Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2019

عام دراسي صعب ينتظر التعليم العالي ومؤسساته*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-لم أتواصل بعد مع مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم؛ الدكتور نواف العجارمة، فالأسئلة كثيرة عن التحضيرات بل الاستعدادات لامتحان الثانوية العامة المرتقب بعد العيد، ولست أدري إن سبق أن مررنا بامتحان ثانوية مشابه، فعلاوة على أن نظام الامتحان تغير، وأصبح امتحانا واحدا لعدد «قليل» من المناهج مقارنة بنظامه السابق، فإننا وللمرة الأولى ربما في تاريخ امتحان الثانوية العامة، نشهد هذا العدد الكبير من الطلبة المتقدمين للامتحان، حيث تشير الأرقام الى حوالي 160 الف طالب وطالبة من مختلف البرامج والفروع سيتقدمون للامتحان، وهذا رقم مهول جدا مقارنة بالسنوات السابقة.

سيحين موعد الامتحان وسينتهي على خير بإذن الله، متمنين للطبة النجاح والتوفيق، ولوزارة التربية كذلك، أن تنجح وتقدم نموذجا سلسا من اجراءات الامتحان، ثم تقديم النتائج النهاية في موعد مثالي، واستقبال طلبات الطلبة المتقدمين للامتحان التكميلي، الذي سيأتي موعده بعد ظهور النتائج بأسابيع أو أيام، لكن في النهاية، ستظهر نتائج الثانوية العامة، وتصبح الكرة في ملعب التعليم العالي، ومؤسساته العامة والخاصة، وهي في اختبار عسير بلا شك، نظرا لحزمة الأسباب المتعلقة بالقدرة الاستيعابية المعروفة، وكذلك الأمر بالنسبة لمعايير الاعتماد، حيث تقوم هيئة الاعتماد بنشر أرقامها والتخصصات التي تنطبق عليها المعايير، والقدرة الاستيعابية لكل جامعة حسب تلك التخصصات.. ومن المتوقع أن يتم اغلاق بعض التخصصات الراكدة في كثير من الجامعات، ويزداد الأمر تعقيدا، حيث لا يمكن أن تستوعب الجامعات فوق طاقاتها المعروفة، علما أنها تحملت عبئا استثنائيا في العام الدراسي الحالي، لا سيما بعد نتائج آخر دورة شتوية للثانوية العامة، حيث استقبلت الجامعات حوالي 8 آلاف طالب فوق طاقتها الاستيعابية، تجاوزا على كل المعايير، ودون قرار أو علم ولا موافقة من قبل هيئة الاعتماد! وتم الصمت عن مثل هذا التجاوز باعتبار أنها حالة استثنائية ناتجة عن تغييرات كثيرة طرأت على الثانوية العامة ومخرجاتها، ويبدو بأننا سنشهد حالة استثنائية أكثر حرجا بداية العام الدراسي الجامعي القادم، وربما تكون لمرة واحدة أيضا.
للموضوعية؛ نحن لا يمكننا أن نحدد ملامح العام الدراسي الجامعي القادم، إلا بعد أن تقدم الجامعات تقاريرها حول قدرتها الاستيعابية، وعدد الطلبة الذين يمكنها استقبالهم في العام القادم وفي كل التخصصات، ثم تظهر نتائج الثانوية العامة، وبعدها يصبح المشهد واضحا، لكنه سيكون صعبا، وسوف تحتاج وزارة ومجلس التعليم العالي الى قرارات صعبة، لاستيعاب الطلبة الجدد، وهي ربما سيتم اتخاذها لمرة واحدة، لأننا أمام مخرجات امتحان ثانوية جديد نسبيا، وعدد الطلبة الكبير طبيعي، فمن بينهم نسبة كبيرة من طلبة السنوات السابقة الذين لم يتجاوزوا امتحان الثانوية سابقا، أو الراغبين بتقديمه لتحصيل معدلات أعلى، حيث قرروا الاستفادة من بعض التغييرات التي كانت سابقا تحصر فرصهم في عدد مرات التقدم للامتحان، حيث قامت وزارة التربية والتعليم بتغيير تلك التعليمات، وجعلتها مفتوحة وغير محصورة بعدد مرات.
وزارة التربية وعلى الدوام تنشر كل جديد متعلق بالثانوية العامة وامتحانها، لكن ثمة أسئلة ذات بعد رؤيوي، تتحدث عن الاحتمالات والتوقعات، وهي تستدعي إجابات من وزارة التربية والتعليم بلا شك، لكنها تحتاج الى إجابات أكثر وضوحا من منظومة التعليم العالي، فمؤسساته ومجلسه هم من يتحمل العبء الأكبر، والوطن في النهاية هو من سيرث النتائج والمخرجات ..
وتفاءلوا بالخير يا قوم.. تجدوه.