة هي الرحلات الواقعية التي تمَّت- وليست الخيالية مثلا، مشيرة إلى أن أبسط تعريف لأدب الرحلة: هو النوع الأدبي الذي يتخذ الرحلة موضوعاً. أو هو الرحلة عندما تُكتَب...ولكن!!! ليست كل كتابة عن رحلةٍ ما- تعد نصاً من أدب الرحلة؛ فلا تكون الرحلةُ أدباً إلا إذا مزج الرحالةُ فيها بين التسجيل وبين شعوره الخاص تجاه ما يسجله. وإنجاز الرحلة كتابةً، يتطلب أن يكون الرحالةُ على قدر من الثقافة يؤهله لنقل أحداث سفره إلى كتابة.
كما تناولت الخطيب أنماط كتابة الرحلة وهي: نمط متزامن مع الرحلة: وهو عادة لا يغطي مراحلها كاملة «مثل رحلة الخوري إلياس الموصلي، والبطريريك مكاريوس الزعيم، وابن جبير..»، واخر لاحق للرحلة بعد انتهائها: مثل رحلة ابن بطوطة، وأفوقاي، وفخر الدين المعني...وغيرها. وإذا ما دُوِّنت الرحلة بعد سنوات من فعل الرحلة، فإن هذا يجعل الإدراك الفني لما وقع فيها مختلفاً في ذاكرة الرحالة.
وخلصت د. الخطيب، إلى أن أدب الرحلة استطاع فرض وجوده الأدبي، وأصبح انتماءُ الرحلة إلى حقول الأدب مُسَلَّمةً ثابتة. وتبرز الأدبية في نص الرحلة من خلال توظيف الأسلوب القصصي واستعمال الأدوات التي يستعين بها الأدباء في صياغة نصوصهم كالسرد والوصف والحوار، كما وينفتح نص الرحلة على أشكال متعددة «أدبية وغير أدبية»، منها:»السيرة الذاتية، التراجم، التاريخ، الجغرافيا السجلات الاجتماعية، الخانة الفارغة».