Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

معارضو سوتشي.. محكمون بـ«العزلة» والفشل - محمد خروب

الراي -  ليس سوى «أمر عمليات» أصدرته الغرف السوداء إياها، كي يُعلِن معارضو منصة الرياض الذين ما يزالون يصفون انفسهم بـ»إئتلاف الثورة والمعارضة» (حيث لا ثورة ولا معارضة كي لا ينسى أحد) واحتكروا لأنفسهم او هكذا اراد المُشغّلون والمُموّلون والرُعاة، بأنهم في «هيئة التفاوض» لن يشارِكوا في مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الشامل, المنوي عقده في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 الجاري.

 
وحتى لا يذهبّن أحد بعيداً في تصوير «المقاطَعة» المبرمَجة وغير البريئة هذه، فإن علينا عدم تجاهل التطورات المتلاحِقة التي حدثت في الاسبوعين الاخيرين, وبخاصة على صعيد العدوان التركي على مدينة عفرين, والذي أتخذ لنفسه هذه المرة اسم «غصن الزيتون», فيما هو لا يمتّ بأي صلة لرمزية هذا الغصن الذي يعني «السلام», حيث تتساقط القنابل التركية/الأطلسية من البر والجو على المدنيين في هذه المنطقة السورية المنكوبة, ويدفع المدنيون ثمن هذه الغطرسة التركية التي أخذت بُعداً خطيراً من خلال التصريحات «الاستعمارية» التي يطلقها الرئيس التركي, عندما يقول: بأن جيوشه لن تتوقف عند عفرين بل ستتجاوزها الى منبج, وستواصِل طريقها نحو الحدود العراقية، ما يعني ان اردوغان لن يمنح اي اعتبار لسيادة سوريا كدولة مستقلِة ترفض هذا الاجتياح الغاشم, بل وايضاً في فرض نفسه «ودولته» وايديولوجيته التوسعية على دول المنطقة العربية وشعوبها, دون اي اهتمام بالقانون الدولي.
 
قابَل ذلك – وهنا يكمن حجم التلاقي بين المشروعين الاميركي والتركي الاستعماريين للمنطقة العربية رغم ما يقال في وسائل الاعلام وما يتم الترويج له تضليلاً بان احتمالات المواجهة «العسكرية» بين انقرة وواشنطن واردة – قابَلَه غزَل اميركي...هدفه «الظاه»ر استرضاء انقرة عبر الاقتراح الخبيث الذي طرحه وزير الخارجية تيلرسون, إنشاء منطقة أمنيّة في شمال سوريا بعمق «30 «كيلومتراً داخل الاراضي السورية, كي يُبدّد مخاوف تركيا (..) لكن اردوغان – في ما يبدو – رفض اقتراحاً كهذا, واعلن المضي قُدماً في عمليته العسكرية (إقرأ مغامرته غير المحسوبة).. دون إهمال معنى نفض واشنطن يدها من الإجتياح التركي لعفرين.
 
هنا والآن... يصعب فصل الاحبولات السياسية والدبلوماسية التي رافقت التصعيد الاميركي التركي, (كل بطريقته واساليبه ورهاناته على تحالفاته التي يبدو انها مرشحة للانهيار والتفكك )بعد ان «اكتشف» كرد سوريا ان «حليفتهم» العظمى.. خذلتهم وادارت ظهرها لهم, وإن كان بعضهم (داخل الصف الكردي السوري) ما يزال يراهن على ان زعيمة «العالم الحر».. لن تتخلى عنهم في النهاية, وهي مجرد اوهام وخزعبلات لن تتحقق.
 
نقول: يصعب فصل مقاطعة معارضات الخارج المتمثلة في هيئة التفاوض السورية, التي يرأسها نصر الحريري مؤتمر سوتشي, والإدعاء المزيّف والمختلَق الذي استند اليه هؤلاء لتبرير المقاطعة بالقول: «ان روسيا فشلت في توفير الضمانات المطلوبة لحضورها...المؤتمر» متكئاً أحد «رموزهم» وهو احمد رمضان مسؤول الدائرة الاعلامية في إئتلاف منصة الرياض على ان «طائرات روسيا ما زالت تقصف الغوطة الشرقية وريف ادلب».
 
تحكم هيئة التفاوض ومنصة الرياض على نفسيهما بالعزلة وانتهاء الدور الضعيف والمفبرك أصلاً, إذا ما أصرّا على مقاطعة مؤتمر وطني سوريا على هذه الشمولية السياسية والاجتماعية التي يمثلها مختلف الطيف السوري.... موالاة ومعارَضة، ومحاولتهما شيطنة المؤتمر والتساوق مع المؤامرة الاميركية المكشوفة والمعلَنة لتقسيم سوريا وإقامة كيان مصطنَع في منطقة شرقي الفرات، انما يُسهم في رفع الغطاء عنهم وظهورهم كمن يواصل دور الدمى والأدوات في يد الاجنبي – رغم هزال وهشاشة تمثيلهم على ارض الواقع.. سورياً – وهو ما ظهر على الملأ في كيفية تشكيل منصة الرياض, والشكل الذي ظهرت عليه هيئة التفاوض الجديدة بعد ان التحقت بها في اللحظة الاخيرة منصتا القاهرة وموسكو، حيث المنصة الاخيرة (موسكو) ترفض قرار مقاطعة سوتشي, فيما يحتمَل ان يكون لمنصة القاهرة موقفاً مماثلاً، او تتعرض «كل» المنصات لانشقاقات وانسحابات تقضي الى مشارَكة عشرات من اعضائها في جلسات سوتشي, ما ينزع عنها الصفة التمثيلية الاحتكارية التي حاولت هيئة التفاوض كما منصة الرياض.. الظهور بها.
 
التذرّع بما يجري في الغوطة الشرقية, لا يعدو كونه أكذوبة مؤسطرة طال استغلالها حيث انكشفت «اللعبة» بالقصف العشوائي لاحياء دمشق وسقوط العشرات من الضحايا المدنيين, جرّاء ارتكابات العصابات المسلحة التي تحتمي بالمدنيين في الغوطة وتتخذ منهم على اريافها, وصولاً الى تحرير مدينة ادلب نفسها, التي باتت الموقع الاخير للمجموعات الارهابية التي راهن عليها وما يزال الرئيس دروعاً بشرية، فيما ما يقوم به الجيش السوري في محافظة ادلب هو مطاردة وتصفية بقايا داعش والنصرة واستعادة السيادة الوطنية التركي, حيث يستعين جيشه «الآن» بهم, ليكونوا في مقدمة اجتياحه الاراضي العربية السورية.
 
الساعات المقبِلة ستكشف – وخصوصاً اذا ما قاطعت الأمم المتحدة (عبر وسيطها دي ميستورا)، مؤتمر سوتشي, وواصل الاميركيون وحلفاؤهم في المنطقة مناوراتهم لتعطيل انعقاد المؤتمر، وإظهار روسيا «فاشلة» في جهودها, وتحميلها مسؤولية الكذبة التي اخترعوها وهي ان «الهدف» من سوتشي هو دفن مسار جنيف واحتكار موسكو للملف السوري، وهو أمر نحسب انه ستكون له تداعياته الميدانية والسياسية, وسيدخِل الأزمة السورية طوراً جديداً, خصوصاً إذا ما تواصّل الكباش الاميركي التركي (المفتعل كي نتذكر) تراشقه «الإعلامي»، ولن تعدم موسكو كما دمشق وسائل الرد وإفشال هذه المؤامرة الاميركية التركية المحكومة بالفشل.
kharroub@jpf.com.jo