Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2019

الكنيسة تتصدى للمثلية والشذوذ*د. جلال فاخوري

 الراي-تعيش الكنيسة المارونية في لبنان في مجتمع أبسط ما يوسم به أنه مجتمع مدني فوضوي رغم التناقض الحاد بين المدنية والطائفية والاثنية والفساد والقتل وما إلى ذلك من قضاء مسيس.

 
الكنيسة المارونية تلعب دوراً مهماً بصناعة القرار كمحور مهم لجميع الطوائف من مختلف الاديان ورغم ان سقوف الاعداد الاسلامية تفوق مثيلتها من مسيحية ودروز وشيعة إلا ان دور الكنيسة ظل محتفظاً بأهميته لا كمرجع ديني فحسب بل حلقة وصل مهمة بين مختلف الطوائف ومركز مرجعي لدى الدول التي تتعامل مع لبنان كبلد متقدم ذي أهمية مسيحية خاصة ضمن هذا الدور المؤثر والفعال فالكنيسة المارونية اليوم تتصدى لموضوع مهم لدى المسيحية والاسلام وهو موضوع الشذوذ الجنسي (المثلية) الذي يستند اصحابه إلى الحرية غير المقيدة.
 
ومن اللافت أن التلفزيون اللبناني الخاص منه يعرض نماذج من هذا الشذوذ تحت ستار ديمقراطي وحيث عرض أخيراً نموذجاً قبيحاً من أصحاب المثلية وهم يتحدثون بحرية وفخر عن شذوذهم دون رادع اخلاقي او ديني او تأنيب الضمير ويدعون العلمانية البريئة.
 
إن تشريعات الزواج في الاديان هي تشريعات سماوية لا تقبل الاعتداء عليها او اختراقها او تفسيرها تفسيراً لا اخلاقياً او علمياً او مدنياً. من هنا فإن دور الكنيسة يتجسد في الدفاع عن الاديان يعادلها في ذلك دور المسجد وتتماه الكنيسة والمسجد في محاربة الحرية السالبة على المجتمع والفرد فالتقدم الحضاري المستند إلى العلم والمجتمعات المدنية القائمة على العلمانية والديمقراطية والعقلانية ترفض مثل هذا التقدم الفوضوي باسم الحرية ومن هنا فإن الكنيسة والمسجد إذ ترفضان وتقاومان مثل هذه المفاهيم المشوهة والخارجة عن الاديان فإنها تحافظ على القيم المجتمعية والتماسك الانساني ولا تدع الانحدار بالمستوى الاخلاقي يصل إلى مستوى التدمير.
 
قد يدفع المتعولمون وبعض الليبراليين والملاحدة بضرورة ان تلحق القيم والاخلاق بالتقدم العلمي لكن احد مهام العلم المهمة هي المحافظة على الموروث من المفاهيم والقيم والوعي الاولي على بقاء الثوابت الاخلاقية هي الركائز التي تبني المجتمعات عليها تقدمها.
 
فالكنيسة قاومت ولا تزال الزواج المدني والان تتصدى للمثلية والشذوذ وهو دورها الاساس في الاسهام بإنشاء حضارة واعية على الدين والاخلاق والضمير والقيم الروحية من هنا نرى ان دور الكنيسة والمسجد يوسعان مهامهما ليتصديا لكل خروج عن الاديان والمفاهيم الروحية.