Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Aug-2019

هجمة ضد البلد.. لمصلحة من؟!*حسين الرواشدة

 الدستور-يكفي ان ندقق في اجندة الاخبار والنقاشات العامة التي نتداولها على منصات التواصل الاجتماعي منذ شهور عديدة لنكتشف بان ثمة أيادٍ خفية ( هل هي خفية حقا ؟ ) تتعمد عن سابق قصد وضع وترتيب اولوياتنا .

قد يكون هذا مفهوما لدى الاكاديميين في المجال الاعلامي، وقد يكون ايضا مفهوما في سياق فهم سيكيولوجيا الجمهور الذي يبحث عن الاثارة، لكن الاخطر في الموضوع انه موجه في سياق هجمة مدروسة لتهشيم صورتنا الوطنية، والتشكيك في مؤسساتنا،واثارة الفزع والصدمة لدى اوسع فئات في مجتمعنا .
الوقائع التي تابعنا فصولها، سواء تعلقت بالحالة الامنية او الاخلاقية او السياسية او الاقتصادية ليست جديدة، فهي جزء من حركة المجتمع الذي لا يخلو من الانحرافات والتجاوزات والاخطاء، لكن ما استجد في الواقع هو الصورة التي اتاحت لنا عبر الهواتف الذكية ان نرى ما كنا لا نراه في السابق .
 من تحت هذه « الدهشة « التي تصنعها الصورة في «مجتمع الفرجة» والاستهلاك تسلل هؤلاء الذين اختطفوا « اجندة « اولوياتنا لكي يمارسوا علينا مهاراتهم في التشويه والصدمة، وكل غاياتهم ان يضربوا مجتمعنا في صميم وحدته واستقراره، وان يعبثوا بنواميسنا الوطنية، وينزعوا ثقتنا بانفسنا .
هنا يجب ان ننتبه. لا اتحدث عن « الاشاعات « التي اصبحت تملأ فضاءنا العام، ولا عن حالات « الفجور « في الخصومة السياسية التي استهدفت الشخصيات العامة، يهمني فقط في هذا المجال مسألتان : الاولى تتعلق بوجود الدولة ومرتكزاتها الاسياسية،وهذه تبدو مستهدفة من محاولات التشهيم، سواء صدرت من الداخل او الخارج، ونماذجها حاضرة في « الفيديوهات» والمقالات والبوستات والتغريدات التي تروج للتشكيك في البلد ومستقبله، والانتقاص من انجازاته وقدراته .
اما المسألة الاخرى فتتعلق بمؤسساتنا الامنية تحديدا،حيث لا نعدم هنا عشرات الامثلة التي تؤكد اننا امام «حملة « منظمة ومقصودة هدفها ارباك هذه المؤسسات وتجريحها وتشكيك الناس في ادائها، يكفي ان نتذكر بان مجرد نقد هذه المؤسسات الوطنية فيما مضى كان « خطا احمر « لندرك ان ما جرى الان من اساءة لها ليست قضية عبارة ولا بريئة، وانما خطيئة كبرى ومبرمجة تماما، وبالتالي لا يجوز ان نسكت عنها، او ان نتعامل معها بمنطق الاستكانة،فهي تمس استقرارنا وامننا وتماسكنا الاجتماعي،ولذا يجب مواجهتها بشكل حازم،والاخذ على يد من يقف وراءها بكل ما في القوانين من قوة.
بقي لدي نقطتان : الاولى هي ان بلدنا يواجه هجمة غير مسبوقة من الحصار والهجوم ومحاولات الاستقواء عليه، ربما تكون مفهومة في سياق التحولات التي تجري في العالم وفي الاقليم، لكن غير المفهوم هو ان يتبرع بعضنا ( لكي لا اقول يتعمد ) الالتحام فيها وركوب موجتها، لان ذلك يمثل اسوأ ما في المواطنة من اعتبارات، واخطر ما يمكن لبلد ان يوجهه من مؤامرات.
اما النقطة الثانية فهي تتعلق بمؤسساتنا الامنية التي تشكل اهم معاقلنا الوطنية، هذه يجب ان نتوافق على ان تبقى بعيدة عن « الخلط « والتراشق، وعن اختلافاتنا وتراشقاتنا السياسية والاعلامية، ليس فقط لانها تستحق ذلك بادائها، وانما لانها ايضا تشكل طوق الامان بالنسبة للدولة والمجتمع، ولان المساس بها «جريمة « بحق البلد واهله.