Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Aug-2017

دردشات اليكترونية.. مع تقنينها أم إلغائها؟ - ناديا هاشم العالول
 
سؤال جدير بالإهتمام نتوقف عنده: هل نحن مع التقنين ام مع الإلغاء؟ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
 
الراي - نتيجة تفشي ادمان الشاشات بانواعها فبين متلازمة الشاشات الاليكترونية المؤذية للبصر الى اوجاع بالروح والجسد، نحذر من مغبة تجاوز المدة المعقولة لاستخدامها مشجعين على التوجّه للألعاب الحركية..
 
فيكفي ان «ستيف جوبز» مخترع الأجهزة الأليكترونية كان يمنع أطفاله من استخدامها ويطالبهم باللعب بالحدائق وبين الشجر..
 
بالمناسبة، اكثر من نصف العرب يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، فـي العالـم العربـي، للتواصل مع الناس بشكل أساسي عبر -دردشات – محادثات- ، في حين جاء الحصول على المعلومات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى ومشاركة الصور، كثاني أهم سبب لاستخدامها..
 
فمثلا كوريا الجنوبية تستحوذ على أعلى معدل لانتشار النطاق العريض «في المنازل» وذلك بنسبة 98.8% من الأسَر، يليها دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بنسبة 96% و95% و94% على الترتيب..
 
يعني العرب من اكثر المستخدمين؟ كيف.. ولماذا؟ هذا حال ثانٍ.. فيكفي ان الشباب والنساء والرجال العرب غالبيتهم مصابون بداء «السّهر» بين لقاءات اجتماعية وعشاء متأخر ثم متابعة وسائل التواصل الاجتماعي حتى ساعات الفجر الأولى..
 
وحدّثْ بلا حرج عن النرفزة الزائدة وحوادث السيارات وانتفاخ الكروش وتصلب المفاصل والسّكري.. الخ المنتشرة بكثرة نتيجة «مضيعة» الوقت والعيش ضمن شروط غير طبيعية عكس التيار الطبيعي وشروطه للبقاء بصحة جسدية ونفسية وعقلية وانجازية تعيننا على المضي قدما على درب التنمية والتقدم..
 
ولهذا ما احوجنا للتخلص من عشوائية الاستعمال، عبر تأهيل وتوعية وان لم ينجحا يصبح التقنين او الإلغاء مطلبا ضروريا بل طبيعيا في ظل هذا التراجع الصحي والنفسي والاجتماعي والإنجازي.. فيكفي ان «الربيع العربي» تدفق عبر وسائل التواصل التي اشعلت فتيل الإنفجار نتيجة احتباس الطاقات وتراكمها دون وجود صمام أمان يفرّج عنها، فاندفعت الطاقات الشبابية للشارع دونما تخطيط او تنظيم او حتى رؤية بديلة للتغيير نحو الأفضل!
 
فحذار.. حذار!
 
قد يغضب البعض لهكذا اقتراح.. وكيف لا وهذه الفئة المنغمسة ليلا نهارا بدردشات لا تسمن ولا تغني من جوع.. بل تخلق جوعا ثقافيا وفراغا فكريا يبتلع البقية الباقية من القدرات العقلية المتبقية عند «البعض» على الصعيد السلوكي او العملي.. والثقافي!
 
فبعض من هؤلاء «البعض» وليس «كل البعض « يجن جنونهم بحالة انقطاع الانترنت فتبدأ رحلة الدوران حول النفس بحثا وتنقيبا عن سبب ومصدر الانقطاع اكثرمما يهمهم انقطاع الكهرباء او الماء..
 
ولسان حالهم يقول لا.. وألف لا لانقطاع الإنترنت.. حتما انهيار يتلوه انهيار نتيجة إدمان متجذر على وسائل التواصل.. إدمان لا علاقة له بعمل او اي انجاز من اي نوع، فللأسف اصبحَتْ منصّه للكيْد العلني والمبطّن وللنيْل من الآخرين!
 
نحن لا ننفي وجود فئة معتدلة تستخدم وسائل التواصل بعقلانية مجيّرينها لخدمة مصالحهم العلمية والعملية والبحثية ودراساتهم.. الخ وشتّان ما بين الاستخدام العقلاني ونظيره العبثي!
 
فهنالك فرق بين المستخدِم والمستخدَم بين المرسِل والمستقبِل.. وبين الفاعل والمفعول.. والفرق كبير بين إنجاز الفريقيْن..
 
ومن هنا لا يجوز ان نخلط بين الاستخداميْن.. بين المدروس المنظّم المنظِم وبين العشوائي.. فالانترنت بوسائلها المختلفة سلاح ذو حدّيْن.. وفق نوعية الاستعمال.. فبالرغم مما يُكتب ويُقال يوميا وعلى مدار الساعة من أضرار المكوث «مُبَحْلِقين» بالشاشات الصغيرة والكبيرة، لينعكس أذاها على الصحة الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.. الخ من اضرار تقطّع سبُل الحوار ملقية بصاحبها بعزلة اجتماعية.. ناهيك عن تشوهات العمود الفقري وتصلّب الأطراف والرقبة والشعور بالكسل والخمول و»الخمْخَمَة» – عفونة داخلية–تنتاب النفس من الداخل لعدم التفاعل مع ضوء النهار وأكسجين الأشجار والأزهار وتغريد الأطيار..
 
إذْ لا بد من التواجد بالخارج حتى لو كان مملوءا بزواميرالسيارات وصرخات الباعة وصياح الأطفال..
 
فهذه هي الحياة وديناميكيتها الطبيعية ولا يجوز ايقاف عقاربها والتوقف عند محطة زمنية ومكانية معينة لا بديل لها.. محذرين من إدمان أّخطرمن ادمان التلفاز.. إدمان يؤذي البصر والعقل والجسد..
 
صحيح أن البعض وليس الكل لديه القابلية على الإدمان اكثر من غيره، وهو معرض بذلك اكثر من غيره، ولهذا لا بد من سبل للوقاية عبر تربية وتوجيه وتوعية فإن لم نفلح فلا بد من تقنين استخدام وسائل التواصل من مصدرها.. فكما ان التلفاز قديما كان يقفل عند ساعة معينة كذلك ينبغي على وسائل التواصل..
 
اقتراحنا لن يلقى آذانا صاغية لكثرة الشركات العالمية التي تحقق ارباحا طائلة من خلالها.. تماما كصناعة التبغ وغيرها، وهنا ياتي دور الأهل والإعلام والتعليم والتوعية منبهين لحقيقة تراجُع شعورالإنسان الحديث بالسعادة، نتيجة القعود والخمول والخمْخمَة.. وسقى الله ايام زمان !
 
hashem.nadia@gmail