Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2019

التوتر مع عباس - ھارئیل عاموس
ھآرتس
 
الغد- التصاعد الجدید في التوتر الداخلي بین حماس والسلطة الفلسطینیة ھو الذي یعكس نفسھ الآن على الوضع الأمني على حدود قطاع غزة. كلما زاد رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس شدة منحى الانفصال عن القطاع، یزداد الضغط الاقتصادي الذي تتعرض لھ حماس. تبادل التھدیدات والاحداث العنیفة بین المعسكرین الفلسطینیین المتنافسین یھدد بتحطیم الھدوء (النسبي والجزئي جدا) الذي تم التوصل إلیھ في الأسابیع الاخیرة بین حماس وإسرائیل. ھذه الأمور تحدث في وقت غیر مریح لحكومة نتنیاھو بسبب الانتخابات القریبة.
مؤخرا قرر عباس اخلاء رجالھ من المعابر على حدود القطاع، الذین وصلوا الیھا قبل سنة تقریبا كخطوة اولى في اطار التفاھمات بشأن المصالحة التي لم تنفذ بین السلطة وحماس. في
نفس الوقت زاد عباس من شدة التھدیدات لتقلیص أموال اخرى من أموال المساعدة التي تنقلھا السلطة لحماس، من اجل التزود بالمیاه والكھرباء. رئیس السلطة قلق من الصعوبات الاقتصادیة التي ھو نفسھ غارق فیھا، على خلفیة تقلیص المساعدات الأمیركیة للسلطة ووكالة الغوث، الاونروا، التي تساعد الفلسطینیین في الضفة. ھذا أحد تفسیرات تھدیداتھ لحماس.
ولكن من وراء خطوات عباس یقف احباط اكبر یتعلق بشعوره أن حماس تأخذ منھ الأموال ولا تعطیھ أي شيء في المقابل. كما أن إسرائیل، حسب رأیھ، ترد على حماس باعتراف غیر مباشر بسیادتھا على القطاع بواسطة وقف فعلي لاطلاق النار وتسھیلات في الحصار، في حین أنھا تتجاھل كل دعوات السلطة الفلسطینیة لتجدید المفاوضات السیاسیة. من الجدیر التذكیر بأن موجات التصعید في القطاع بدأت في نھایة شھر آذار الماضي، مع بدایة ”مسیرات العودة“، كنتیجة للتقلیصات الاولى في المساعدة التي تمنحھا السلطة لحماس.
في الأسبوع الماضي كانت ھناك احداث عنیفة بین نشطاء حماس ونشطاء فتح في القطاع.
نشطاء فتح ارادوا احیاء الذكرى السنویة لتأسیس الحركة في الأول من كانون الثاني من خلال مسیرة. ولكن حماس منعت ذلك. بعد ذلك، تم الحدیث عن مسیرة اخرى، یبدو بمبادرة من مؤیدي محمد دحلان، عضو فتح المناوئ لعباس وقیادة السلطة. في ھذه الاثناء حدثت حادثة اخرى عندما قام عدد من الأشخاص، یوجد خلاف حول ھویتھم التنظیمیة، باقتحام قناة التلفاز المتماھیة مع السلطة في القطاع، ودمروا المعدات.
خطوات عباس تثیر قلق حماس على خلفیة احتمال المس بتزوید الكھرباء في ذروة فصل الشتاء. أیضا یبدو أن زعماء حماس وحتى المصریین یجدون صعوبة في قراءة خطوات عباس القادمة. التوتر الداخلي ینزلق مرة اخرى إلى الجبھة الامنیة. في یوم الاحد الماضي تم اطلاق عبوة ناسفة بواسطة طائرة مسیرة وبالونات على النقب. الجیش الإسرائیلي قصف ردا على ذلك موقعین لحماس.
في لیلة الاحد بعد ھدنة طویلة نسبیا، اطلق من القطاع صاروخ على عسقلان، وتم اعتراضھ من قبل القبة الحدیدیة.
في ھذه الاثناء یتم تعویق ادخال المساعدة المالیة القطریة الشھریة إلى القطاع، التي تبلغ 15 ملیون دولار، التي كان یتوقع أن تدخل قبل 10 كانون الثاني. یبدو أن التأخیر یتعلق بضغط فترة الانتخابات. وزیر الأمن السابق افیغدور لیبرمان ھاجم نتنیاھو دائما على استمرار تحویل اموال قطر لحماس. صور الاوراق النقدیة المحولة في الحقائب غیر مریحة لنتنیاھو بسبب تأثیرھا السيء على مصوتي الیمین.
مع ذلك، رئیس الحكومة لم ینحرف عن سیاستھ خلال السنة الاخیرة في القطاع. وقد ھدد حماس
مؤخرا من خلال الرسائل التي نقلھا بواسطة المخابرات المصریة، بأن لا تحاول اشعال الوضع على حدود القطاع في فترة الانتخابات لأن إسرائیل سترد بشدة استثنائیة. ولكن مع ذلك، التعلیمات لقادة الجیش الإسرائیلي فیما یتعلق باستخدام القوة في القطاع بقیت على حالھا: ضبط النفس، وبذل كل ما في استطاعتھم من اجل الحفاظ على الھدوء دون أن یؤدي إلى تصعید. ھذا صحیح حتى الآن، ھذا ما یریده القائد، وھو مفھوم جیدا في كل مستویات جھاز الامن.