Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2017

ماذا عن شرط الإعتراف بـِ«إسرائيل».. دولة «يهودية»؟ - محمد خروب

 الراي - في خضم الإحتفال الصاخِب والطويل الذي تقيمه الاوساط اليهودية وتلك المتصهينة في الغرب الاستعماري وبخاصة في الولايات المتحدة بالقرار الآثم الذي اتخذه الرئيس الـ»45، « وفي خضم الصوت العربي الرسمي الآخذ في معظمِه بالخفوت والتلاشي, بعد ان مرّت أو تكاد, عاصفة الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو الصهيوني, بما هو قرار يسعى لشطب تاريخ وهوية هذه المدينة العريقة بمعالمها الحضارية والدينية الاسلامية والمسيحية, وتجِد بين بعض العرب الذين لم تعنيهم القضية الفلسطينية ذات يوم او تسبِّب لهم قلقا او أرَقاً يجبرهم على دفع فاتورة منع تهويدها او دعم صمود شعبها الاعزل, الا مِن ايمانه بعدالة قضية واستعداده لمقارعة العدو الصهيوني, تجد بين هؤلاء من يدعو للتعايش مع هذا القرار ويذهب بعيدا في تقديم فروض الطاعة وتزوير التاريخ لصالِح اعداء الامة ومصالحها وحقوقها. يبرز في الاثناء (والايدي على القلوب) مخافة ان يخرج المزيد من هؤلاء «المستعرِبين» لتزكية وتعويم قرار ترمب, وتنفيس الاحتقانات والغضب الشعبي العربي العارم, الذي لا يجد من يسانده او يحميه، ما بدأ رئيس حكومة العدو الفاشي نتنياهو يروّج له, بدءا من باريس التي زارها مؤخرا ليهبط بعدها في بروكسل, واضعا «شرطاً» جديداً يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بقرار ترمب و»استيعابه» مُقدِمة لتحقيق السلام.. «عندما يستوعب الفلسطينيون حقيقة ان

القدس عاصمة اسرائيل، سيتحقق السلام» قال نتنياهو في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي ماكرون, علما ان الاخير
اعاد التأكيد على رفض بلاده للقرار الاميركي معلِّلا ذلك بانه (قرار ترمب) «يدوس» على القانون الدولي, الذي يَعتبِر القدس كبقية الاراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1967, تحكمها القرارات الدولية, وبالتالي فان باريس كبقية بلدان العالم «لا تعترف بضم القدس الشرقية من
قِبل اسرائيل» مضيفا الى ذلك ان القرار يُشكل خطرا على السلام في الشرق الاوسط.
نتنياهو كعادته لم يُعِر اهمية او اهتماما لاقوال الرئيس الفرنسي, وبخاصة ان ماكرون الذي ما يزال عند موقفه المعارض للخطوة
الاميركية, حذّر من ان الوقت ما يزال مبكرا للقول «بان الدور الاميركي كوسيط قد انتهى»، ما يعني اننا امام احتمال «بقاء» الموقف
الأوروبي عند حدوده الخجولة المعروفة, التي تمنح «تفويضاً مفتوحاً» لواشنطن لاحتكار «عملية السلام» في الشرق الاوسط (...) وبالتالي
انعدام احد الخيارات التي تطرحها بعض قيادات حركة فتح بـِ»البحث عن وسيط جديد» مثل الاتحاد الاوروبي, ما بالك روسيا والصين
اللتين ترفض اسرائيل بشدة ان تكونا في «مرتبة»ودور اميركا ، رغم وجود موسكو في الرباعية الدولية المُهمّشة اصلا, والتي لا دور
مؤثرا لها في هذا الشأن, ويتم استدعاؤها (اميركِياً) لنشر بيانات باهتة وكثيرا مضلَّلة (رغم الاعتراض الروسي) وكانت فترة الفاسد
الاكبر والمتآمر الدائم توني بلير «افضل» دليل على خواء رباعية كهذه, تُشارك فيها اضافة الى اميركا وروسيا...الاتحاد الاوروبي والامم
المتحدة.
غابَ - مؤقتاً - الشرط الاسرائيلي الاميركي (وبعض الاوروبي حتى لا يُخدَع احد) عن المشهد المُحتقِن الراهن، والذي تمسّك به نتنياهو
قبل استئناف المفاوضات «التي يدعو اليها دائما وبغير شروط مسبقة - وهو الاعتراف الفلسطيني باسرائيل «دولة يهودية
وديمقراطية».. واذ يرفض الفلسطينيون وبعض العرب شرطا مستحيلا كهذا, لعل من اسوأ نتائجه كارثية الغاء حق العودة ووضع
مصير فلسطينيي 48 في دائرة خطر الإبعاد والطرد الى خارج دولة اليهود هذه، فان الشرط الصهيوني «الجديد» الذي يتقدم عليه هو
الاعتراف»الفلسطيني» بالقدس عاصمة لاسرائيل، اذ سيكون الشرط السابق - الذي لم تتخَلّ اسرائيل عنه - تحصيل حاصل ــ ما دام
سيتم الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو، وهنا تستعيد الصهيونية مشوارها «المرحلي» المعروف والقائم على نظرية «دونم بعد
دونم.. وبرج بعد آخر»، على النحو الذي برز في قبول قرار التقسيم بحماسة, ثم فَرْض الامر الواقع بالهجمات العسكرية وبمساعدة من
بريطانيا المُستعمِرة على «اراضي الدولة الفلسطينية المفترَضة» الى ان انتهت وبعد اتفاقيات رودس بالسيطرة على 78 %من اراضي
فلسطين التاريخية, واستكملت قوات العدو «حرب التحرير» في عدوان 1967 لتُسيّطر على كامل اراضي فلسطين التاريخية, مضافا اليها
كـ»غنيمة حرب» سيناء وهضبة الجولان ولاحقا جنوب لبنان, قبل ان تضطر وتحت ضربات المقاومة اللبنانية الباسلة الهرب وذيلها بين
قدميها.
على شرط اسرائيل الاعتراف الفلسطيني بها دولة يهودية ديمقراطية.... أن ينتظر. فالوقت والمرحلة في صالح اسرائيل, ما دام ردّ
الفعل العربي على قرار ترمب قد بدأ بالخفوت وربما القبول بالأمر الواقع, على قاعدة النظام الرسمي العربي «العين لا تقاوِم المخرز»، اما
الان فان الاولوية(إسرائيلياً) لشرط الاعتراف الفلسطيني بالقدس عاصمة لليهود, اذا ما اراد الفلسطينيون لمفاوضات السلام ان تبدأ, واذا
ما أُريد للسلام الذي يعرضه التحالف الاميركي الصهيوني كـ»صفقة قرن» ان يتجسد على ارض الواقع. اما غير ذلك.. فليتظاهروا الى ان
يتعبوا, ما دام اي خطر لم يلحق بالمصالح الاميركية, ولم تتأثر علاقات اسرائيل السرَّية والأقرب الى العلنية مع بعض العرب, الذين
يمنحون اولوية لعدائِهم المُصطنَع مع ايران.
ماذا عن خيار «الدولة الواحدة»... فلسطينياً؟
يبدو ان احدا في السلطة لم يعد يطرحه الان, بعد ان كان عباس وعريقات قد «هدّدا» به أو دَعَيا إليه.
kharroub@jpf.com.jo