Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2018

قروبات التواصل الاجتماعي بين المنفعة والخيانة - احمد خليل القرعان

الراي -  بداية دعوني أتوجه لشباب الوطن بنصيحة قد تساوي جبلا لا جملا في لحظة ما. فلم يعد من الممكن العودة للوراء مترا واحدا مهما نادى عشاق الماضي بذلك، ولكني أنبه إلى مسألة غاية في الخطورة تتلخص في سهولة دعوة أبنائنا وبناتنا للانضمام لبعض القروبات دون معرفة ما يدور بالغرف المغلقة، ودون توخي الحذر من الشعارات التي تبدو في البداية ذات طابع بريء وإنساني، ولكنها في الحقيقة تبث سمومها باحترافية عالية عن طريق التأثير باللاوعي الذي بعده يصبح واقعا ملموسا من خلال تعدد أهدافه، فكم وكم من الغايات التي شعرنا بأن أهدافها بريئة في البداية لنكتشف بعد ذلك خبثها وخبث من يدعيها.

فمن الأساليب الشيطانية والجهنمية التي تبدأ بها بعض القروبات الدنيئة استهلالهم الدعوة بحوارات بريئة تبعد الشك والريبة لا بل وتضفي شعورا بالطمأنينة فيطوفون ما بين سجالات شعرية وفكاهية وفكرية وعلمية وثقافية وفقهية وأدعية وغيرها من الحوارات والتي سرعان ما يكتشف البعض بأنهم قاب قوسين أو ادني التورط والوقوع في براثن افخاخ مؤدلجة خسيسة تنضح بالخيانة وتشرئب للإضرار بالمجتمع فالحذر الحذر يا شباب وشابات الوطن.
فقد يكون قدوتكم شاب متحمس كثير الحضور والنشاط والحركة في الاعتصامات والإضرابات، ويلبس لكم قناع الوطن والوطنية بصورة قيادي متمرس يحمل قلبا على الاردن وقيادته وسرعان من تنكشف الاعيبه وخبث مسعاه ومرجاه.
ولا يسعني هنا إلا أن أذكر شباب الوطن بأن كل الأوطان التي هزمت في الحروب كان احد اهم اسباب هزيمتها ذلك السرطان الخبيث القابع بين الشعب والمسمى بالطابور الخامس الذي يبقى ساكنا لحين تحريك أدواره بالتزامن مع الخطط الموضوعة له والكل يؤدي دوره بالتخريب بإتقان. فلنكن مطمئنين بحمد االله لنجاح جيشنا الباسل فى مهمته على الحدود ولا تراودنا لحظة شك فى ذلك، ولنحذر خطورة الإرهاب الفكرى الذي يقوده الطابور الخامس بين ظهرانينا، والذي ينشط فى الغالب وقت الحروب والازمات، حيث يخرج أعضاؤه من جحورهم لينفثوا أحقادهم على الوطن ويشككوا فى قدسية المهام التى يقوم بها جنودنا ورجال مخابراتنا وأمننا في الداخل والخارج.
فالطابور الخامس لا يتورع منسبيه عن إثارة الشكوك وبث الفتن بغية تقويض وحدة الجبهة الداخلية التى هزمتهم منذ تأسيس المملكة والى اليوم، حتى بتنا مضرب مثل في توحيد الصفوف في الأزمات والكوارث والأخطار.
فالخائن والعميل لا يعرف معنى حرمة الأرض والوطن، لانهم لا ينتمون له الا بمقدار ما يجنيه لهم من مصالح شخصية، لانهم اعتادوا على رؤية مشاهد الدمار والقتل والخراب، تلك المشاهد التي باتت سمة موحدة لكل العناصر الضالة والمضلة.
فلنحذر من تلك الزمر الطاغية التي تبث بالليل والنهار عبر لجانهم الإلكترونية او في التعاليل والمنتديات والافراح والاتراح آراء مسمومة تشكك فى أي إنجاز على الأرض، لأن وتيرة البناء والتقدم تشكل بالنسبة لهم معولا ينهال على رؤوسهم مع كل طوبة يضعها الشرفاء لبناء او إعادة بناء الوطن، وهؤلاء لا ينطبق عليهم إلا قول االله فى المنافقين: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ).
فالطابور الخامس هم زمرة سوداوية قد يصعب اكتشاف حجم مؤامرتهم على الوطن لسرية نشاطاتهم، فقد نراهم يلبسون ثوب داعية او كاتب او مفكر او رجل إصلاح وبناء، وسرعان ما يطعنوا الوطن وشعبه من الخلف والعدو امامهم بعد ان يتلقوا الأوامر والتوجيهات نظير أموال مغمسة بالخيانة والتآمر.
بقي ان اقول لا ادري اي نشوة او فرحة يشعر بها الخائن او المتآمر او العميل وهو يقبض أموال لقاء تخريب وتعكير صفو مجتمعه ووطنه الذي تعهد برعايته وتعليمه ووفر له كل وسائل العيش الكريم.
مختتما بقولي ليس هناك ثمة ما يبرر خيانة الوطن.
quraan1964@yahoo.com