Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2019

رسالة من فوق الماء إلى وزارة الأشغال

 الراي- ناصر الشريدة

على غير المتوقع، صمت الكلام وعلا السيل، وأُغرقت الشوارع، وغُمرت بعض البيوت، وتنادى الناس أين المسؤول ؟ وتكرر المشهد، وغابت جذور الحلول والمعالجات للاسف، فجاء من الافق البعيد مناد يغني هذه المرة "رسالة من فوق الماء" وليست من تحته كما غناها الراحل عبد الحليم حافظ.
 
والرسالة التي يرغب اهالي الوية الكورة والطيبة واربد وغيرها ايصالها للمسؤول، جاءت هذه المرة من "فوق الماء"، لتظهر بصورة متكررة مشاهد غرق شوارع، ورفض المواطنين الحلول المجتزأة، والاصرار على عدم ترحيل قضاياهم العالقة بالوعود عام بعد آخر دون مبرر، بحجة محدودية الامكانيات المادية المخصصة في موازنات اللامركزية، وعدم قبول مصطلح "نخسر بنيتنا التحتية ويعيش المواطن".
 
ويأسف رئيس جمعية الطيبة الخيرية احمد عوض القرعان، لغرق شارع الطيبة الرئيس وارتفاع منسوب مياه الامطار فوق الجزيرة الوسطية والارصفة مثل الاعوام السابقة، وتدفق مياه الامطار على مبنى الجمعية والمنازل المجاورة، ما يعيد الى الاذهان حكاية غياب هندسة وتصميم قنوات تصريف المياه في الشارع التي لم تأخذ بالاعتبار حجم كميات مياه الامطار المتدفقة من الشوارع والاحياء المحيطة، تاركة وراءها خسائر كبيرة في البنية التحتية والممتلكات فمن يتحمل مسؤوليتها.
 
وقال المواطن علاء بني ياسين، إن حالة شارع كفرالماء وهو يموج بمياه الامطار متحديا المارة والمركبات، تبعث على الحزن والاسى ، فهذا الشارع الرئيس الذي يربط شمال ووسط لواء الكورة بجنوبة وتسلكه الاف السيارات يوميا، لا زال عاجزا عن المعالجة منذ عامين، رغم طرح عطائه اكثر من مرة ولم يتقدم مقاولا له، خوفا من المستور.
 
وعبر مواطنون في الكورة من جديد عن استيائهم حين ينظرون الى مدخل بلدة ديرابي سعيد الشمالي وهو يتحول الى بحيرة مياه تغيب عنه قنوات تصريف مياه الامطار، فضلا عن دمار في بنيته التحتية.
 
ويستغرب المواطن تامر ملحم استمرار مشكلة شارع ديرابي سعيد الرئيس سموع الى اليوم، على الرغم من ان القاصي والداني، الزائر والمغادر للواء الكورة، يشاهد بأم عينيه مأساة بل تراجيديا عمرها اعوام والمسؤول حيران.
 
ولم يمنع هول المشهد من تراكم الحجارة والانهيارات في طريق بلدة تبنة الرئيس باعتباره المنفذ الوحيد لعشرة الاف نسمة تعيش بالبلدة، من سد كل منفذ ممكن ان تسلكه المركبات، حيث تم العام الماضي عمل توسعة لم تكتمل هندستها، فصار الشارع في بعض اجزائه واحة من الطمي المملوء بالمياه بعد عمل ستار حاجز على طرفه المطل على الوادي يمنع تصريف تلك المياه المتجمعة، وانجراف الاتربة والحجارة المتساقطة من جانبه الجبلي لتحط بثقلها على الاسفلت الذي يصبح اثر بعد عين.
 
ويناشد اهل تبنة وزارة الاشغال العامة بتحمل مسؤوليتها الكاملة بمعالجة واقع الشارع الذي يشكل مصيدة لهم كلما تساقطت الامطار، ويطالبونها بذات الوقت الافراج عن العطاء المقرر لها والبالغ قيمته مليون دينار، مؤكدين ان الواقع الحالي كالموج ان لم يتم معالجته سوف يأخذنا نحو الأعمق.
 
وتمنى أهالي لواء الكورة ان يتقبل المسؤولون شكواهم القديمة الجديدة ويجدوا حلولا طال انتظارها بقولهم.