لم يتوقع أي من المتابعين الخسارة الثقيلة التي مني بها الجزيرة أمام الجيش السوري بثلاثية دون رد، في الدور قبل النهائي لمنطقة غرب آسيا، ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي.

 

وشكلت الخسارة صدمة كبيرة لجماهير كرة القدم الأردنية بصورة عامة، التي توقعت أن يظهر الجزيرة بصورة مغايرة، كتلك التي ظهر عليها في الدور الأول، حينما تصدر المجموعة الثانية عن جدارة واستحقاق بـ(5) انتصارات وتعادل وحيد.

 

ولم يقدم نجوم الجزيرة العرض المنتظر في المواجهة التي جرت في البحرين، حيث غاب الترابط بين صفوف الفريق، ولم تظهر النجاعة الهجومية التي اعتدنا عليها، ولا حتى الصلابة الدفاعية التي طالما تحلى بها «الأحمر»، ويبدو أن فترة التوقف الطويلة التي عاشها الفريق منذ انتهاء منافسات الموسم الماضي لعبت دوراً سلبياً انعكس على الأداء العام، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن المشاكل الإدارية التي أرخت بظلالها على الأجواء العامة والمتعلقة بالديون المتراكمة على النادي كان لها سبب بارز أيضاً بالانتكاسة.

 

عموماً، فإن ما حصل بات من الماضي، وعلى الفريق طي الصفحة والاستعداد لمباراة العودة المقررة في ستاد عمان يوم الثلاثاء المقبل، صحيح أن نتيجة الذهاب كانت ثقيلة، لكن الجزيرة قادر بمشيئة الله على تصحيح المسار والتعويض، شريطة توفر العديد من العوامل، أهمها إبعاد اللاعبين عن أي أجواء خلافات سلبية، وأيضاً أن يتحلى النجوم بأقصى عزيمة ممكنة، والإيمان بقدرتهم على قلب طاولة التوقعات، فالفريق إن ظهر بنفس الأداء الذي ظهر عليه في الدور الأول للبطولة، قادر على تحقيق الفوز بنتيجة كبيرة وانتزاع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لمنطقة غرب آسيا للمرة الثانية على التوالي، وهنا يقع دور الجهاز الفني بقيادة التونسي «المتميز» شهاب الليلي، باختيار طريقة لعب متوازنة، تضمن تنفيذ الواجبات الهجومية بصورة فاعلة، دون إغفال للواجبات الدفاعية التي ستكون في غاية الأهمية، لأن تلقي هدف سيُوجه المهمة نحو الاستحالة.

 

الثقة كبيرة بالجزيرة وجهازه الفني، للخروج من الحالة السلبية جراء الخسارة غير المتوقعة، والدخول إلى مواجهة الإياب بروح معنوية مغايرة.

 

كما أن دوراً لا يقل أهمية سيقع على عاتق جمهور كرة القدم الأردنية وليس جمهور الجزيرة فحسب، فالتواجد بكثافة لتشجيع وتحفيز ممثل الوطن سيكون له انعكاس إيجابي في شخذ الهمّة واستنهاض العزيمة.