Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2019

في مخيم الزعتري مــشــاق اللـجــوء تـتضاعـــف على أهالي ذوي الاحتياجـات

 

 
عمّان –الدستور-  ماجدة أبو طير - تتضاعف مشقة رحلة اللجوء حين يتواجد في العائلة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه الفئة التي تحتاج الى رعاية وظروف استثنائية من الصعب توفرها في المخيمات. «ملاك «ابنة الـ 17 عاماً، تعاني من اعاقات متعددة في الاطراف، اضافة الى فتحة في القلب جعلت من حياتها في مخيم الزعتري صعبة ولكنها بإرادة وعزيمة وتوفيق من الله عزوجل تحدت معظم العراقيل لتستمر بالتعليم في ظل دعم العائلة.
تقول زينب وهي اخت ملاك التي ترعاها ليلا ونهارا دون كلل او ملل : كل خطوة تنجح بها ملاك هي فخر لي و لعائلتي، انني اكبرها بعدد قليل من السنوات واشعر ان سبب تجاوزي عددا كبيرا من الصعاب هو ملاك، اختي الآن في الصف التاسع  وترغب في دراسة الشريعة وتخطط كيف تستفيد من وقتها وتتطور. للاسف الامكانيات محدودة وامي منفصلة عن والدي؛ ما زاد من حجم الصعوبات التي تقع على كاهل امي ولكن في ذات الوقت اننا مدركون اهمية منحها فرصة لتكون افضل يوماً بعد يوم.
تضيف : في الواقع من يعاني اولاده من اعاقة يواجه معضلات متعددة ابرزها، دمج هذه الفئة في المدارس وما يواجهه الطفل يوميا من قبل الطلبة. فملاك بشكل يومي تتعرض للتنمر والاستهزاء على شكلها من قبل الاطفال، فهي تعاني من نقص النمو ومن يراها يظن انها ابنة السبع سنين وهي في الحقيقة تجاوزت هذا الرقم بسنوات عديدة، علاوة على المصاعب اليومية فالطريق الى المدرسة ليس معبدا بالزهور فهنالك الرمال والحجارة والغبار، لهذا تحتاج اختي بشكل اساسي الى كرسي متحرك وهو متوفر ويتضرر جهازها التنفسي من الغبار وهو امر لا يمكن حجبه وبالتالي تحتاج الى مراجعة المستشفى كل شهر.
تبين زينب عددا من المشاكل التي تواجه ملاك مثل حاجتها الى طعام مختلف عن العائلة، فهي لا تستطيع مضغ الطعام الاعتيادي وحاجتها الدائمة الى مراجعة الاطباء، علاوة على انها لا تستطيع النوم على الارض بل تحتاج الى سرير ولا نستطيع توفيره، فالمشكلات يومية وكثيرة ولا يمكن حصرها بكلمات.
تصف زينب كيف ان اختها تجلس لساعات من اجل مراجعة الدراسة وكيف ان تعليمها الكتابة اخذ ساعات مضاعفة عن الطفل الطبيعي، وتواصل : لقد بعثني الله عزوجل لاساند اختي ولكنني في المقابل تركت التعليم وايضا لا استطيع العمل خارجا لمساعدة عائلتي، وارغب في استكمال تعليمي وتطوير نفسي ولكن انتظر الوقت المناسب، فما زالت صغيرة. في المخيم يوجد منظمات متعددة تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عقد الدورات واحيانا مساعدة العائلات في توفير البيئات المناسبة لهذه الفئة.
تستذكر زينب منزلهم في سوريا وكيف هي نفسية ملاك الآن وبعد اللجوء، واصفة المنزل وما به من حديقة واسعة كانت اختها تستطيع ان تجلس بها بسهولة دون مواجهة التعليقات اللاذعة من قبل الاطفال اضافة الى قدرتها على تنفس هواء افضل والمشي بشكل اسهل معتمدة على نفسها أما الآن فالمعادلة كلها قد تغيرت اضافة الى انفصال الاب عن الام زاد من الاحزان التي لحقت بملاك.
تقول : انني كأخت لملاك واتابعها عن قرب واعرف كيف تفكر والى ماذا تتعرض، افضل ان يكون التعليم لهذه الفئة منفصلا، فالدمج مزعج في احيان كثيرة. انني ادرك ان الدمج هدفه خرط هذه الفئات بالمجتمع وعدم عزلهم، ولكن من الممكن دمجهم من خلال الانشطة والفعاليات، فهم يحتاجون الى رعاية مكثفة ودعم نفسي مستمر وهذا غير ممكن مع الطلاب العاديين.