Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jul-2018

الزيارات المكوكية لوزراء حكومة الرزاز - الدكتور رائد وليد

الراي -  الزيارات المكوكية لوزراء حكومة الرزاز ملفتة للنظر بتركيزها على محافظة الطفيلة ، وكأن بوابة الثقة وطرح برنامجها هو الطفيلة ، نعم الطفيلة ، لماذا اختار وزراء الرزاز في بداية مشوارهم الوزاري الخروج من عمان والانطلاق مهرولين ومسرعين بالسيارات الوزارية باتجاه الجنوب؟! لمدينة قابعة في خاصرة جبال الشراه لتعانق الاغوار فتكون بامتياز شفة غورية متعددت التضاريس والمناخات، وهذا ما لايعرفه وزراء الرزاز فهم لايعرفون تضاريس ومناخ المدينة البتة ، لماذا اختار مجموعة من وزراء الرزاز لتقديم أنفسهم للشعب في زيارات مكوكية للطفيلة التي لم تكن تعني لهم شيئاً قبل الدخول في الوزارة ؟! بل اعتقد جازما أن بعضهم لا يعرفها إلا من ضمن تعداد المحافظات الأردنية .

هل حمل هؤلاء الوزراء معهم خططهم الاستراتيجية للمدينة ولوزاراتهم ثم نوقشت في الطفيلة أم هل اطّلع هؤلاء الوزراء على ما خُطِّط له من اسلافهم، ومن ثم إنجازه من قبل الوزراء السابقين لتلك المدينة وأهل المدينة ومتابعته؟ هل يملك هؤلاء الوزراء رؤية حقيقية قابلة للتنفيذعلى أرض الواقع ؟! أم هي زيارات استعراضية أمام القصر وأعضاء الحكومة وتسجيل مواقف أمام الناخبين والشعب؟! هأناذا قد خرجت من مكتبي في عمان الى الميدان وتوجهت الى منطقة جميلة ساحرة بعيدة عن جنون وصخب العاصمة، و يكمن في داخله ( زيارة سياحية اعرف وطنك ) ، فكانت زيارة وزارية مكوكية سياحية تحت ميزات وعنوان الوظيفة الجديدة وميزاتها من سيارة فارهة وسائق ومرافقين ، وترحيب وتهليل مليئ بعبارات جوفاء لمعاليه ومعاليها من مستقبلين تفرغوا او فُرّغوا وتركوا مكاتبهم وأشغالهم للاستماع إلى معاليه وما في حقيبته من خطط ودعم ومشاريع خاصة بالمحافظة، تتناسب مع طبيعة الزيارة وحجمها ومقامها الآني فقط ولا تتعداها إلى ابعد من ذلك للتوقف عند الجيزة الى ما قبل المطار ولا يسمح لها بالدخول إلى الرابع.
نعم إنها زيارة وزارية مكوكية فارغة من كل شيء إلا من اللقاء وقتل الوقت الثمين بعدم تواجده في مكتبه في عمان وإدارة فروع الوزارة في المحافظة وكل من رحب به من مسؤولين انشغلوا بالاستقبال وأظهروا الحفاوة ومارسوا التمثيل والنفاق الوظيفي، وإلقاء الكلمات لإظهار مدى السعادة بقدوم الوزير ليقدم لهم ثرثرة حكومية تخديرية ؛ فهي خالية من كل معنى استراتيجي إداري ومشاريعي ، فهي زيارة مظهرية بامتياز كما هو مزروع في داخل هؤلاء الأشخاص ومكنوناتهم من حب للمظهرية وحب الأنا ،والسباق المحموم امام القصر ورئيس الحكومة بأنني نعم أنا أشتغل.
ولاننسى أن كل زياراتهم لم تغطِّ التكلفة المادية وهدر الوقت للوزير والمرافقين والمستقبلين باختلاف مسمياتهم وعنوانيهم الوظيفية والمراجعين الذين أُلغِيتْ مراجعتهم لكل الأطراف . لماذا لم يكتفِ الوزير بإيجاد مدير يمثله في المحافظة يحقق وينفذ استراتيجية الوزارة ومن ثم يعتمد عليه في التواصل ...؟
لماذا حبّ المظهرية والاستعراض - الفارغ من الإنجاز - على مستوى الوزارة ومستوى الوطن والمحافظة التي تحظى بهذا الاهتمام وتحميلها مالاتطيق حمله؟! ولذا هذا أحد أهم الأسباب في عدم نمو حقيقي للمحافظة في المجالات كافة لاتشغلونا بزياراتكم اعملوا وقوموا بواجباتكم بصمت ولاتعلّموا الناس النفاق الوظيفي .
لذا هذه الزيارات الوزارية المكوكية ما نتائجها ومن يتابعها؟! أمام الإعلام وأمام الناس ومامنجزات تلك الزيارة وماذا قدمت؟! هل قدمت مشاريع استثمارية جديدة لأفراد مجتمع المحافظة؟ هل خففت من الفقر والبطالة التي نتنطع بهما إعلاميا ؟ هل أبعدت الشباب عن التفكير بالوظائف الحكومية وأوجدت البديل الانتقال بهم إلى مشاريع إنتاجية تدعمها الوزارة ...؟! اليس من المفترض وغير الملزم لمعاليها ومعاليه أن يجلس مع الشريحة أو الفئات المستهدفة من الزيارة بعيدا عن زيارة الجامعة والالتقاء برئيسها ونوابه وعمدائها وتضييع للوقت كما أسلفت....؟!
الطريق إلى الطفيلة يحتاج لساعتين بالسيارة أي أربع ساعات ذهاباً وإياباً اليس من الطبيعي يحتاج إلى الإقامة في المحافظة ليومين على الأقل للاطلاع على الواقع المعيشي فيها؟؟