Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jul-2020

اطلبوا العلم.. ولو في الأردن*محمد عبدالجبار الزبن

 الراي

تتسامى النفوس هيبة أمام العِلْم، وكلَّما كانت المعلومة صعبة المنال عظيمة النوال، كان الدّافع إليها أقوى، والهمة إليها أكبر. وفي زمنٍ كانت فيه الدولة العباسية، ترفع شأنَ العلمَ وأهلَه، انتشـرت مقولة: «اطلبوا العلم ولو في الصين». فقد كان العباسيون يكافئون مَنْ يأتيهم بأصول الكتب والحكمة شرقًا وغربًا، فيترجمونها، فبارك الله تلك الجهود، حتى حفظ كثيرٌ من علوم الإنسانية.
 
ودارت الأيام برحاها، حتى رأينا بأم أعيننا ما حققته المملكة الأردنية الهاشمية، فعلى مرّ السنوات الطوال كان بناءُ الوعي والثقافة، ومدّ جسور الثقة المتبادلة بين أركان الدولة، فتجلّى أمام ناظرِينا جهودُ الهاشميين مباركة عند الله وعند عباد الله، بما تحويه من تفان في رفع العلم وأهله.
 
وبالأمس القريب وقفت مليا عند تصريح سفير الصين في الأردنّ حيث قال كلمة، خالجت صدري وخالطت ثقافتي الممتدة، فأوسعت لها صدر المجلس، لأنها تشعرني بما ينبغي أن يشعر به كلُّ الأردنيين، من الفخر والاعتزاز. حيث قال السفير الصيني في عَمان «بان ويفانغ» في لقاء صحفي معه: (إن التجربة الأردنية في مكافحة فيروس كورونا المستجد تستحق التعلم).
 
نعم.. «تستحق التعلم»، هذه الكلمة تستلزم منا أن نقف عندها مليًّا، ونتعرف على مكامن القوة في مجتمعنا، ولعل العلم الذي نبني به الإنسان، والذي كان محصله المبدأ الراقي: «الإنسان أغلى ما نملك». وعلى بوابة المدرسة التي خرّجت الأجيال الذين حافظوا على هذا الوطن، في شتى مقاصدهم ومناصبهم واهتماماتهم والتزاماتهم ووظائفهم ومواقعهم، ينبغي علينا أن نعرف قيمة المدرسة والجامعة، وكل شيء جعلنا أصحاب تجربة: «تستحقّ التعلم».
 
اليوم.. أيها المثقفون: «اطلبوا العِلم ولو في الأردنّ». ولا عجب، إذا نحن استشعرنا عظمة الزمان والمكان وأهمية الإنسان، وكنّا للخير خير عنوان، وشرعنا في الالتفاف حول كلّ نقاش، واستدرنا حول كل طاولة تجمعنا لنتدارس قضيةً، أزمةً، أو أيًّا من المعطيات الوطنية ذات الحسابات المعقدة، فنقدرها ونسعى لإيجاد أقرب الحلول لها، بأسرع النتائج، وأوفر المكاسب، وأقلّ الخسائر.
 
تعالوا بنا معاشر الأردنيين، لنقفز فوق جمر الأزمات، ونتخطى حواجز العقبات اللاتي تعيق حركة وتقدّم الأمم وقت الضيق، لنبرهن على أننا قادرون على أن نجعل تجربة اليوم والغد، أنصع بياضا من تجربة الأمس، لأنّ مَن مَحّصته التجارِب، لا بدّ أن يكون بعد اكتوائها منها، أقوى من ذي قبل.
 
فلنجعل العالم ينظر إلينا، ونحن نتجاوز محنة كورونا، إلى أن نكون قِبلةً للعلم وأهله، فيقصدوننا راغبين بالتعلّم، لأنّ تجاربنا «تستحقّ التعلّم».
 
وبالمناسبة.. كثيرون هم ممن تعلموا العربية، يعتبرون الأردنّ أنموذجا باللسان والبيان، والإدلاء بتجاربه، فعندنا رصيد في العالم ممن أحبونا إذ تعلموا منا، فتجاربنا على العديد من الأصعدة «تستحقّ التعلّم»، ومن ذلك ما نراه من حِلم وصبر وعزيمة وثبات للنشامى والنشميات.