Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2018

نعم.. لا حلَّ بلا أميركا!! - صالح القلاب

 الراي - نعم إن هذا صحيح وألف صحيح أنه لا سلام بدون دور للولايات المتحدة وعندما يكون صاحب هذا الكلام هو عبداالله بن الحسين العاهل الأردني فإنه يعني الحقيقة والحقيقة أن أميركا هي الوحيدة في العالم كله القادرة على إلزام إسرائيل بموقف هي بالأساس لا تريده والسبب معروف وهو أن هذه الدولة (الصهيونية) هي صناعة أميركية من الألف إلى الياء وذلك رغم أن الأميركيين ما كانوا يعولون عليها كثيراً قبل إنتصارها الكاسح في حرب يونيو (حزيران) عام 1967 وأيضاً وإن بحدود أقل في حرب 1973 وبخاصة على الجبهة السورية وحيث لا يزال معظم هضبة الجولان تحت الإحتلال الإسرائيلي.

وهنا وبما أن الكلام يستدرج الكلام فإنه لا بد من التذكير والتأكيد بأن أكبر خطأ ارتكبه العرب إن ليس كلهم فغالبيتهم هو رفْضهم لـ «حلف بغداد»، المعاهدة المركزية، الذي كان أساساً فكرة رئيس وزراء العراق الأسبق نوري السعيد، رحمه االله ألف رحمة، ومعه باكستان وتركيا بهدف «تقزيم» مكانة إسرائيل لدى الولايات المتحدة تحديداً ولتحول اعتمادها من هذه الدولة الصهيونية إلى هذا الحلف الذي إذا أردنا قول الحقيقة بعد كل هذه السنوات الطويلة أن الذين أحبطوا هذه المحاولة العظيمة هم الإسرائيليون وليس المظاهرات الصاخبة ولا شغب الشوارع ولا أيضاً الأنظمة التي كانت تعتبر ثورية.
ولعل ما يبعث على الأسى والأسف أن انقلاب عام 1958 الدموي البربري والوحشي الذي سُحِلَ فيه في شوارع بغداد كبار المسؤولين في النظام الملكي العراقي ومن بينهم ذلك الشاب فيصل الثاني الذي كان يشبه زهرة ربيعية جميلة ونوري السعيد الذي كان يعتبر من أهم الكفاءات والشخصيات السياسية ليس في الشرق الأوسط وفقط بل وفي العالم.. ولعل ما يعزز الأسف والحزن أن يوم تنفيذ هذه الجريمة التاريخية التي لا تزال تطارد أحفاد الذين نفذوها والشعب العراقي العظيم كله لا يزال يعتبر عيداً وطنياً عراقياً وأي عيد!!. إن قول هذا الكلام الآن هو للتذكير بأن الإبتعاد عن الواقع والإنسياق حتى حدود الإجرام في الغوغائية وسحل الأبرياء في الشوارع ها هي نتائجه هو هذا الذي نراه الآن في العراق العظيم، جدار الأمة العربية الشرقي، وهنا فإن الواقع يملي علينا أن نتحلى بالشجاعة ونقول فعلاً أن ما أشار إليه عبداالله بن الحسين هو كل الحقيقة وأنه الواقعية بعينها فبدون الولايات المتحدة لا عملية سلام لأزمة الشرق الأوسط ولا حل للقضية الفلسطينية مادام أن الوضع العربي هو الوضع الذي: «لا يسر الصديق ولا يغيض العدا».
وعليه فإن المفترض أنه معروف أن مشكتلنا فلسطينيين وعرباً ليست مع الدولة الأميركية كدولة بل مع هذا الرئيس دونالد ترمب الصهيوني أكثر كثيراً من ثيودور هيرتزل والذي يجب تركيز غضبنا عليه وحده وليس على أميركا وإفهام الأميركيين بالتواصل المستمر معهم وبالتفهم والتفاهم أن ما يقوم به هذا (الرئيس) ضد مصالحهم وضد مصالح دولتهم وإن حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولة للشعب الفلسطيني على حدود يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية سيخدم القضايا الأميركية وكذلك فإنه يجب استدراج هذه الدولة التي هي الأقوى والأكثر تأثيراً في العالم كله إلى الدائرة العربية.. إن «القطيعة» ليست في مصلحة قضيتنا وإن القرار الفعلي بالنسبة لهذا الصراع هو قرار أميركي!!.