Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2019

استعدوا لاستقبال عام «الابتزاز»..!*حسين الرواشدة

 الدستور

اجتهدت فيما مضى  واطلقت على الاعوام المنصرمة ما ينسابها من اسماء: حين داهمنا الربيع العربي قلت انه «عام الغضب»، وبعده جاء عام «الانفجارات» ثم اعقبه عام «تسديد الفواتير» ..وهكذا ،اما العام الذي نودعه فقد كان عام ‹الانهيارات» بامتياز، ومن اسف ان كل ما حدث صب في اتجاه واحد وهو «سكة الندامة» التي سارت عليها معظم بلداننا – ولا تزال -، ولا اتوقع ان تخرج منها الى «سكة السلامة « ، الا اذا حصلت معجزة اقتلعت كل ما بداخلنا من احساس بالهزيمة والخوف والقهر، ومن «استمراء» للقمع والاستبداد ، ومن قابلية للاستعباد ، ومع انها مهمة « صعبة» الا انها ليست مستحلية، ونحن الان ندفع ضريبتها كقسط من الاستحقاق ، وسندفع المزيد انتظارا لانجازها كما فعلت غيرنا من الامم والشعوب.
 لم نودع بالطبع عام الانهيارات ، فمن المتوقع ان العام القادم سيشهد المزيد منها ، لكن اذا كان ثمة عنوان جديد يمكن ان نضعه له فهو « عام الابتزاز « ، ومن المفارقات انه بدأ فعلا قبل موعده ، سواء على صعيد اي حل مطروح  في سوريا ، او على صعيد اللقاءات التي تجري للتوافق على حلول سياسية لازمات اليمن وليبيا ولبنان والعراق، او لترسيم خارطة العلاقات والتحالفات في المنطقة ( بين تركيا واسرائيل او بين دول خليجية ومصر مثلا ) ، او دوليا ( بين امريكا وروسيا مثلا ) ،  وقبل ذلك كله ما يترتب على تنفيذ «صفقة القرن» التي سيشهد هذا العام ترسيم خطوطها من استحقاقات (ابتزاز : ادق ) .
اذا ما استعرضنا هذه التحولات فإن العنوان الذي يمكن ان نذهب اليه لكي نفهمها ونتوقع مساراتها هو «الابتزاز»، فالجميع يبتز الجميع، ومن سوء حظنا كعرب ومسلمين اننا لسنا شركاء في هذه «اللعبة» ولا نجلس على طاولتها، وانما نحن مجرد «وقود» لها، او اننا احد «ملفاتها» وادواتها، وبالتالي سنكون ضحاياها بامتياز.
 لدي ما يكفي من ملاحظات لتفكيك لعبة «الابتزاز» هذه، ابرزها ان العام القادم سيشهد –في تقديري- بروز عدد من «الفزاعات» التي سيتم استغلالها «لابتزاز» عالمنا العربي والاسلامي، اولها فزاعة «صفقة القرن» ، فمن المؤكد ان الخطة التي بدأها الرئيس الامريكي ترامب لابتزاز المنطقة  ستكتمل ، سواء باتجاه التحشيد ضد طهران او باتجاه الترغيب للانضمام الى مركب التطبيع مع اسرائيل ، مما يعني اننا - كعرب- سندفع المزيد من الاموال والمواقف «للتكيف» مع ارادة «الامبراطور» الامريكي الجديد.
اما الفزاعة الثانية فهي «انبعاث» موجة جديدة من «الاحتجاجات»  في بعض الدول العربية، بما يشكل استئنافاً للربيع العربي، وعلى هذا المركب «الجاهز» الذي ستحركه رياح الجوع او القمع ستتم عملية ابتزاز للانظمة والشعوب العربية وسنجد انفسنا مرّة اخرى امام مواجهات محلية تستثمرها القوى الدولية لادامة حالة الاستنزاف في المنطقة.
الفزاعة الثالثة هي «الانفجارات» المذهبية، خاصة بين ايران «الشيعيّة» والعالم «السنّي»، وهذه تشكل «ماكنة» ثقيلة لاحداث ما يلزم من زلازل في المنطقة سيكون لها ارتدادات خطيرة، وفي هذه الحالة ستتمكن القوى الدولية من «ابتزاز» الاقليم كله، وستجد دول المنطقة الكبرى (ايران وتركيا ودول الخليج) نفسها امام «فخ» جديد يمكن ان تستدرج اليه لابتزازها وتعميق الانشطارات بينها وصولاً الى فرض «خارطة» جديدة لترسيم المنطقة على اسس دينية وطائفية ومذهبية قابلة للانفجار في اي لحظة.