Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Sep-2019

مصير نتانياهو مقابل مصير السلام*د.محمد الرصاعي

 الراي-كما هي العادة وكما هو تاريخ الكيان الإسرائيلي وقادته لا يحترمون عهداً ولا يلتزمون بميثاق، يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عزمه ضم منطقة غور الأردن إلى سيادة دولة إسرائيل عقب انتهاء الانتخابات المزمع إجراؤها قريباً، حيث يواجه موقفاً صعباً في تشكيل ائتلاف انتخابي يعطيه الفرصة لتشكيل الحكومة القادمة، وهو بحاجة ماسة لحشد مزيد من أصوات الناخبين لتحقيق فرصة فوزه بالانتخابات، سواء من خلال حيازة حزبه الليكود على نصف عدد مقاعد البرلمان أو تحقيق ذلك من خلال ائتلافه مع أحزاب اليمين الأخرى، ويواجه نتانياهو تحدياً كبيراً في المعركة الانتخابية القادمة التي ستدخله في حسابات معقدة بسبب تشظي اليمين الإسرائيلي الذي كان يتزعمه حزب الليكود ضمن مجموعة من القوائم الانتخابية، وإلى جانب الخشية من الإخفاق في العملية الانتخابية يخشى نتنياهو من ملاحقته قضائياً بتهم فساد تهدد مستقبله السياسي وكذلك مستقبل حزبه الليكود. أمام هذه التحديات الصعبة التي تهدد مصير ومستقبل نتنياهو لا يوجد سبيل سوى حشد أصوات انتخابية وبشتى الطرق حتى لو كانت هذه السياسات على حساب عملية السلام التي راوحت مكانها طيلة فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية، فلجأ إلى الإعلان أنه سيضم مزيدا من الأراضي إلى دولة إسرائيل وبناء مستوطنات جديدة، وهذا يؤشر بشكل واضح إلى أنَّ السلام والعملية السياسية بخصوص المفاوضات ليست في حسابات وذهن نتانياهو، بل إن الأطماع التوسعية وسلب الحقوق هي ما يسيطر على واقع تفكيره وكذلك معظم القيادات السياسية في إسرائيل.

 
ومن جهة أخرى المؤشر الأكثر خطورة أن تصريحات نتانياهو التوسعية ورفضه لعملية السلام هي رغبة لدى الكثيرين من الناخبين في المجتمع اليهودي، لذلك تضمنت برامج معظم القوائم الانتخابية بما فيها قوائم اليسار وعود بالسيطرة على مناطق جديدة وتوسعة حدود دولة إسرائيل، الشيء الذي يدلل على العقلية التي يمتلكها الناخب الإسرائيلي وكذلك القيادات السياسية هناك، عقلية الانتهاك ورفض الآخر والتعدي على حقوق الآخرين. وأمام هذه العقلية المغلفة بايدلوجيا الاحتلال وسلب الحقوق لا نرجح ما يصرح به بعض المحللين أن نتانياهو يضحي بمستقبل السلام مقابل فوزه بالانتخابات، فالسلام ليس على أجندات نتنياهو والقادة السياسيين الإسرائيليين في الأساس، وفي الوقت ذاته ليس من طموحات أو رغبات الشعب اليهودي الذي يمنح أصواته الانتخابية في الغالب للمرشحين الذين يطرحون برامج انتخابية متشددة تهدف الى تعميق سيطرة الاحتلال ونزع مناطق ومساحات من أصحابها الحقيقيين بهدف التوسع وبناء المزيد من المستوطنات. السياسة التي يحرص عليها قادة إسرائيل للوهلة الأولى يظن البعض أنها سياسة تخدم بقاء إسرائيل واستمرار وجودها في حين تؤكد جميع الشواهد التاريخية بفناء أي كيان أو سلطة تستند في سياستها إلى المراوغة والانتهاك والتطرف، وقد بدأت بعض شواهد الانقسام والأفول تظهر في التفاعلات السياسية في هذا الكيان اليهودي، حيث بتنا نشهد تشظي الأحزاب السياسية هناك وتنامي عددها وهي في المعظم أحزاب دينية أو عرقية وفي الغالب أحزاب نتجت عن انقسامات متوالية لأحزاب سياسية كانت أحزاب كبيرة كحزب العمل وحزب الليكود، كما أن فشل هذه الأحزاب في تشكيل حكومة إسرائيلية في الانتخابات السابقة يصب في قناة هذا الطرح.