Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2018

شفافية وثقة بالمستقبل في حوار القائد مع شباب الوطن

 الراي - عكست الاصداء الايجابية لمضامين حوار جلالة الملك عبداالله الثاني مع طلبة كلية الأمير الحسين بن عبداالله الثاني للدراسات الدولية بالجامعة الاردنية، الثقة التي يوليها الاردنيون لجلالته والتفاؤل الذي يشاركون جلالته في مستقبل اقتصادنا الوطني والنجاح في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهنا في هذه المرحلة والتي بعض منها نشأ عن الضغوط الممارسة علينا لتغيير مواقفنا الثابتة والمعلنة من قضايا وملفات لا يمكن للاردن وتحت اي ظرف أن يستجيب لها او يفرّط بمسؤوليته تجاهها وفي مقدمتها مكان ومصير القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.

 
من هنا يمكن القول بثقة وتفاؤل بأن جلالة الملك في حواره ورهانه على شباب الاردن ودورهم المأمول في الحياة السياسية والمشاركة الشعبية والانخراط في ورشة البناء والتحديث والاصلاح إنما يضع قادة المستقبل هؤلاء أمام مسؤولياتهم وبخاصة في اشارة جلالته الى دور الاحزاب في الحياة السياسية الاردنية والضعف التي هي عليه الان وما يتوق جلالته وابناء شعبنا كافة من ان تكون هذه الاحزاب عند مستوى المسؤولية وان تسهم بفاعلية وانتماء في تفعيل الحياة السياسية والحزبية عبر برامج وآليات ونشاطات ومقاربة تغري الشباب الاردني بالانخراط فيها وتمنحهم الأمل بالتغيير بعيداً عن اي تأثيرات طائفية او مذهبية او جهوية او لخدمة اجندات خارجية او شخصية..
ما يعني في القراءة الملكية العميقة للمشهد الوطني هو أن نسير الى الأمام بالنسبة الى الاصلاح السياسي ولا بد من رؤية تشكيلة احزاب في ظل وجود كتل ليست على مستوى ما نتمنى من احزاب، بمعنى اننا لا نريد احزاباً تتقوقع في الجغرافيا او الدين وان يكون التمثيل على مستوى الوطن، تمثيل جاد وحقيقي في القضايا الاقتصادية كما في التعليم والصحة والضرائب.
 
اشارة جلالة الملك الى مسألة النظرة اليمينية في الدفاع واليسارية في النظرة الى التعليم والصحة، تكتسب أهمية اضافية في الطرح الملكي الشفاف والصريح الذي مثّله حوار جلالته مع طلبة الدراسات الدولية في كلية الأمير الحسين بن عبداالله الثاني في الجامعة الاردنية بتأكيد جلالته يمينيته في الدفاع ويساريته في الصحة والتعليم ولكن على قاعدة الانطلاق للعمل وفق برنامج للوطن لا للأشخاص او المناطق.
 
لهذا كان جلالته واضحاً ومشدّداً في دعوة الشباب الاردني الى الانخراط في الشأن الوطني بكل همة وثقة كونهم يمثلون الشباب كافة وانهم الاغلبية كما ان افكارهم تريح جلالته عندما يجلس اليهم ويحاورهم لأنهم في رأي جلالته الذي يشاركه الاردنيون كافة في ما ذهب اليه انهم بالفعل يعرفون ما هو المطلوب.
 
وكان نداء جلالة الملك المؤثر للشباب لافتاً بضرورة نقد المسؤول والضغط عليه وإلاّ نظل نحتمي بقوى تقليدية او عشائرية او مناطقية كمسؤولين او وزراء، بل نتمسك بسيادة القانون والغاء الواسطة وهذا لا يمكن له ان يتم سوى بالشفافية العالية تجاه هذه القضايا، إذا ما اردنا بالفعل حدوث تغيير مؤسسي وقيام الشباب على نحو خاص وضروري بتغيير الثقافة والمفهوم ازاء النظرة للكثير من القضايا وصولاً الى التطوير المنشود.
 
الثقة بالمستقبل التي تخلّلت كل اجابات ونقاشات جلالة الملك مع ابنائه الطلبة والقراءة الدقيقة والواقعية لمشهدنا الوطني وبخاصة تأكيده ان علاقاتنا الخارجية وبالرغم من امكاناتنا كدولة، لكن العالم يعلم أننا على الخارطة أكبر من حدودنا والاردني لا يكذب ويظل محافظاً على كلمته التي يقول، إذ ان ما يميز بلدنا عن باقي الدول ان الاردن في حالة الضغط عليه لا يوجد من هو اقوى منه، يزيد من قناعة الاردنيين بأننا نسير في الاتجاه الصحيح وأن قدرتنا على مواجهة التحديات وكتابة التاريخ رغم شح الموارد والامكانات، ستبقى ما يميز بلدنا وشعبنا كما ميزته في السنوات والحقب السابقة في ظل وحدتنا الوطنية وتماسكنا الذي قال جلالته بارتياح وثقة انه لا خوف لديه على التماسك الاردني.
 
رأينا